24 أبريل 2024 , 19:36

توقعات موسم أمطار مبكر وواعد في 2022..إجراءات استباقية للحد من التداعيات وجهود للاستفادة من الفرص الزراعية والرعوية ” إعداد المرابع “

توقعات موسم أمطار مبكر وواعد في 2022..إجراءات استباقية للحد من التداعيات وجهود للاستفادة من الفرص الزراعية والرعوية/ إعداد قسم التحقيقات

“المرابع” تستشرف توقعات وتباشير الخريف وترصد مستوى اليقظة والاستعداد

تناول العدد 94 من صحيفة المرابع موضوع المؤشرات الجديدة عن موسم أمطار جيد لعام 2022، وما يصاحب ذلك من توصيات بخصوص السبل المثلى للاستفادة من هذا الموسم وكذلك الاجراءات المطلوبة لتفادي مخاطر وتداعيات أي فيضانات وسيول متوقعة.

وجاء الملف تحت عناوين:

توقعات موسم أمطار مبكر وواعد في 2022..

إجراءات استباقية للحد من التداعيات وجهود للاستفادة من الفرص الزراعية والرعوية/ إعداد قسم التحقيقات

“المرابع” تستشرف توقعات وتباشير الخريف وترصد مستوى اليقظة والاستعداد

وكتب الصحيفة: مع توقعات موسم أمطار جيد هذه السنة بموريتانيا كما أعلنتها الهيئة الوطنية للأرصاد، بدأت تباشير خريف واعد تظهر على الأرض من خلال سلسلة تساقطات مطرية على الشريط الحدودي مع الجارتين مالي والسنغال حيث مركز ثقل الثروتين الزراعية والرعوية، بل وامتدت سلسلة التساقطات المطرية إلى داخل البلاد، مع توقعات باستمرار التساقطات في الأسابيع اللاحقة ليكون ذلك بداية مبكر لخريف جيد وواعد هذا العام.

الآمال المعلقة على موسم الخريف المنتظر تأتي في ظل ذروة تأثير موجة الجفاف التي خلفتها نقص أمطار الخريف الماضي وما أحدثه تداعيات مست قطاع الثروة الحيوانية، وهو ما شكل صدى جيدا على المستوى الوطني وجعل الآمال والتطلعات إلى استفادة أكبر من هذا الموسم، سواء على صعيد انقاذ ما يمكن انقاذه من هذه الثروة خصوصا مع تصاعد أحداث استهداف الموريتانيين في مالي حيث تأوي قطعان الحيوانات والمواشي في فترات الجفاف، وهو ما خلق عبئا إضافيا يزيد من تداعيات موجة الجفاف الحالية.

 توصيات ومخاوف 

التطلعات وانتظارات موسم أمطار جيد ومبكر هذه السنوات كانت مناسبة للعمل على عدة إجراءات على صعيدين مختلفين أولها رفع مستوى اليقظة خوفا من تأثيرات سلبية متصلة بالفيضانات والسيول، من جهة، ومحاولة لاستغلال التساقطات المطرية الجيدة لدعم خطط البلاد الزراعية والرعوية، وزيادة الموارد المائية في الأنهار والأحواض في ظل توجهات الدولة الحالية لتحقيق الأمن الغذائي في أصناف الحبوب والخضار لدرأ مخاطر تأثيرات أزمة الغذاء والحبوب العالمية.

وجاء في التوصيات الصادرة عن الجهات المختصة أمام هذه الوضعية المتوقعة للأمطار أنه نظرا للطابع الرطب المنتظر عموما في خريف هذه السنة فإنه على المزارعين والمنمين ومسيري المصادر المائية والمشاريع والمنظمات غير الحكومية والسلطات العمومية الاستثمار أكثر في المحاصيل الزراعية ذات المردودية العالية والقادرة على تحمل الظروف الرطبة كالأرز والسكر.

وكذلك الاستفادة من الوضعية المتوقعة على مستوى نهر السنغال، حيث من المتوقع أن يكون جريان المياه هذا العام متوسط إلى فائض وذلك بتطوير الزراعة المروية خاصة في سهول النهر المعرضة للغمر مع الحذر واليقظة من إمكانية حدوث فيضانات في بعض الأماكن، وإيجاد آلية لجمع وحفظ المياه الجارية لاستخدامها في الأنشطة الزراعية والمنزلية في فترات الجفاف.

