28 مارس 2024 , 12:51

المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم: استلهام من فكر ورؤى العلامة الشيخ عبد الله بن بيه بأهمية التعايش والتصالح بين شعوب العالم/ قسم التحقيقات

تناول ملف العدد 84 من صحيفة المرابع الصادر يوم الثلاثاء 15 فبراير 2022 موضوع المؤتمر الإفريقي للسلم الذي احتضنه نواكشوط في نسخته الثانية برئاسة الشيخ عبد الله بن بيه، وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية.

وجاء الملف تحت العناوين التالية:

احتضان نواكشوط للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم

استلهام من فكر ورؤى العلامة الشيخ عبد الله بن بيه بأهمية التعايش والتصالح بين شعوب العالم

“المرابع” تتبع مجريات الحدث وتغوص في مضامين الحلول والمقاربات التي تضمنتها التوصيات

وجاء في الملف:

احتضان موريتانيا للنسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي للسلم، برئاسة العلامة المجدد الشيخ عبد الله بن بيه، شكل حدثا بارزا لما يجسد من أهمية هذه المناسبة في بعدها العالمي، وحجم الآمال المعلقة عليها في نشر قيم السلم والتسامح والتآخي، من جهة ومستوى الاهتمام بين نخب العالم برؤى وأفكار العلامة الشيخ عبد الله بن بيه، الاجتهادية التجديدية التي تلقى الاستجابة والقبول العالمي لما تجيب عليه من أسئلة العصر الحديث مرتبطة بقضايا التعايش بين شعوب العالم من جهة أخرى.

على مدى ثلاثة أيام مثلت نواكشوط ملتقى علماء ومفكري وقادة الرأي وصناعي القرار الإفريقي، للاجتماع حول كلمة سواء بين شعوب العالم، والإفريقية كنموذج، تمتاح من معين رؤى وأفكار الشيخ عبد الله بن بيه حول هذه القضايا، في مؤتمر فكري إفريقي جاء في نسخته الجديدة تحت عنوان “بذل السلام للعالم” ذلك السلام الذي سيظل غاية إنسانية تسعي إليها شعوب العالم وتنتظر من العلماء المجددين دورهم في نشره وتعزيز بالتي هي أحسن على اعتبار أن الدين الإسلامي دين السلام، تحيته السلام ونبيه نبي الرحمة والسلام.

المؤتمر المنظم من طرف الشيخ عبد الله بن بيه رئيس منتدى تعزيز السلم بالمجتمعات المسلمة بأبوظبي، وتحت الرعاية السامية لرئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وبحضوره الشخصي حيث افتتحه رسميا بقصر المرابطون بنواكشوط وبحضور كوكبة من العلماء والمفكرين والقادة الأفارقة أبرزهم الرئيس النيجري محمد بازوم.

كما استهدف المؤتمر أيضا في نسخته الثانية وضع إطار للعلماء والفقهاء في إفريقيا لتعزيز دورهم في الاستراتيجيات المتعلقة بمحاربة الإرهاب والتطرف. والإشادة بدور موريتانيا في التصدي للتطرف العنيف والإرهاب.

رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني أشاد في كلمته بالشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، على دوره في تنظيم هذه النسخة الثانية من المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم، وكذلك على ما دأب عليه سماحته من تكريس علمه ودقيق فهمه لكبريات قضايا العصر وما تنطوي عليه من تحديات جسيمة لترسيخ السلام والمودة والإخاء بين شعوب العالم.

وأوضح رئيس الجمهورية أن المؤتمر يسهم بحول الله وقوته في بذل السلام للعالم وإشاعة روح التسامح والانفتاح على نحو تجف فيه منابع العنف والتطرف.

عمل جاد للسلام

أما سماحة الشيخ عبد الله بن بيه فقد استهل كلمته في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر بشكر رئيس الجمهورية والحكومة الموريتانية على استضافتها للنسخة الثانية من مؤتمر تعزيز السلم في إفريقيا.

وأضاف أن تبني موريتانيا لهذا المؤتمر تثمنه كذلك دولة الإمارات العربية المتحدة التي تدعم جهود السلام والمصالحات في مختلف دول العالم وبخاصة في إفريقيا انطلاقا من رؤية ثابتة بأهمية التعايش والتصالح في مختلف دول العالم.

وقال إن المؤتمر اختار أن يكون شعار نسخته الثانية بذل السلام في العالم لإبراز ما تحمله كلمة السلام من دلالات تحث على المحبة والتعايش والإخاء وكلما يؤدي إلى الخير.

وأشار إلى أن اللقاء يطمح للقيام بعمل جاد للسلام، مشيرا إلى أن الأسئلة التي يجب أن تطرح هي كيف نوقف دائرة التطرف والعنف والإرهاب.

واستعرض رئيس منتدى تعزيز السلم في المجتمعات المسلمة، ما يجب أن يقوم به العلماء والحكومات والشباب في هذا الإطار من توجيه ونصح وإرشاد وتنمية تقضي على الجهل والتخلف وتخلق فرص العمل.

