29 مارس 2024 , 8:55

  حصري:  الرماية التقليدية..من الفوضوية إلى التنظيم / قسم التحقيقات

تم فتحها أمام الجميع ووضعها في الإطار القانوني السليم .. اعتبرها السكان عوضا عن السياحة ..

                    الرماية التقليدية..من الفوضوية إلى التنظيم

حصري: صحيفة المرابع  تعد ملفا إخباريا حصريا متكاملا عن واقع الرماية التقليدية

تعد الرماية التقليدية أحد الموروثات الأصيلة التي تميز بها الموريتانيون وأبدعوا فيها ، ما جعل المحافظة عليها حتى لا تندثر هدفا للقائمين على هذه الرياضة.

بيد أن الرماية التقليدية رغم مالها من حواضن اجتماعية في ربوع الوطن،  ظلت مبعثرة وظل الرماة والمهتمون والمناصرون يعانون من التشتت وتذبذب الجهود وعدم وجود هيئة تنتظم الجميع وتخاطب من قبل الدوائر الرسمية مما أضاع الكثير من الوقت والجهد، وأصاب الكثيرين رغم مهاراتهم في الرماية واهتمامهم بها بالإحباط.

لكن نهاية العام 2015 شكلت منعطفا كبيرا في تاريخ هذه الرياضة، فقد تم انتخاب خطري ولد أجه رئيسا للاتحادية الوطنية للرماية التقليدية، حيث جاء وهو يحمل برنامجا طموحا لانتشال هذه الرياضة والنهوض بها .

وقد تمكن ولد أجه من تفجير المواهب التي يزخر به المجتمع الموريتاني في مجال الرماية التقليدية والتي كانت مغيبة بفعل عوامل عديدة رأى ولد أجه أنه غير موضوعية ولا تخدم الرماية.

فانتظمت نوادي الرماية ولقيت إقبالا منقطع النظير، وأصبح كل المجتمع الموريتاني يجد نفسه في هذه الرياضة.

كما تمكن الرئيس خطري من وضع اتحادية الرماية التقليدية ضمن إطار قانوني شرعي،

وإطار تنظيمي دقيق يستجيب لمعطيات الأمن، وفي نفس الوقت يمكن من الحصول على الأسلحة والذخيرة التي هي العمود الفقري للرماية التقليدية.

تنظيم الرماية وضبط جداول البطولات ومناطق الاستضافة انعكس إيجابيا على كل المجالات  فأصبحت الرماية التقليدية ،  أحد روافد الدورة الاقتصادية الوطنية وتعلق بها السكان بعد أن رأوا فيها عوضا عن السياحة.

تعامل جديد

بموجب الوضعية الجديدة اختلف تعامل الدوائر الرسمية مع الاتحادية مما أصبح له انعكاس إيجابي في توفير الوسائل وضروريات العمل.

ورغم تلك الجهود فقد ظلت هناك دعوات تريد أن تعود بالاتحادية إلى عهود سابقة ، لكن الرئيس خطري تمكن دائما من المحافظة على الاتحادية بعد أن وضع قطارها على سكته واستعادت مصداقيتها.

اسم لا يدل على مسمى

 

كانت الرماية التقليدية عبارة عن فرق غير منظمة لا يجمعها إطار قانوني واحد أحرى أن تنتظم تحت راية واحدة.

فكانت معظم مصادر الأسلحة والذخيرة ـ والتي هي قوام العمليةــ  غير شرعية؛ ولتوفيرها يلجأ البعض من الرماة أحيانا إلى أن يخبئ سلاحه في حقائبه على طريقة المهربين.

 كما كان نشاط الرماية التقليدية  متقطعا ولا يرتبط بجدول ولا ترتيب معين.

و اختصارا يرى المهتمون أن اتحادية الرماية التقليدية قبل الرئيس خطري ولد أجه،  كانت اسما لا يدل على مسمى.

منعطف

 شكلت نهاية العام 2015 منعطفا هاما في تاريخ الرماية التقليدية؛ ففي آخر دجمبر من السنة المذكورة ، تم انتخاب خطري ولد أجه رئيسا لاتحادية الرماية التقليدية .

وضع ولد أجه نصب عينيه مخططا استعجاليا من أجل انتشال هذه الرياضة، فكان الهدف الأول لولد أجه بعد انتخابه هو تنظيم اتحادية الرماية التقليدية قانونيا وتنظيميا وضبط كل متعلقاتها وتنظيم دوراتها بحيث يكون لها وجود داخل الدورة الاقتصادية الوطنية، وهو ما تم بالفعل.

قانونيا: تم وضع الرماية التقليدية في وضعية قانونية وحصلت على الإطار الشرعي الرسمي بعد أن اتبعت كل الإجراءات والترتيبات القانونية، مما سمح للدوائر الرسمية بالتعامل معها وتغيير نظرتها السابقة إليها.

توفير الأسلحة: أصبحت الاتحادية ولأول مرة في تاريخ هذه الرياضة، تحصل على الأسلحة والذخيرة من وزارة الدفاع وبسعر رمزي، وأصبحت الأسلحة منظمة ومرخصة، بعد أن كان المنتسبون لاتحادية الرماية يخفون أسلحتهم كما لو كانوا مهربين أو عصابات إجرامية.

تنظيميا: وبالتنسيق مع وزارتي الداخلية والدفاع ، تم ضبط الأسلحة وضبط  من يحملونها وأماكن تواجدها ، ولم يعد حمل الأسلحة من قبل الرماة  فوضويا وذلك نظرا لحساسية الموضوع بالنسبة للأمن والسكينة، كما يقول الرئيس خطري ولد أجه.

