28 مارس 2024 , 14:00

محورية دور موريتانيا في الأمن والسلم الإفريقي وكسبها ثقة الشركاء الدوليين/ قسم التحقيقات

تناول ملف العدد 85 من صحيفة المرابع الصادر اليوم الثلاثاء، موضوع الحضور الموريتاني في القمة الإفريقية الأوروبية التي انعقدت في بروكسل.

وظهر الملف على صدر الصفحة الأولى بالبند العريض كالتالي:

مشاركة رئيس الجمهورية في القمة الإفريقية الأوروبية ببروكسل

محورية دور موريتانيا في الأمن والسلم الإفريقي وكسبها ثقة الشركاء الدوليين

“المرابع” ترصد مختلف محطات الزيارة وتتوقف عند توصيات القمة

وورد فيه:

جاءت مشاركة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في أعمال القمة الأفريقية الأوروبية التي اختتم أعمالها الجمعة الماضية ببروكسل، في خضم احداث تمر بها المنطقة والقارة عموما، لتلقي تلك التطورات بظلالها على حضور موريتانيا في القمة وتسلط الأضواء على الدور المحوري لموريتانيا، وتثبت نجاعة مقاربتها الديبلوماسية والأمنية التي اعتمدتها لمواجهة تلك التحديات..

الظرف الزمني والسياق السياسي لانعقاد القمة، جعل موريتانيا في قلب الحدث إذن، ومحور اهتمام الشركاء الأوروبيين، وهو أمر لم يغب عن نظر رئيس الجمهورية لا في مشاركته في القمة وترأسه أهم جلسة في القمة، ولا خلال لقاءاته مع المسؤولين الأوروبيين والقادة، فكان في مستوى التعاطي الدولي والإقليمي مع موقع موريتانيا ومكانتها التي اكتسبتها وبجدارة من سياستها المتوازنة التي تقوم في الأساس على بناء القدرات وصيانة سيادتها الوطنية واحترام جيرانها والحرص على كسب ثقة الشركاء الدوليين.

صحيح أن وضع المنطقة الحالية يمر بظرفية حساسة، لكن التعاطي الموريتاني أصلا مع أزمة الأمن في الساحل كان يضع في الحسبان مبدأ الاعتماد على الذات في تأمين حدودها مما جعلها نموذجا في نظر الشركاء الدوليين في مقاربة الأمن والاستقرار بالساحل والمنطقة، ونالت احترام الآخرين، فكان محط الأنظار من الجميع خلال القمة، ومقاربتها موضع دراسة واهتمام من القادة الأوربيين للاستئناس والاسترشاد بها.

حصد نتائج المقاربة

سياسة موريتانيا الأمنية والديبلوماسية جعلها تتبوأ تلك المكانة في اهتمام صانعي القرار الإقليمي والدولي، فجاءت النتائج فضلا عن تأمين الحدود تجنيب البلد مخاطر الإرهاب، جاءت النتائج أيضا من خلال افراد مكانة خاصة لموريتانيا في مخاطبة المؤتمرات القمم لتبوح بمقاربتها ولتكون مثالا يحتذي بها.

من أهم تلك النتائج ما شهدت القمة الإفريقية الأوروبية ببروكسل حيث حظي رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، بتقدير وحفاوة لافتة في بروكسل وترأس في خضم هذا الاحتفاء رفقة الرئيس الغاني نانا أكوفو أدو، ورئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الطاولة المستديرة حول “السلام والأمن والحكم الرشيد”.

ويركز هذا الموضوع، على مكافحة الإرهاب والأمن البحري والجرائم الإلكترونية وتعزيز سيادة القانون والحقوق الأساسية، وهي مواضيع رئيسية في الدورة السادسة لقمة الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي.

ولا ينطلق اختيار رئيس الجمهورية للرئاسة المشتركة لهذه الطاولة المستديرة، من فراغ فالنجاح على أرض الواقع للاستراتيجية التي اعتمدتها موريتانيا يحظى باهتمام وتنويه متزايدين.

نموذج يحتذى به

ففي المؤتمر الصحفي الذي اختتمت به قمة باريس، حرص الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على اختيار كلماته بعناية لدى حديثه عن دول المنطقة وفق الاستراتيجيات التي اتبعتها لتعزيز قدراتها الذاتية عبر بناء جيش منظم ومدرب ومجهز وقبل كل ذلك يتمسك أفراده بالقيم والأخلاق العالية، وقد أهله كل ذلك لتمكين الدولة من استعادة هيبتها وتوفير المناخ الملائم للمشاريع الاقتصادية الواعدة.

وفي هذا الصدد، قدم الرئيس الفرنسي موريتانيا كمثال، حيث قال إنها تغيرت بشكل عميق بين 2013 واليوم، مؤكدًا أن تدخل جيش خارجي أو دولة خارجية في مكافحة الإرهاب لا يمكن أن يحل محل دولة ذات سيادة.

من هنا تكتسي مشاركة موريتانيا في قمة ابروكسل أهمية غير مسبوقة تنضاف إلى مستوى المشاركين والملفات المدرجة على جدول أعمال القمة.

وجدير بالذكر أن القمة تهدف إلى إرساء الأسس لتجديد وتعميق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي على أساس الثقة المتبادلة والفهم الواضح للمصالح المشتركة.

