19 أبريل 2024 , 0:44

موريتانيا : ديبلوماسية هادئة للمصالحة بين الأشقاء

تناول ملف العدد 61 من صحيفة “المرابع” الصادر يوم ال07-09-2021 موضوع الاتصالات الأخيرة لوزير الخارجية الموريتاني بنظيريه المغربي والجزائر وما يبدو من جهود لوساطة موريتانية في أزمة قطع الجزائر لعلاقاتها مع المغرب.

وكتبت تحت عنوان : ديبلوماسية هادئة للمصالحة بين الأشقاء

المرابع تفتح ملف التحركات لتسوية أزمة قطع الجزائر علاقتها مع المغرب

مع إعلان الجزائر قطع علاقتها الديبلوماسية مع المملکة المغربیة ، كانت موريتانيا على مستوى الحدث، وفي موقع المسؤولية التاريخية التي يحتمها عمق علاقتها الأخوية مع الشقيقتين المغرب والجزائر، وذلك بتحركها الديبلوماسي والهادئ والصادق على خط هذه الأزمة، لإيمانها منها بأهمية الوحدة والتآخي بين بلدان المغرب العربي الكبير حلم الشعوب في تحقيق الوحدة والاندماج..

بدأت الخطوات الموريتانية اتجاه تحقيق المصالحة واعادة مياه علاقات البلدين الشقيقين إلى مجاريها، باتصالات أولية، لوزير الخارجية الموريتاني اسماعيل ولد الشيخ أحمد بنظيريه المغربي ناصر بوريطة، والجزائري رمضان لعمامرة، استهدف الاتصالين المنفصلين المتزامنين في نفس التوقيت، إعطاء مؤشرات أولية على نية صادقة وجادة لتحريك ملف المصالحة وتعبيرا عن انشغال موريتاني بهذه القضية، استطلاعا للمواقف الأولية لكلا البلدين من امكانية دخول موريتانيا على خط المبادرة للتسوية والمصالحة بين الشقيقتين.

تحرك موريتانيا في هذا الاتجاه يضع في الاعتبار كما سبقت الإشارة أهمية العلاقات الأخوية بين الأشقاء وتأثيرها  على الاندماج المغاربي الذي  تنشده شعوب المنطقة، وكذلك الحيلولة دون التصعيد والاحتقان واعمال العقل وروح التفاوض البناء وصولا لاستعادة العلاقات بين البلدين الشقيقين.

ثم استحضار مكانة موريتانيا وروابطها بالبلدين ومكانتها المحورية في ظل الدبلوماسية الهادئة والرزينة التي ينتهجا رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني مع توليه الحكم والتي تمنح موريتانيا دورا متميزا يفرض عليها مثل هذا التحرك وتلك المواقف الديبلوماسية التاريخية بين الأشقاء.

وهكذا فإن هذا الجهد الموريتاني غير المسبوق يتقاطع مع بينات الاتحاد الافريقي وجامعة الدول العربية والامم المتحدة ويستجيب لتطلعات شعوب المنطقة في التلاحم والاندماج، وبذلك يسجل لها التاريخ إضافة جديدة في تاريخ الأحداث المؤسسة في تاريخ المغرب العربي الكبير…

موريتانيا تقود المصالحة

ومع التحرك الموريتاني على خط المصالحة بين الشقیقتین  ورأب صدع علاقاتهما الديبلوماسية بدأت دول عربية، تستلهم روح المبادرة الموريتانية تستنسخ نفس التجربة بهدف الوساطة بين البلدين المغاربيين الجارين؛ سبيلا لحل الأزمة السياسية و استعادة العلاقات الثنائية بينهما.

فبعد موريتانيا، التي بدأ وزير خارجيتها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، مساعيه الحميدة للوساطة بين الجزائر والرباط بدأ نظيره الكويتي الشيخ أحمد ناصر المحمد الصباح اتصالاته الهاتفية مع نظيريه المغربي ناصر بوريطة، والجزائري رمضان لعمامرة، وبحث معهما العلاقات الثنائية والمستجدات الإقليمية؛ وفق ما أفادت وكالة الأنباء الكويتية.

وعلاوة على جهود كل من الكويت وموريتانيا، أجرى وزير الخارجية المصري  سامح شكري ونظيره السعودي، فيصل بن فرحان، اتصالين هاتفيين منفصلين بالعمامرة وبوريطة، خلال الأيام القليلة الماضية.