واعتماد تقنيات مناخية ذكية لزيادة المحصول الزراعي والرعوي أمام المخاطر المناخية وخاصة المرتبطة منها بزيادة المياه والأمطار والجفاف، وتقوية آليات نشر المعلومات والتكوين وتقديم مختلف الخدمات الزراعية والهيدرولوجية والمناخية للمستخدمين النهائيين، وتسهيل ولوج المنتجين الزراعيين للبذور المحسنة وجميع المدخلات الملائمة لاحتياجاتهم، وضمان المداخل وتخفيف الأضرار الزراعية عبر تشجيع المشاركة في صناديق التامين الزراعي.

مواجهة المخاطر

وفي نفس السياق ترأس وزير الداخلية واللامركزية، محمد أحمد ولد محمد الأمين، اجتماعا، ضم إلى جانب الأمين العام، السيد محمد محفوظ ابراهيم أحمد، المندوب العام للأمن المدني وتسيير الأزمات، وعدد من أطر الوزارة، وولاة ولايات نواكشوط الثلاث، ورئيسة جهة نواكشوط، وحكام مقاطعات العاصمة وعمد بلدياتها.

وخصص الاجتماع للتداول حول ثلاث نقاط رئيسية أهمها رسم الخطة الاستباقية استعدادا لموسم الأمطار، والتصدي للمخاطر المترتبة على وضعية أسواق العاصمة.

وبخصوص رسم الخطة الاستباقية استعدادا لموسم التساقطات المطرية، أكد الوزير، أن التوقعات تبشر بموسم أمطار مبكر وواعد، مما يتطلب رسم خطط استباقية من قبل الولايات والمقاطعات والتنسيق مع المندوبية العامة للأمن المدني وتسيير الأزمات، والمكتب الوطني للصرف الصحي.

وذكر الوزير بأن العمل بهذا الصدد يجب أن يتم بطريقة تضمن الاستمرارية، مع الصرامة التامة، مشيرا إلى ضرورة تشكيل لجان جهوية ومقاطعية، والعمل على التحسيس والتنسيق، واتخاذ الإجراءات المصاحبة والمناسبة.

موسم مبكر وواعد

أوضحت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية في المذكرة الفنية التي أصدرتها مؤخرا حول التوقعات الموسمية للخصائص الزراعية والمائية والمناخية في موريتانيا لموسم الأمطار لخريف العام 2022، أن المجاميع المطرية ستتراوح من متوسطة الي فائضة في أشهر يونيو ويوليو وأغسطس، وقد تسجل فائضا في الفترة الزمنية الممتدة من شهر يوليو إلى شهر سبتمبر على أجزاء كبيرة من الوطن.

وأشارت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية في مذكرتها الفنية إلى أنه من المنتظر أن تكون الوضعية مواتية لمجاميع مطرية متوسطة على المنطقة الجنوبية الغربية من البلاد في أشهر يونيو- ويوليو وأغسطس مع إمكانية أن تتجه هذه المجاميع إلى فائض أو عجز حسب تطور الوضعية الحرارية، ومن المحتمل أن تتحسن هذه الوضعية في يوليو-أغسطس وسبتمبر مع تسجيل مجاميع مطرية تتجه إلى فائض.

وجاء في المذكرة الفنية أن هذه التوقعات تم تأكيدها من خلال الأدوات الإحصائية والديناميكية التي يستخدمها خبراء الهيئة الوطنية للأرصاد الجوية الذين ساهموا مع زملائهم من بلدان شبه المنطقة خلال ورشة العمل المخصصة لإنتاج التوقعات الموسمية التوافقية لمنطقة الساحل في ابوجا -نيجيريا خلال الفترة من 18 الي 25 ابريل 2022.

وأشارت المذكرة إلى أن بداية موسم الأمطار ستكون ما بين مبكرة إلى اعتيادية على الأجزاء الجنوبية الشرقية والجنوبية والوسطي والشمالية الغربية والشمالية من البلاد، في حين من المتوقع أن تكون نهاية موسم الأمطار هذه السنة -إن شاء الله- متأخرة على عموم التراب الوطني.

وجاء في المذكرة الفنية التي أصدرتها الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية المجاميع المطرية هذه السنة من المتوقع أن تكون اعتيادية وتتجه الى فائض(أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 أو أكثر) على جنوب شرق ووسط وشمال غرب وشمال البلاد، التي تشمل كل من: الحوض الشرقي والحوض الغربي ولعصابة وأجزاء كبيرة من كيدي ماغه والأجزاء الشمالية الشرقية من كوركول وتكانت والأجزاء الشمالية من لبراكنه واترارزه وآدرار وانشيري وداخلت نواذيبو وتيرس زمور.