ويتعلق الأمر بإطلاق حزمة استثمارات طموحة تأخذ في الاعتبار التحديات العالمية، بما في ذلك تغير المناخ والأزمة الصحية الحالية.

وتميزت هذه القمة بالعديد من الموائد المستديرة التي تتناول مواضيع من بينها، تمويل النمو، وأنظمة إنتاج اللقاحات والصحة والزراعة والتنمية المستدامة، والتعليم والثقافة والتدريب والهجرة والتنقل، بالإضافة إلى  دعم القطاع الخاص والتكامل الاقتصادي، والسلام والأمن والحكم الرشيد، وتغير المناخ وتحول الطاقة، والتوصيل الرقمي والنقل والبنية التحتية.

لقاءات مع القادة

محورية دور موريتانيا في المنقطة وجد ترجمته كذلك من حجم الاهتمام بين القادة الأوربيين بالتجربة الموريتانية، وهو ما جعل المستشار الألماني الجديد الذي استلم السلطة في بلاده قبل شهرين يطلب لقاء رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني على هامش القمة وبحضور الرئيس النيجري محمد بازوم

وبحث اللقاء الثلاثي القضايا الصعبة في منطقة الساحل وسبل تعزيز العلاقات الثنائية.

ويجسد هذا اللقاء تقدير المستشار والقادة الأوروبيين لرئيس الجمهورية ونظيره النيجري كشريكين يتمتعان بإرادة صلبة، لضمان الأمن الإقليمي وكقائدي بلدين ديموقراطيين ينعمان في منطقة الساحل بالأمن والاستقرار.

كما التقى رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أيضا على هامش القمة الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والشؤون الأمنية بالاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل.

وتطرق اللقاء للتعاون المتميز بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، وسبل تعزيزه والدفع به نحو آفاق أرحب.

والتقى رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني، أيضا في نفس الإطار، رئيس المجلس الأوروبي، السيد شارل ميشيل، وذلك على هامش أشغال قمة الاتحادين الإفريقي والأوروبي المنعقدة حاليا بالعاصمة البلجيكية.

وتطرق اللقاء للتعاون المتميز بين موريتانيا والاتحاد الأوروبي، وسبل تعزيزه والدفع به نحو آفاق أرحب.

وعقد رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني في ابروكسيل جلسة عمل مع وفد من الاتحاد الأوروبي برئاسة السيدة جوتا أوربيلينن، المفوضة المكلفة بالشراكات الدولية في الاتحاد.

وتناول اللقاء التعاون المثمر بين بلادنا والاتحاد الأوروبي والسبل الكفيلة بتعزيزه.

البيان الختامي لقمة الاتحادين

واختتمت مساء الجمعة ببروكسل أشغال القمة الأوروبية الإفريقية بالمصادقة على إعلان ختامي طموح يترجم تبني رؤساء الدول والحكومات الأعضاء في الاتحادين الإفريقي والأوروبي لرؤية موحدة قائمة على شراكة فعالة لبناء مستقبل مشترك بوصفهم شركاء وجيران.

وتقوم هذه الشراكة من بين أمور أخرى على احترام السيادة والاحترام المتبادل والقيم التي تربط بعضنا ببعض والمساواة بين الشركاء والالتزامات المتبادلة. كما تأخذ في الحسبان رفاهية الشعوب وحماية حقوق الإنسان ومساواة النوع وتمكين المرأة واحترام المبادئ الديمقراطية والحكامة الرشيدة ودولة القانون وحماية البيئة والتنوع والتنمية الاقتصادية المستديمة والشاملة ومكافحة عدم المساواة ودعم حقوق الطفل وإشراك المرأة والشباب والأمن الغذائي.

ومن بين آفاق وتحديات هذه الشراكة تأتى أولوية المساواة في النفاذ العادل إلى التطعيم وفى هذا الإطار أعرب الاتحاد الأوروبي عن تصميمه على توفير 450 مليون جرعة من التطعيم لأفريقيا، حيث سيضع مبلغ 3 مليار دولار تحت تصرف آلية كوفاكس لهذا الغرض.

وفيما يتعلق بالسلام والأمن فإن الإعلان يكشف عن تعاون مثمر لمواجهة التحديات المشتركة المتفاقمة خصوصا محاربة عدم الاستقرار والتطرف عن طريق التعرف على الأسباب بواسطة مقاربات مندمجة.

كما يتم تعزيز التعاون في مجال التكوين وتحديث التجهيزات وتكثيف العمليات بدعم الاتحاد الأوروبي.

وتم التأكيد كذلك على محاربة الهجرة عن طريق تعزيز التعاون في مجال تهريب المهاجرين والمتاجرة بهم والحرص على تسيير الحدود.

وقد أعرب رؤساء الدول والحكومات المشاركين في القمة عن استعدادهم للمضي في دعم التعددية في إطار النظام العالمي القائم على التخفيف من عدم المساواة وتعزيز التضامن ومحاربة التغيرات المناخية.

كما أعرب المشاركون عن ارتياحهم لمستوى النقاشات المثمرة التي دارت طوال أشغال القمة.

شاهد أيضاً

نواكشوط: ترقب لمهرجان شعبي لاستقبال غزواني بعد ترأس الاتحاد الإفريقي

من المقرر ان تشهد العاصمة نواكشوط مساء اليوم مسيرات ومهرجان شعبي بالتزامن مع قدوم رئيس …