كما عبرت عدد من الدول المغاربية والعربية، عن أسفها لتدهور العلاقات المغربية الجزائرية، آملة استعادتها وتجاوز الخلافات العالقة في أقرب وقت، وهو الرأي الذي عبر عنه الاتحاد الإفريقي، في بيان صدر مؤخرا باسم موسى فقي.

الأصداء الإيجابية

انشغال موريتاني بتداعيات الأزمة المغربية-الجزائرية على الأوضاع الإقليمية لقي صداه خارجيا عبر الاهتمام الخاص الذي قوبلت به المبادرة الموريتانية على مستوى الأوساط الإعلامية والرأي العام المغاربي واعتبرته تلك الأوساط المغاربية محاولة من الجارة الجنوبية لتقريب وجهات النظر بين الطرفين.

وركزت وسائل الإعلام المغاربية على هذه الوساطة معتبرة أن المباحثات السياسية التي قادها إسماعيل ولد الشيخ أحمد، وزير الخارجية الموريتاني، مع نظيريْه المغربي ناصر بوريطة، والجزائري رمضان لعمامرة، ستكون مقبولة من الجانبين لأن موريتانيا – وفق رأيهم – تضطلع بدور مهم على المستوى السياسي في المنطقة؛ فهي قنطرة بين الشمال والغرب الإفريقيين وجنوب الصحراء، وبالتالي يجب عدم الاستهانة بالدور الذي قد تلعبه في هذا الإطار.

ورأى هؤلاء أن موريتانيا تتوفر على قنوات دبلوماسية متميزة مع مختلف الفاعلين بالمنطقة، إن على المستوى المغربي أو المستوى الجزائري.

واعتبر الباحثون وقادة الرأي في المنطقة المغاربية أن دول المنطقة واعية بأن كل تعقد للعلاقات المغربية-الجزائرية سيُعقد الوضع بشكل أكبر في شمال إفريقيا.

بداية التحرك

وأكدت موريتانيا، الخميس الماضي، أنها تطمح إلى تجاوز الأزمة الدبلوماسية بين المغرب والجزائر، وإعادة بناء اتحاد المغرب العربي.

وقال وزير الخارجية الموريتاني إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في مؤتمر صحفي بالعاصمة نواكشوط، إن “اتحاد المغرب العربي كمنظمة إقليمية مشلول حاليا بسبب الأزمة بين المغرب والجزائر”.

وأضاف ولد الشيخ أحمد: “نحن منشغلون بالوضع الحالي ولا نريد أن يتأزم أكثر، كل ما يمس شعوب المغرب العربي يمس موريتانيا”.

وتابع :” طموحنا، بناء المغرب العربي وتجاوز الأزمة التي حصلت، ومتأكدون أنه مهما كانت الأزمات ومهما وصلت سيوجد حل لها”.

وكانت الوكالة الموريتانية للأنباء قد نشرت أن  وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج إسماعيل ولد الشيخ أحمد أجرى اتصالا هاتفيا بنظيره بالمملكة المغربية ناصر بوريطه وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج.

وخلال المكالمة جرى التطرق للعلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وتعزيزها بما يخدم مصالح البلدين، وللقضايا المغاربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

وفي برقية تالية للخبر السابق ومتزامنة مع ما نشرته الوكالة كذلك أن وزير الشؤون الخارجية والتعاون والموريتانيين في الخارج السيد إسماعيل ولد الشيخ أحمد ، أجري اتصالا هاتفيا بنظيره بالجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية ، رمضان لعمامره .

وخلال المكالمة جرى استعراض العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين وسبل تعزيزها بما يخدم المصالح المشتركة، كما جرى التطرق للقضايا المغاربية والإقليمية ذات الاهتمام المشترك.

شاهد أيضاً

نواكشوط .. بحضور سفير أمير المؤمنين صاحب الجلالة ومعالي وزير الاقتصاد انطلاق أشغال المنتدى الاقتصادي الموريتاني المغربي “صور حصرية”

بحضور سفير أمير المؤمنين صاحب الجلالة سعادة حميد شبار، ووزير الشؤون الاقتصادية عبد السلاام محمد …