18 أبريل 2024 , 22:46

سقوط غرناطة .. قصة الاندثار الثقافي والسياسي بعد الفرقة والتنازع

قصة اندثار ثقافي وسياسي بسبب الفرقة والتنازع وعدم رعاية المسؤولية حقّ رعايتها، يحكيها كتاب جديد حول سقوط غرناطة، آخر معاقل المسلمين في الأندلس، التي انتهى بنهايتها وجود سياسي عمره 8 قرون بشبه الجزيرة الإيبيرية، تلته إبادة دينية وثقافية ولغوية، للحضور المسلم واليهودي بهذه المنطقة.

جاء هذا في كتاب جديد، صادر عن دار “سليكي أخوين”، للباحث عبد الإله الكحييل، معنون بـ”المعتبر من الأخبار عن سقوط غرناطة وعن الموريسكيين- باختصار ما بين (1462-1614).

يتوقف هذا العمل عند عدد من الأخبار التاريخية التي تفسر سقوط الأندلس، كما يتحدث عن مقاومة الموريسكيين، والوعود الزائفة التي تلقوها بالحفاظ على إيمانهم وسير حياتهم العادي، الذي تلته “محاكم التحقيق” أو “التفتيش”، التي رافقها التعذيب والتحقير والتقتيل و”التطهير العرقي” و”التنصير الممنهَج” و”التّقِيّة” والطرد النهائي، مع منع ترحيل أطفال المسلمين الذين لم يبلغوا سنّ السابعة

كما يعدد هذا الكتاب جوانب من فنون الموريسكيين وآدابهم، وتطويرهم لغة الألخميادو بعد قرار كارلوس الخامس، القاضي سنة 1562 بتحريم التخاطب بالعربية، وفرض القشتالية لغةً على المسلمين الإسبان، أي الموريسكيين.

ويتحدث الكتاب عن الأثر المعماري الموريسكي في أوروبا والمغاربِ، والأثر الفني عميقِ التأثير في موسيقى اليوم، حيث إن “الأغاني الأصلية للموسيقى الحديثة كانت اقتباسا أندلسيا”، فضلا عن انتشار القيثارة المخترعة بالأندلس، في قشتالة وباقي أنحاء إسبانيا، ثم إلى أوروبا خلال العصور الوسطى.

يتناول المؤلف، أيضا، استقبال المغاربِ الموريسكيين، المستضعفين في مسقط رأسهم، واندماجهم داخل هذه المجتمعات الشمال إفريقية.

ويقابل المؤلَّف، بصيغة غير مباشرة، بين ما تعرض له الإسبان المسلمون في عقر دارهم، وبين “إحسان الفاتحين المسلمين من العرب والأمازيغ إلى أهل إسبانيا”، حيث تركوا لهم، عند دخولهم، “كل ممتلكاتهم، وحرية اختيار المعتقد والتدين، وما أثقلوا كاهل السكان بالضرائب، إلا في حدود الجزيات المعقولة حفاظا على توازن المجتمع، ولم يتعاملوا بصرامة وردع إلا مع الطبقة الأرستقراطية، من نبلاء القوط وحاشيتهم وجنودهم، التي نهبت خيرات البلاد واستعبدت السكان”.

ويتوخى هذا المؤلف الاختصار، في رسمه الأحداث بشكل تسلسلي لـ”حقبة سوداء من تاريخ الأمة الإسلامية العربية بالأندلس، كانت بالأمس منارا للفكر، ومجمعا للأعلام والعلماء، ومنزلا للعقول الراسخة والفقهاء، ورياضا للأدباء والشعراء (…) روعة في الأدب والفن، تشربت من معينه الحضارات الإنسانية المتعاقبة وكل الثقافات”.

ويتضمن هذا العمل أحداثا تاريخية بإسبانيا خلال ثلاثة قرون، من القرن 15 إلى القرن 17، بتركيز على ما قاد إلى سقوط آخر مملكة طائفية أندلسية، هي مملكة بني الأحمر بغرناطة، سنة 1492، وما نتج عن ذلك من اضطهاد واجتثاث ثقافيين.

شاهد أيضاً

ملف خاص : المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني وجه بتأسيس هيئة خيرية تابعة لميناء نواكشوط المستقل من أجل الاعتناء بواقع السكان من حوله ومد يد العون لضحايا الفقر فى العاصمة واليد العاملة فى الميناء

ملف خاص: المدير العام لميناء نواكشوط المستقل ذ/ سيدي محمد ولد محم فخامة رئيس الجمهورية …