وقال إن ما حظي به إعلان انواكشوط الصادر سنة 2020 من تثمين من جهات عديدة وعلى رأسها الاتحاد الإفريقي الذي تبناه في قمته، يدل على أن هذا المؤتمر يسير في الاتجاه الصحيح، مشيرا إلى أن هذا التقدير يعكس المكانة التي تحظى بها موريتانيا في محاظرها وحواضرها وفي ماضيها وحاضرها.

وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر أكد وزير الشؤون الإسلامية الذي القى خطاب الاختتام أن السّلم الذي يحتاجه العالم، ونحتاجه في السياق الإفريقي خاصة، لا يتأتى إلا بوجود تربية صالحة تنتج سلوكا ماثلا يعبر عن نفسه في كل حياة الناس.

وأوضح أن الجنّة التي هي مبتغى كلّ مسلم لا مجال للدخول إليها، ما لم تتحقق المحبة بين الناس، ومن أكبر ما يشيع المحبة إفشاء السلام، مشيدا بتجربة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي جعل في طليعة تعهداته العمل على خلق جو سياسي وطني هادئ يسوده التقدير والاحترام، ويقصي مظاهر التنافس السلبي، ممّا هيأ الظروف الملائمة للتنمية والأمن والاستقرار.

ونوه الوزير بالدور الذي يضطلع به العلامة عبد الله بن بيه في تعزيز السلم، ونشر قيمه، وإشاعته بين العالمين الذين جاء رسولنا رحمة لهم.

تصحيح المفاهيم

وبدوره أكد رئيس المنتدى العلامة الشيخ عبد الله ولد بيه، في خطاب الاختتام للمؤتمر أن هذا المؤتمر الذي ينعقد برئاسة فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مشاركة بين منتدى أبو ظبي للسلم والحكومة الموريتانية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية، وبدعم مستمر من دولة الإمارات العربية المتحدة، قد انطلق من مقاربة تعتمد منهجا فكريا وفقهيا يسعى إلى مراجعة المفاهيم وتصحيحها، يأتي ضمن سلسلة من الأعمال المستلهمة من وثيقة المدينة المنورة وإعلان مراكش 2016م وإعلان أبوظبي 2019م، والذي أكد على تعزيز القيم المشتركة في السامية الإبراهيمية.

توصيات

وتميزت جلسة الاختتام التي حضرها رئيس جمهورية النيجر السيد محمد بازوم بوصفه ضيف شرف للمؤتمر، بجملة من التوصيات أهمها:

ـ التأكيد علي الحاجة إلي مواصلة البحث عن خطاب جديد مقنع ومقاربة متجددة تفتح الآفاق وتقترح الحلول

ـ استحداث لجنة للحوار والمصالحات والتنمية تجمع بين الحكماء والوجهاء والعلماء في كل بلد من بلدان المؤتمر.

ـ إنشاء وتنظيم قوافل السلام، خاصة في البلاد التي تعاني الحروب الأهلية، وتتكون من الأئمة والوجهاء من مختلف العرقيات.

ـ ضرورة أن يصحب هذا الجهد الفكري جهد تنموي يعمل علي مساعدة المتضررين وتشغيل العاطلين وتعزيز دور الدولة الوطنية.

ـ الإشادة بنموذج الإمارات العربية المتحدة في دعم جهود السلام والمصالحات في كل دول العالم.

ـ تأسيس جائزة إفريقيا لتعزيز السلم لتكون تشجيعا وتقديرا لمن لهم إسهامات بارزة في مجال السلم والمصالحات في القارة الإفريقية.

ـ تأسيس منصة إلكترونية تفاعلية لمتابعة التوصيات والاقتراحات وبلورة الأفكار.

ـ تأسيس مقر رئيسي للمؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم بالعاصمة نواكشوط، يعني بتعزيز السلم وبث قيم التسامح والتعايش في إفريقيا ودول الساحل.

ـ تشجيع وتكثيف لقاء القيادات الدينية بغية إبراز أن الدين يبني الجسور بين الثقافات ويحقق الأمن والاستقرار.

ـ تكوين لجان تربوية لإعداد برامج تعليمية لمكافحة أفكار التطرف والغلو.

ـ عقد شراكات بين المؤتمر الإفريقي لتعزيز السلم والمؤسسات الدينية والجامعية الحكومية والخاصة الإقليمية والدولية لتفعيل ومتابعة وتنفيذ مضامين إعلان نواكشوط 2020م.

ـ نشر مخرجات ومضامين هذا الملتقي عبر شبكات التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام في مختلف دول القارة وبمختلف اللغات الإفريقية.

شاهد أيضاً

نواكشوط: ترقب لمهرجان شعبي لاستقبال غزواني بعد ترأس الاتحاد الإفريقي

من المقرر ان تشهد العاصمة نواكشوط مساء اليوم مسيرات ومهرجان شعبي بالتزامن مع قدوم رئيس …