12 مايو 2024 , 22:25

موقف إسبانيا من الصحراء المغربية نجاح لحكمة “الدبلوماسية الملكية “يستحق المشاااهدة”

قال الدكتور محمد بنطلحة الدكالي، أستاذ العلوم السياسية بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بمراكش، إن “الموقف المعلن عنه من طرف الحكومة الإسبانية في شخص رئيسها بيدرو سانشيز، في الرسالة التي بعثها إلى الملك محمد السادس، وفق بلاغ للديوان الملكي، تعتبر المبادرة المغربية للحكم الذاتي بمثابة الأساس الأكثر جدية وواقعية ومصداقية من أجل تسوية الخلاف المتعلق بالصحراء المغربية”.

وأوضح بنطلحة الدكالي، في تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، أن “موقف الحكومة الإسبانية أشار إلى الجهود الجادة وذات المصداقية التي يقوم بها المغرب في إطار الأمم المتحدة من أجل تسوية ترضي جميع الأطراف”. وأضاف “نعتبر أن هذا الموقف جد إيجابي من طرف الحكومة الإسبانية، ويعطي أملا في تعزيز الشراكة الإستراتيجية بين البلدين الجارين، وسيؤسس لاندماج فعال بالنسبة إلى ضفتي البحر الأبيض المتوسط انتصارا لعلاقات واقعية ترنو إلى المستقبل”.

وورد في التصريح ذاته أن “هذا القرار هو بمثابة انتصار للدبلوماسية الحكيمة والمتأنية ذات الرؤية الإستراتيجية والاستشرافية على المدى البعيد، وهو انتصار كذلك للدبلوماسية الواقعية عكس أن يرتكن البلدان إلى سياسة ميتافيزيقية أصبحت من الماضي. ونجد أن القرار الإسباني يستحضر كذلك أن إسبانيا تعد بمثابة شريك تجاري أول على مستوى الصادرات والواردات، ويعد المغرب أكبر شريك تجاري لإسبانيا في القارة الإفريقية، وثاني أكبر شريك في العالم خارج الاتحاد الأوربي”.

وأشار أستاذ العلوم السياسية إلى أن “المغرب يحمي الحدود الأوربية من الهجرة غير الشرعية ومافيات تهريب المخدرات”، مضيفا أن “القرار الإسباني يستحضر دور المملكة القوي في التعاون الأمني في محاربة الإرهاب والتطرف، وأن المغرب سيد قراراته وهو يرنو إلى علاقات متكافئة لصالح البلدين”.

وتابع المتحدث ذاته قائلا إن “الحكومة الإسبانية استخلصت الدروس جيدا، وأدركت أن العلاقة مع المغرب “الدولة الأمة” ضرورية بالنسبة إلى أمنها واستقرارها، كما أن الظرفية الجيو سياسية الدولية تغيرت، ومياه كثيرة جرت تحت الجسر، وعبارة “استفتاء تقرير المصير” اختفت من قرارات مجلس الأمن منذ عام 2003″.

إن هاته الرسالة، يضيف أستاذ العلوم السياسية، “تجيب كذلك عن الموقف المغربي الذي يطالب بعلاقة قوامها الوضوح والشراكة الموثوق بها، ونجد أن المسؤولية التاريخية لإسبانيا، كما كتب بيدرو كاناليس في مقال نُشر في المجلة الإسبانية “أطالايار”، تستدعي اعترافها بسيادة المغرب على أراضي صحرائه، والإعلان عن ذلك في تصريح رسمي يؤكد هذه الحقيقة”.

وختم بنطلحة الدكالي تصريحه للجريدة بالإشارة إلى أن “التاريخ المفصلي الذي نعيشه اليوم يدعونا إلى التصالح مع التاريخ والجغرافيا الحقيقيتين من أجل علاقات أكثر قوة ومتانة للأجيال المقبلة. ولحسن حظنا ثمة درس نتعلمه من هذه الأزمات، سواء بالنسبة إلى المملكة المغربية أو إسبانيا، هو أن الرغبة في علاقات أفضل وأمتن تظل هي الأقوى دوما وأبدا”.

هسبريس من الرباط

شاهد أيضاً

اختتام المعرض الدولي للصناعة التقليدية في باريس.

اختتمت اليوم الأحد، في العاصمة الفرنسية باريس، فعاليات المعرض الدولي للصناعة التقليدية بعد مشاركة وحضور …