متابعات-خاص المرابع ميديا| منظومة الفساد .. أسرار الدولة الموازية!

تظل كم المعلومات المتداولة في أحاديث المجالس الخاصة، تمثل حسب بعض المتابعين للشأن العام،النزر القليل من حقائق منظومة الفساد التي تتحكم في الأرزاق والأعناق في بلادنا.. ومن المفارقات الأكثر غموضا، أن هذه المنظومة تحسن التكيف مع الأوضاع التي تلائمها، فهي تتكيف مع حالة السياسة ومساراتها المختلفة رغم تباين تجلياتها حسب التخندق والتصنيف الذي تجد نفسها جزءا منه.

لكن الأسوء وهو ما لا يدركه الكثيرون ان منظومة الفساد تشكل العقبة الأصعب في طريق أي إصلاح من شانه أن يحدث تغييرا على مستوى أداء السلطة وعلاقتها بالشعب، أو في ما يتعلق وهذا مهم جدا في تحقيق الرفاه للمواطن من خلال توزيع عادل للثروات.

والمواطن الذي يرى ثروات بلاده تنهب، لا يمكنه بأي حال من الأحول أن يقتنع أبدا بأن ذات المنظومة التي تسرق قوت يومه وتتقاسم ثرواته المعدنية والبحرية كما لو أنها غنائم بين أشخاص لديهم النفوذ وسطوة المال، أمينة على إحداث إصلاح مهما كان شكله.

…………………………………..

من مظاهر فساد هذه المنظومة المتعددة التوجهات أو لنقل هذه الدولة الموازية.. اختراقها لبعض مفاصل الدولة وشبكات التمويل، فبحسب مصادرنا يتبع لمنظومة الفساد شبكات تضم مسؤولين سابقين لمشاريع تنموية هامة في الدولة، من بين هؤلاء من تظل عناوينه السابقة كمدير لمشروع (…) أو رئيس خلية تنسيق (…) أو برنامج (…) مدرجة ضمن مطبوعات ومؤسسات الهيئات التمويلية الأجنبية بل إن هذه الهيئات تظل تخاطبه بذات الصفة حتى بعد تحويله أوتجريده من مهامه.. لكونها لم تخطر بمعلومات حول مستجدات مسار التنسيق بين هذه الهيئة أو تلك مع الوزارة أو المشروع المعني بالتنسيق.

ويؤكد بعض العارفين بخفايا ما يحدث داخل دهاليز هذه المؤسسات، أنه نتيجة لعدم وجود تفتش دوري من طرف الدولة للعناوين والبوابات الالكترونية الحكومية، والتي كثيرا ما يترك الإشراف عليها ومتابعتها لشخص واحد أو إثنين هما مدير المشروع وأحد العاملين المقربين منه، فإنه بمجرد تحويل أو إقالة هذا المدير، يصبح ذلك الموقع ا أو البريد الألكتروني الشخصي للمدير هو الجهة المخولة بالتراسل لوقت قد يطول او يقصر مع تلك الهيئات الأجنبية والتي بات يعرف عنها كل شيء.

وليس هذا وحسب بل إن هؤلاء ونتيجة لارتباطاتهم مع شبكات الفساد المستشرية في البلاد، سرعان ما يبدؤون في استغلال واجهة العمل الأهلي، وأحيانا أخرى يعمدون إلى ابتكار منتديات أو مهرجانات من أجل غاية وحيدة وهي استدرار هيئات التمويل التي عملوا معها سابقا.

ويثير عدم فتح هذا الملف، الذي يقول البعض إن فتحه من شأنه أن يكشف عن كم هائل من المعلومات عن خفايا الفساد وعلاقة بعض المسؤولين السابقين في هذه الشبكات التي لم يعد هدفها يقتصر على إفشال النظام السياسي، أي نظام سياسي يحكم البلاد، وإنما تحويل هذا البلد إلى مجرد إقطاعية في خدمة مفسدين ينشطون تحت ألف قناع.. يثير عدم فتحه الكثير من الاسئلة خاصة في وقت تتحدث فيه السلطات عن حرب لا هوادة فيها ضد الفساد؟!./ التحرير