29 مارس 2024 , 13:08

الرئيس السابق / إذا لم تستحي فقل ماشئت

أصابني الذهول والصدمة ، وأنا أقرأ تصريحات الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز وبعض مقابلاته، المليئة بالمغالطات وتلبيس الحق بالباطل، والتي تحدث فيها عن نفسه كبطل في الإصلاح والعدالة والتقويم الاقتصادي، ومحاولا نعت النظام الحالي بالفساد وعدم القدرة على الإصلاح، قلت في نفسي سبحان الله، فكما يقال
يُغمى على المرء في أيام محنته
حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

بأي وجه يتحدث هذا الرجل وبهذه الطريقة، وهو الذي انهك اقتصاد بلد بمديونية تجاوزت خمسة مليار دولار، دون ان ينجز مشروعا واحداً ذا قيمة فعلية، ترك التعليم في اسوء مراحله عبر التاريخ، ترك البلد في ذيل الترتيب بالنسبة لجميع المؤشرات العالمية الإيجابية (السعادة والرفاه، الاقتصاد، البنى التحتي.. وغيرها) افلس شركات كانت عونا للمواطنين في ارتفاع الأسعار سونمكس مثلا ، ترك اختلالات وعجز عارم في جميع نواحي التسيير بكافة القطاعات الحكومية، قطع أرزاق عشرات الآلاف من المواطنين ممن كانوا يتلقون مبالغ من الدولة تساعدهم في الحياة، رفع الأسعار إلى أعلى مستوى، منع استيراد السيارات المتقادمة والتي كان يستفيد منها أغلب فقراء البلد، خلف وراءه انفلاتا امنيا غير مسبوق، وخزينة فارغة ، ومجتمع مقسم بفعل فاعل الى شرائح واثنيات على وشك التناحر، لولا حكمة القائمين على البلد بعده لاشتعل البلد في أول يوم كما كاد أن يحدث خلال الأيام التي تلت إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية، رغم كل تلك الممارسات والسياسات العرجاء، ورغم ما يتميز به من أنه الأقل شعبية عبر تاريخ الرؤساء الموريتانيين، يظل مُصِراً على ممارسة السياسة، بل ويتفوه بعبارات لا يفهم معناها ولا يدرك مدلولاتها..
فلعله لم يقرأ أو يسمع في حياته يوما عبارة “لا يتنفل من عليه القضاء” أو لم يقرأ قط “وما جعل الله لرجل من قلبين في جوفه”
إن على ولد عبد العزيز الآن أن يدرك أنه مجرد شخص متهم بجرائم اقتصادية وأخلاقية، لا يستطيع مهما توارى خلف أي مادة قانونية أو حزب سياسي أو كلمات وشعارات كاذبة، أن يخلص نفسه منها أو أن يخلصه منها غيره، فالأولى به أن يستسلم ويتعاطى إيجابا مع القضاء وأن يعلن عن كافة مدخراته، وعن الأماكن المخبأة فيها سواء في الداخل أو في الخارج، فهي مقدرات شعب لن يكف عن المطالبة باسترجاعها، حتى يتم استعادتها كاملة غير منقوصة بفلس واحد، ولن يجديه محام ولن ينفعه تجنيد ألذباب ، واهما أنه يستطيع من خلالهم تضليل الرأي العام الوطني.. وعليه أن يضع حلقة في أذنه تلك الحكمة المعروفة “مٍن الممكن أن تخدع بعض الناس بعض الوقت، ولكن ليس من الممكن أن تخدع كل الناس كل الوقت” فكفاك -خداعا.. كفاك خداعا……

الإعلامي : التاه ولد أحمد

شاهد أيضاً

ما أصعب أن تُقاوم على جبهتين! / محمد الأمين الفاضل

منذ فترة ليست بالقصيرة، وأنا تترسخ لدي يوما بعد يوم قناعة مفادها أن هناك ضرورة …