ومن المتوقع أن تسجل المجاميع المطرية على جنوب غرب البلاد وضعية اعتيادية (أي ما يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020)، مع أن هذه الوضعية قد تتجه إلى فائض أو عجز في المجاميع المطرية حسب تطور الظروف الحرارية التي تغطي أجزاء من لبراكنه واترارزه ونواكشوط وأجزاء كبيرة من كوركول وأقصي جنوب غرب كيدي ماغه.

وأشارت المذكرة إلى أن المجاميع المطرية ستسجل خلال الفترة من يوليو إلى سبتمبر فائضا،(يفوق متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991 -2020) على جنوب وجنوب شرق ووسط وشمال غرب وشمال البلاد،(الخريطة رقم 3)، التي تشمل الحوض الشرقي، الحوض الغربي، لعصابه ،تكانت، كيدي ماغه، كوركول، شمال لبراكنه، شمال اترارزه، ادرار، انشيري، داخلت انواذيبو وتيرس زمور.

ومن المنتظر أن تسجل المجاميع المطرية في جنوب غرب البلاد وضعية اعتيادية تتجه إلي فائض(يعادل متوسط المجاميع المطرية للفترة المرجعية 1991-2020 ) أو أكثر.

وبناء على هذه التوقعات قدمت الهيئة الوطـــــنية للأرصاد الجـــــوية جملة من التوصيات، مشيرة إلى أن الطابع الممطر عموما هو المتوقع في خريف هذه السنة 2022 على معظم مناطق الوطن، مما ينذر بارتفاع مخا طر الفيضانات التي قد تؤدي إلى ضياع المحاصيل الزراعية والمعدات وكذلك خسارة الأرواح البشرية والحيوانات في المناطق الهشة.

مما يتطلب دعم نشر التوقعات الموسمية وتحديثاتها من أجل إشعار وتحسيس التجمعات، حول المخاطر وكذلك خلق ظروف تؤمنهم خاصة عبر دعم الصحافة ومنصات الحد من مخاطر الكوارث والمنظمات غير الحكومية وكذلك أنظمة الإنذار المبكر في البلد، و زيادة يقظة وقدرات الهيئات المكلفة بمتابعة الفيضانات والحد من مخاطر الكوارث، والمساعدات الإنسانية، و الامتناع عن الاحتلال الفوضوي للمساحات المعرضة للفيضانات من أجل السكن، أو ممارسة النشاط الزراعي، و تقوية الحواجز الحامية وضمان متابعة صيانة السدود والبنية التحتية الطرقية.

وطالبت التوصيات كذلك بتنظيف المجاري المائية لضمان انسيابية مياه الأمطار، والمتابعة عن قرب لعتبة الإنذار في المناطق المعرضة للفيضانات، وتهيئة ساحات استقبال المواطنين المعرضين للكوارث، وتشجيع زراعة المحاصيل والعينات المقاومة لكثرة الماء في التربة.

وجاء في التوصيات أن المناطق الرطبة والمغمورة يمكن أن تكون ملائمة لتطور بعض الفيروسات والأمراض كالكوليرا والملا ريا وحمى الضنك…. الخ، كما أن فترات توقف الأمطار المتوسطة والطويلة المنتظرة في بعض المناطق قد تؤدي إلى ارتفاع في درجات الحرارة مع هبوب عواصف رملية ملائمة لانتشار بعض الفيروسات والجائحات، مما يتطلب القيام بتحسيس عام ونشر المعلومات الاستباقية حول الأمراض الحساسة للمناخ بالتعاون بين مصالح الأرصاد الجوية والمصالح الصحية، و تقوية قدرات الأنظمة الصحية الوطنية والهيئات المحلية المكلفة بالحد من مخاطر الكوارث الطبيعية، و الوقاية من الأمراض وتحصين المواطنين والحيوانات عبر عملية التلقيح، و دعم مكافحة البعوض بتسهيل الولوج إلى الناموسيات المعقمة و الأدوية الضرورية و كذلك المواد الكفيلة بالمعالجة، و الوقاية من الجراثيم والفيروسات المفضلة للظروف الرطبة، وزيادة اليقظة ضد الأمراض والآفات الزراعية.

 

شاهد أيضاً

الطاقة المتجددة في موريتانيا تشهد مشروعًا جديدًا.. بالتعاون مع ألمانيا

من المقرر أن تنتعش مشروعات الطاقة المتجددة في موريتانيا، من خلال إقامة مشروع طاقي تنموي …