29 مارس 2024 , 12:15

جرعة لقاحات كورونا المعززة.. تراجع أممي وخبير يوضح المواصفات

دفعت تحورات فيروس كورونا منظمة الصحة العالمية إلى تعديل موقفها تجاه جرعة اللقاحات المعززة من الرفض القاطع إلى القبول المشروط.

لم يكن هناك ما يزعج منظمة الصحة العالمية أكثر من الحديث عن جرعة لقاح كورونا المعززة، غير أن تحورات الفيروس الخطيرة دفعت المنظمة إلى تعديل موقفها من الرفض القاطع إلى القبول المشروط.

وكانت المنظمة الأممية تصف هذه الخطوة بأنها غير عادلة من جانب الدول التي تنوي اتخاذها، إذ كيف تقدم على منح مواطنيها جرعة معززة، بينما لا تزال دول أخرى عاجزة عن منح مواطنيها حتى الجرعة الأولى، ولكن فجأة بدأت المنظمة الدولية تبدي مرونة تجاه هذا الأمر عبر الحديث عن شروط يجب توافرها في الحاصلين على هذه الجرعة المعززة.

وبدأت المنظمة الدولية الحديث بقدر من المرونة تجاه الجرعة الثالثة المعززة في نهاية أغسطس/آب الماضي، عندما تحدث هانز كلوج، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بأوروبا في تصريحات صحفية، عن أن الجرعة الثالثة من اللقاح ليست جرعة معززة فاخرة تؤخذ من نصيب شخص لا يزال ينتظر جرعة أولى، لكنها في الأساس وسيلة لإبقاء الأشخاص الأكثر ضعفًا آمنين.

وأشار كلوج في تصريحاته إلى أن متغير دلتا المسيطر حاليا، والذي يتمتع ببعض القدرات على الهروب المناعي، يجعل من الأهمية بمكان تحصين الفئات الأكثر ضعفا بجرعة ثالثة، لاسيما مع الانتشار الكبير لهذا المتغير مدفوعا بقابليته للانتقال، والتي تزيد مع التخفيف في إجراءات الصحة العامة وزيادة السفر في العطلات الصيفية.

وتحدثت كاثرين أوبراين، مسؤولة اللقاحات والمناعة بمنظمة الصحة العالمية، عن 3 أسباب وراء الرغبة في إعطاء جرعة إضافية من اللقاح المضاد لفيروس كورونا المستجد ومتغيراته، وذلك في الحلقة رقم 53 من برنامج “العلوم في خمس”، الذي تبثه منظمة الصحة العالمية على موقعها الرسمي وحساباتها على مواقع التواصل.

وقالت إن السبب الأول هو إذا كانت هناك فئة من الأشخاص لم تستجب بشكل كافٍ لأول جرعتين تم تلقيهما، حيث إن بعض المعلومات الواردة لمنظمة الصحة العالمية أفادت بأنه ربما يكون من الضروري تلقي الأشخاص، الذين يعانون من نقص المناعة، جرعة ثالثة طالما أن جرعتي اللقاح لم تحققا نفس النتائج، التي يعاينها الأشخاص الطبيعيون والأصحاء.

وأوضحت أن السبب الثاني، هو أن تبدأ المناعة، التي اكتسبها الشخص نتيجة تلقي التطعيم، في التضاؤل والتدهور بمرور الوقت، ولكن في الواقع، تُظهر الأدلة الآن أن اللقاحات تصمد بشكل جيد للغاية فيما يتعلق بالحماية من المرض الشديد أو الحالة التي تستدعي تلقي العلاج في المستشفى أو حتى الوفيات، مشيرة إلى أنه لذلك لا يرى خبراء الصحة العالمية أن هناك أدلة قوية تؤدي إلى الحاجة إلى توفير جرعة ثالثة للأشخاص الذين تم تطعيمهم بالفعل.

أما السبب الثالث، على حد قولها، هو أن يكون أداء اللقاحات أقل أو غير كافٍ ضد بعض المتغيرات المثيرة للقلق التي ظهرت مؤخرًا، وأضافت أنها تكرر مجددا التأكيد على أن اللقاحات المتاحة حاليا مضادة للمتغيرات وأن منظمة الصحة العالمية تراقب بعناية شديدة صمود اللقاحات بشكل جيد للغاية أمام الفيروس.

ويبدو موقف أوبراين ظاهريا أكثر مرونة من سابقه، ولكنه لا يختلف كثيرا، حيث إنها قدمت المبررات التي لا تجعل هناك حاجة لتفعيل السبب الثاني والثالث، ولم تفعل الشيء نفسه مع السبب الأول، الذي يتفق مع ما ذهب إليه كلوج، وهو قصر الجرعة الثالثة على الأشخاص الأكثر ضعفا.

ويظل السؤال: هل ستكون الجرعة الثالثة المعززة من اللقاحات القديمة التي تم إعدادها وفق تركيبة الفيروس الأصلي أم أنها ستكون من اللقاحات الجديدة التي يتم إعدادها حاليا، وتراعي التغيرات التي تحملها المتحورات الجديدة، والتي تعطيها بعض الاختلافات عن الفيروس الأصلي.

يقول أحمد سالمان مدرس علم المناعة وتطوير اللقاحات بمعهد “إدوارد جينر” بجامعة أكسفورد وعضو فريق تطوير لقاح كورونا لـ”العين الإخبارية”: “أغلب الظن أن الجرعة الثالثة ستكون من اللقاحات الجديدة التي تراعي الاختلاف في التركيبة الجينية بين الفيروس الأصلي والمتحورات”.

ويوضح أنه تجرى حاليا تجارب سريرية على تركيبة جديدة من لقاح أكسفورد/ أسترازينيكا، تراعي التركيب الجيني لمتغيرات دلتا وألفا وبيتا، وتوقع أن يكون اللقاح الجديد متاحا بنهاية هذا العام، لأنه في مثل هذه الحالات لا نحتاج إلى 3 مراحل من التجارب السريرية، وتجري تجربة من مرحلة واحدة تختبر أمان اللقاح فقط.

وكانت شركة “بايونتيك” -الشريك الصناعي لشركة “فايزر”، قد أعلنت هي الأخرى، نجاحها في إنتاج نسخة جديدة من لقاح كورونا يستهدف المتغير (دلتا).

وقال أوزليم توريسي، الشريك المؤسس والمسؤول الطبي الأول في التكنولوجيا الحيوية بشركة “بايونتيك” في بيان نشره الموقع الإلكتروني للشركة في 11 أغسطس/ آب: “تمكنا من ذلك خلال أسابيع قليلة فقط، لأننا نستخدم تقنية (الرنا مرسال)، وهو نوع من اللقاح يستخدم الشفرة الجينية لبروتين رئيسي في الفيروس لتعليم الجسم كيفية صنع هذا البروتين وتعلم كيفية محاربته، ويتم تعديل اللقاح عن طريق تغيير بسيط نسبيا في الشفرة”.

شاهد أيضاً

الهجرة تتسبب بهلاك أو اختفاء أكثر من 63 ألف شخص في العقد الماضي

كشفت المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، اليوم (الثلاثاء)، عن أن ما لا يقل عن …