25 أبريل 2024 , 9:42

حصري: قافلة ” الشكات” .. الثراء المرتقب/ قسم التحقيقات

 

 

في أكبر عملية تحرك جماعي مدني منظم من نوعها في تاريخ موريتانيا

حصري: صحيفة المرابع تنجز في هذا العدد ملفا إخباريا متكاملا عن مهنة التنقيب التقليدي عن الذهب

ربما تحتوي الصورة على: ‏‏شخص واحد‏، ‏‏نص‏‏‏

وصلت إلى منطقة  الشكات قافلة من السيارات قادمة من مدينة ازويرات بعد أن

أشرفت السلطات الإدارية والأمنية في ولاية تيرس زمور على تهيئتها وانطلاقتها.

و تعتبر هذه أكبر عملية تحرك جماعي مدني منظم في تاريخ موريتانيا.

و تحركت القافلة عبر خريطة مرسومة ومعدة ، بالاتفاق بين شركة معادن موريتانيا

( حكومية) والسلطات الإدارية والأمنية في ولاية تيرس زمور.

و رغم أهمية التنقيب التقليدي عن الذهب ودخوله في الدورة الاقتصادية الوطنية

بشكل رسمي منذ 2016، فإن معظم العاملين في التنقيب يتحدثون عن الكثير من

المعاناة منها: سوء التغذية، والمشاكل الصحية العديدة وشح المياه الصالحة للشرب،

في صحراء شديدة الجفاف.

وكان من نتائج التنقيب تحسن اقتصادي ملحوظ وفوري في ظروف العديد من

المنقبين والمستثمرين في التنقيب، كما أدت عمليات التنقيب إلى تغيير معالم مناطق

بعينها.

فبعد أن كانت أرضا مبسوطة، تحولت إلى فضاء شاسع من الحفر، يبلغ عمق

بعضها عشرات الأمتار.

وبدأت تجمعات سكنية في التشكل حول مواقع التنقيب، وسط نقص حادّ في الخدمات الأساسية.

كما يكتنف مهنة التنقيب التقليدي عن الذهب الكثير من المخاطر ، حيث تخلوا مناطق تجمعات المنقبين من فرق الإسعاف، فقضى كثيرون خلال التنقيب في حوادث انهيار   الآبار  التي يتم حفرها لاستخراج الذهب وهي عميقة غالبا.

وضاعف المتاعب غياب فرق إسعاف قريبة مما جعل انتشال العالقين أمرا

مستحيلا، وهذه المشاكل والمخاطر تم العمل على تفاديها في منطقة الشكات.

وفضلا عن هذه المخاطر الجمة ، فقد ظلت مهنة التنقيب التقليدي عن الذهب

فوضوية وغير منظمة ولا يضبطها تنظيم معين سوى ما يتفق عليه المنقبون.

صحيفة المرابع تنجز في هذا العدد ملفا إخباريا متكاملا عن مهنة التنقيب التقليدي

عن الذهب على ضوء القافلة الكبيرة التي تحركت مؤخرا من مدينة ازويرات إلى منطقة الشكات، ومستوى دخول هذه المهنة الجديدة على المجتمع في الدورة الاقتصادية.

يأتي إعداد هذا الملف ضمن الملفات التي تنجزها صحيفة المرابع في كل عدد عن موضوع وطني هام.

منطقة “الشكات”

تقع منطقة الشكات في أقصى شمال شرقي موريتانيا، وهي تبعد حوالي 800

كيلومتر تقريبا من مدينة ازويرات عاصمة ولاية تيرس زمور.

وعلى طول هذا الطريق توجد 5 محطات، هي على التوالي : صفاريات، قلمان،

بلخزيمات، كارفور، اكليب اندور.

والمساحة التي سمحت السلطات بالتنقيب فيها شاسعة، حيث تصل إلى 104 آلاف

كيلومتر مربع ، في منطقة تصنفها السلطات على أنها منطقة خطيرة جداً من الناحية الأمنية.

كل منقب سيحصل على أربعة أمتار لينقب فيها ، حسب ما أفاد المدير العام لشركة معادن موريتانيا حمود ولد امحمد.

تقع هذه المساحة داخل المنطقة العسكرية المغلقة، و يعتقد المنقبون أنها غنية بالذهب.

افتتاح

و ظلت المنطقة مغلقة ومحروسة من طرف الجيش الموريتاني قبل أن يقرر رئيس الجمهورية محمد الشيخ الغزواني فتحها أمام المنقبين بداية نوفمبر الماضي أثناء زيارته لمدينة ازويرات، العاصمة المنجمية الموريتانية.