أصبح كل من يمارس الرماية التقليدية بصورة شرعية في عموم الوطن،  منضو تحت مظلة الاتحادية : سلاحه ذخيرته وكل المعطيات المتعلقة به وبسلاحه، أي أن كل الدوائر والجهات المعنية صارت بحوزتها خريطة دقيقة عن الرماة وأسلحتهم.

اقتصاديا: بعد عملية التنظيم والجدولة وتحديد المواسم والمناطق التي تستضيف البطولات ، أصبحت الرماية التقليدية من روافد الاقتصاد الوطني وتعلق بها السكان المحليون ووجدوا فيها عوضا عن النشاط السياحي الذي تعطل بسبب عوامل خارجية.

ثقافيا: تمكن الرئيس خطري ولد أجه من إدماج رياضة الرماية التقليدية ضمن الفعاليات  الثقافية الوطنية الكبرى.

فأصبح هناك كأس لرئيس الجمهورية خاص بالرماية التقليدية منتظم في مهرجان المدن القديمة الذي هو أكبر تظاهرة ثقافية محلية.

وللتذكير فإن يعطي رئيس الجمهورية هو من يعطي إشارة انطلاق الكأس.

 الرماية للجميع

 كان من جهود الإصلاح التي قام بها الرئيس خطري، هي فتح اتحادية الرماية التقليدية أمام كل الموريتانيين دون اعتبار للأبعاد التي كانت تـحجمها وتمنع منها الكثيرين.

فرأى خطري أن هذه الرياضة موروث ثقافي، لكل الموريتانيين الحق في ممارسته ضمن الإطار الشرعي.

و كان من نتائج هذا الإصلاح، أن ازداد عدد المنتسبين للاتحادية وتم اكتشاف الكثير من المواهب الوطنية التي كانت معطلة ومغيبة.

أدت كل العوامل السابقة إلى تطور كبير على مستوى هذه الرياضة وعلى مستوى الاتحادية الناظمة لها.

مسطرة 

بعد انتهاء مأمورية المكتب الحالي ،  راسل الرئيس خطري ولد أجه الوزارة الوصية ( وزارة الثقافة) وبين لها انتهاء مأمورية مكتبه وضمن الرسالة لائحة الناخبين كما تم تعليقها رفقة المرسوم القانوني المنظم للرماية التقليدية.

إجراءات

بعد هذه الإجراءات تقدم البعض بطعون وتم النظر فيها كلا ،  وحسب مصادر من الاتحادية  فإن من عنده الحق قبل طعنه ومن كان ما تقدم به لا يرقى إلى مستوى الطعن القانوني، عقدت معه جلسات وتم توضيح الأمر له، فالقانون هو الحكم.

بعد هذه الإجراءات تم تحديد يوم لانتخاب مكتب جديد للرماية التقليدية ، وعقدت جلسة انتخابية في أحد فنادق العاصمة انواكشوط وذلك بالتنسيق مع الجهات المعنية كلا.

حضر الجلسة ممثلون عن وزارة الداخلية ، فيما غابت وزارة الثقافة الجهة الوصية ولم ترسل ممثلين عنها رغم التنسيق المسبق معها، مما أثار أسئلة لدى المنظمين والناخبين ما زالت عالقة.

تشويش

فجأة اقتحمت مجموعة من الأشخاص قاعة الجلسة الانتخابية وقامت المجموعة بالتشويش والكثير من الأمور التي تخالف القانون .

 بيد أن الرئيس خطري ولد أجه عندما رأى مستوى التصعيد والمشادات التي وصلت إلى عراك بالأيدي بين البعض وكادت الأمور تأخذ منحنى تصعيديا أخطر تدخل طالبا التحلي بالحكمة والصبر.

توقفت العملية الانتخابية، علما أن الطرف الذي اقتحم الاجتماع وقام بالتشويش ليس لديه سند قانوني حسب مصادر من الاتحادية.

استشارات

تبين للوزارة الوصية ( وزارة الثقافة) وبعد العديد من الاستشارات القانونية، أن الطرف الذي تسبب في توقيف العملية الانتخابية وتجديد المكتب في أجله المنصوص عليه ليس لديه أي سند قانوني.

و قد أمر المدعي العام بنزع اللافتة التي تحمل عنوان الهيئة وشعارها من مقر الطرف المذكور  باعتبار المكتب الحالي هو الممثل الشرعي الوحيد للاتحادية.

الوساطة: بعد كل هذه الأمور تدخل رئيس اتحاد أرباب العمل الموريتانيين زين العابدين ولد الشيخ أحمد وبالتشاور مع الطرفين تم تكوين لجنة حكماء لتسوية المشكلة.

انتظار

غني عن القول، إن مكتب الاتحادية الموريتانية للرماية التقليدية الحالي برئاسة خطري ولد أجه،  مازال ينتظر تطبيق المسطرة القانونية المنظمة للانتخاب، بعد أن راسل الوزارة الوصية وبين كل الآجال القانونية.

وعموما فإن الوئام مطلوب والتسوية بالقضايا الودية مطلوبة لكن لا أحد فوق القانون ، يجب تطبيق القانون وإعطاء كل ذي حق حقه حسب النصوص التنظيمية التي جرى بها العمل، بحسب الرئيس خطري ولد أجه  .

شاهد أيضاً

معالي الوزيرة صفية انتهاه تطلق توزيعات نقدية لصالح أسر متقاعدي وقدامي قوات الأمن “صور”

أشرفت وزيرة العمل الاجتماعي والطفولة و الأسرة، السيدة صفية بنت انتهاه، صباح اليوم الخميس في …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *