صراع النفوذ يتزايد داخل جبهة “البوليساريو الانفصالية” وسط تمرد شباب المخيمات‬

تزايدت حدة الصراعات الداخلية بين قيادات جبهة “البوليساريو الانفصالية ” في الآونة الأخيرة، إذ صرّح القيادي ولد سيد البشير بوجود “تمرد على الوضع الحالي بالمخيمات، الذي يقصي الشباب رغم بعض المحاولات الفاشلة لإشراكهم دون أثر يذكر”.

وقال ولد سيد البشير في شريط مصور جديد: “نحن سطونا على جبهة البوليساريو، وسيطرنا كجيل على جميع الوظائف بها، من أقل منصب مسؤولية إلى أعلى هرم للسلطة (الأمين العام للجبهة)”، مردفا بأن “الناس بالمخيمات أغلق أمامها باب المشاركة في تدبير شؤون البوليساريو”

وأضاف القيادي ذاته: “إذا كنا نقول إن الجبهة للصحراويين فعلينا أن نفتح الطريق لهم لتدبير أمورهم من أصغر منصب (عريفة) إلى أعلى منصب (رئاسة البوليساريو)، أما وإن كنا نريدها لأنفسنا فلنا من التمويل الذي يكفينا لنعيش إلى نهاية عمرنا”.

وحسب منتدى دعم مؤيدي الحكم الذاتي بمخيمات تندوف فقد خلقت تلك التصريحات “ضجة داخل المخيمات، وأصبحت حديث الألسن، بعدما أصابت كبد الحقيقة، وأعطت تشخيصا للواقع، وعكست الرغبة الحقيقية للساكنة، وصدمت في الوقت ذاته أتباع القيادة من جرأة الرجل”.

وتعليقا على تصريحات القيادي سالف الذكر، أفاد البشير الدخيل، القيادي السابق في جبهة “البوليساريو”، بأن “ذلك يندرج ضمن الصراع القبلي الطاحن على السلطة بشكل معلن، بالنظر إلى اقتراب موعد المؤتمر القادم”.

وأوضح الدخيل، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “هذا التمرد الداخلي يؤكد أن جبهة البوليساريو عبارة عن قيادة فقط، وليست شعباً مثلما تدعي في وسائل الإعلام، بسبب الصراعات الطاحنة بين أعضائها”.

وأردف الباحث عينه بأن “هناك صراعاً بين القيادات الشابة الصاعدة والقيادات القديمة التي تحكمت في زمام الحكم طيلة عقود”، لافتاً إلى أن “جبهة البوليساريو برهنت على أنها غير قادرة على التقدم نحو الأمام”.

واستطرد المتحدث ذاته: “أمام الانتصارات الدبلوماسية للمملكة المغربية، وبروز وجهة النظر الشبابية لأبناء الأقاليم الجنوبية، نجد هذا الضعف الذي يسم الكفة الأخرى”، خاتما بأن “الجبهة تتجه نحو البحث عن رئيس آخر لتسويق خطاب شعبوي آخر بعد مرض إبراهيم غالي”.

هسبريس : مصطفي شاكري