وقد نشرت السلطات 650 جندياً على الميدان، لتأمين المنطقة.

القافلة

يوم الثلاثاء الموافق ال15 من دجمبر الجاري تحركت قافلة مكونة 2000 سيارةعابرة للصحراء رباعية الدفع وهي تقل حوالي 25 ألف منقب عن الذهب.

وعلى طول هذا الطريق توجد 5 محطات، هي : صفاريات، قلمان، بلخزيمات، كارفور اكليب اندور.

وأعلنت شركة معادن موريتانيا التي تتولى تنظيم القطاع والاشراف على التنقيب السطحي عن الذهب، أن كل واحدة من هذه المحطات يوجد فيها فريق تابع للشركة،وسيارة إسعاف، وفرقة من الدرك الوطني.

وتضم الدفعات أكثر من ألفي سيارة رباعية الدفع محملة بالمؤن والمعدات المطلوبة للتنقيب كما يمتلك مستخدموها الأوراق المطلوبة التي وفرتها شركة معادن موريتانيا وفق المسطرة القانونية المحددة.

خطر

ينص قانون المناطق العسكرية المغلقة الذي اعتمده مجلس الوزراء مؤخراً، على أن دخول أي منطقة عسكرية مغلقة من دون ترخيص وتنسيق مع السلطات فإنه «

يعرض نفسه لإطلاق النار، أو أن تصادر ممتلكاته ويسجن من ستة أشهر إلى ثلاثسنوات» وفق ما أعلن قائد المنطقة العسكرية الثانية اللواء آب ولد بابتي في خطاب أمام قافلة المنقبين عن الذهب وهي تستعد للانطلاقة نحو الشكات.

تاريخ

تعتبر هذه القافلة ثاني أكبر عملية للبحث عن الذهب ، بعد تلك التي تمت عام 2016 التي شكلت أول توجه للموريتانيين نحو التنقيب التقليدي عن المعدن النفيس.

وسمحت الحكومة الموريتانية عام 2016 للمواطنين بالتنقيب التقليدي عن الذهب السطحي في مناطق محددة.

وفرضت وجوب استصدار رخصة تنقيب ومنذ ذلك الحين وهذا القطاع يستقطب عشرات الآلاف من الموريتانيين الحالمين بالثراء، رغم صعوبة التنقيب والوسائل البدائية المستخدمة فيه.

كميات

وحسب تقرير صادر عن وزارة المعادن، فإن عائدات التنقيب التقليدي من الذهب السطحي وصلت إلى 400 مليون أوقية سنوياً (حوالي 10 ملايين دولار) بالإضافة إلى استقطابه لأزيد من 25 ألف فرصة عمل.

يناهز متوسط الإنتاج اليومي من الذهب السطحي المستخرج بالطرق التقليدية 8.9كيلوغرامات من الذهب.

احتياطي

وقدرت اللجنة الموريتانية للشفافية في الصناعات الاستخراجية في تقريرها الأخير،احتياطي موريتانيا من الذهب بـ 25 مليون أونصة.

ووفقاً للتقرير، فإن موريتانيا تتوفر على 900 مؤشر موثق للتعدين والمعادن، وهوما يؤهلها لتصبح فاعلاً رئيسياً في إنتاج المعدن النفيس عبر العالم.

الدورة الاقتصادية

تدل المعطيات السابقة وغيرها على أهمية التنقيب التقليدي عن الذهب السطحي وكونه أصبح ضمن عناصر الدورة الاقتصادية الوطنية.

ووفقا للبيانات فقد اشترى فرع البنك المركزي الموريتاني في مدينة ازويرات كمية من

الذهب منذ مارس الماضي، وصلت قيمتها إلى حوالي 100 مليار أوقية قديمة (نحو

2.62 مليون دولار ).

فقد أكدت مصادر صحفية ومحلية ، أن المنقبين عن الذهب في موريتانيا استخرجوا منذ مارس الماضي أكثر من 500 كيلوغرام من الذهب، وهو رقم كبير جدا .

بينما كان قد اشترى البنك المركزي  خلال السنوات الثلاث السابقة منذ 2016 ما قيمته 120 مليارأوقية قديمة (3.15 مليون دولار).

وعادت هذه الأرقام إلى جيوب المواطنين.

شاهد أيضاً

نواشيبو: لجنة الوزراء تبدأ تقصي مشاكل المدينة، وتعاين بعض المرافق

 أعلنت اللجنة الوزارية التي شكّلها الرئيس محمد ولد الغزواني مساء أمس، وأمرها بالبقاء في مدينة …