إنا لله وإنا إليه راجعون..الوالد والمربي والوجيه الاجتماعي قيس عابدين سيدي في ذمة الله

رحل إلي عفو رب رؤوف كريم والدنا، وقدوتنا، وشيخنا، المربي، والرجل الفاضل، المصلح، قيس ولد عابدين سيدي، بعد حياة مباركة حافلة بالعطاء والمجد التليد والسمعة الطيبة وأعمال البر والإحسان التي تمكث في الأرض، وتتوارثها الأجيال بعد جيل.

رحلت الشخصية الوطنية التي شهدت لها مختلف ربوع الوطن كرمز للمكارم والشيم النبيلة، ذلك الرجل الذي تخرجت على يديه آلاف النخب والكوادر الوطنية وجسد بحق صرح المدرسة الجمهورية بمعناها وقيمتها ووظيفتها، التي جسدها على أرض الواقع في تلك الفترة المبكرة من تاريخ الدولة الموريتانية، مدرسة تعلم منها الجميع واحتصنت مختلف الأعراق كان في كل ربوع الوطن مربيا ومدرسا صاحب نظرة ثاقبة ورؤية نضهت بالتعليم في بواكر نشأة الدولة، فكان بذلك الأساس الذي نهضت على قاعدته مقومات الدولة حينما كانت تتلمس طريقها نحو البناء والنهوض وامتلاك مقومات الاستقلال والسيادة الحقيقة من زاوية التعليم والتربية.
رحل قيس ولد عابدين سيدي، الوجيه الاجتماعي والمصلح ورجل السياسة المحنك الذي جمع الشمل ووحد الكلمة وبذر قيم التآخي والتصالح والود بين الجميع وجسر هوة الخلافات بين المجموعات والأفراد بحكمته وحنكته وهدوئه ورزانته.
ستفقدك يا والدنا قيس ولد عابدين سيدي كل تلك المنجزات والمكتسبات التي تركت للوطن، لكنها ستظل شاهدا علي عظمة وفضل أهم رجالات هذا الوطن في تاريخه المعاصر الذي يشهد لهم جميل ما قدموا، نبلا ووطنية وصدقا.
رحمك الله يا والدنا وشيخنا، وجعل كل تلك النبيلة المفعمة بالصدق في ميزان حسناتك، وبارك الله في الخلف من بعده.
وأصدق التعازي وأخلصها إلي الأخوة والأخوات أبناء وبنات الفقيد وعائلته الكبيرة موريتانيا وكل أفراد المجتمع في “آدرار” و”لعصابة” “وكيدي ماغا”

وإنا لله وإنا إليه راجعون

المصطفي محمد محمود

الدار البيضاء المغرب بتاريخ 21 يونيو 2022