رحلت الماجدة / بقلم: الدكتور الشيخ المختار ولد حرمة ولد بابانا

indexلحظة حزينة تلك التي تلقيت فيها نبأ رحيل المفغور لها بإذن الله الماجدة الذهبي منت باب ولد الحمد ، تغمدها الله بواسع رحمته كانت الفقيدة تكن لي فائق المحبة الخالصة. حكي لي أنها أثناء مقامها لاستشفائي بالمملكة المغربية سألت الطبيب المشرف على علاجها:”هل تعرف الدكتور الشيخ؟ فأجابها : “لا أعرفه” فأسرتها في نفسها و لم تبدها له فلما عاد إليها من الغد أبدت له الجفاء و قالت له أنها لا تثق في طبيب لا يعرف الدكتور الشيخ. فسألها : ألا تعرفين له اسما آخر؟ فنطقت له بالاسم الكامل فقال : طبعا و من لا يعرفه؟ كانت له مصحة بمراكش. فسرت بذلك و ابتهج محياها. فبحق هذه المحبة و وفاء لهذه المحبة وجدت لزاما و دينا مستحقا علي الإدلاء بهذه الشهادة أداء لبعض ما لهذه الماجدة المتميزة علي من حق علما أن شهادتي هذه لن تعبر عن معشار ما حباها الله بها من خصال و فضائل . لكن ما لا يدرك كله لا يترك جله لست أدري لم يتسارع الشعراء و الكتاب في رثاء الرجال و تراهم مقصرين صامتين عندما يتعلق الأمر بنسائنا، و منهن من هن أحق و أجدر بالرثاء. و الحق سبحانه و تعالى ما فرق بين الرجال و النساء في حيازة الفضل و الخيرة : إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات و الذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما” (الأحزاب). إنما يتفاضل و يتفاوت الناس في القربى من الله تعالى بقدر تفاوتهم في حيازة هذه الصفات المثلى. لا شك أن المغفور لها الذهبي منت باب ولد الحمد تتوفر فيها جل هذه الخصال. لقد كانت إلى جانب ذلك سيدة بكل ما تحمل الكلمة من معنى فقد جمعت من مكارم الأخلاق و طيبة النفس و طيب المعشر و التواضع و بذل الجاه دون من و لا رياء و لا تباه و إنه ليتندر أن يوجد الكلام الذي يمكن أن يصف فضل هذه السيدة الكريمة الشهمة المعطاء، ربيبة الجود الماجدة التي عرفت كيف تنفق حياتها فيما ينفع الناس، فكانت الدوحة التي أظلت الكثيرين بأفيائها الوارفة، لأقول إنها من صنف النساء اللواتي يعجز الرجال عن مجاراتهن في المكانة الرفيعة، والخلق العذب، والكف الكريم، والشهامة العالية.. فقد كانت كل سمها امرأة من ذهب الخيرات والفضل.. فيا لآلامنا حين تغيب الشموس، التي كان دفئها مصدر سعادة وبشرى أمل. فإذا كانت الفاضلة الذهبي قد رحلت تاركة ذلك الفراغ الهائل في نفوس الأهل والأحبة و العشير والوطن، فإن عزاءنا في ذلك أن لها اليوم رفقة حيرا من رفقتنا و جوارا خيرا من جوارنا، جوار النبيئين و الصديقين و الشهداء و الصالحين و حسن أولئك رفيقا. إلى العلي الكبير المتعالي نرفع أكف الضراعة و الابتهال أن يغدق عليها شآبيب الرحمة و الرضوان. سائلين الله أن يهب لها بفضله و منه شمائل الأبرار حتى يوجب لها غفرانه وجزيل إحسانه ومواهب صفحه ورضوانه. اللهم انقلها من ضيق اللحود والقبور إلى سعة الدور والقصور في سدر مخضود وطلح منضود وظل ممدود وماء مسكوب وفاكهة كثيرة لا مقطوعة ولا ممنوعة وفرش مرفوعة يا أكرم من سئل و أوسع من جاد بالعطايا . و بارك اللهم في الخلف و ارزقهم الصبر و السلوان و إنا لله و إليه راجعون.

 

شاهد أيضاً

موريتانيا تشارك في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120.

شاركت موريتانيا أمس السبت في معرض باريس للصناعة التقليدية في نسخته 120 المنظم بمشاركة عدد …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *