19 أبريل 2024 , 18:03

النساء ضحايا ..لماذا تجرى العمليات القيصرية دون دواع ..

منذ عقود كانت الولادة القيصرية حلا طبيا لمشكلات الولادة المتعسرة، لكن يبدو أنها أصبحت في السنوات الأخيرة وسيلة غير محسوبة العواقب، بعدما تضاعفت أعدادها بصورة غير مبررة ودون دواع صحية، لتصبح كثير من النساء ضحايا قرار إجراء الولادة القيصرية بدلا من الطبيعية.

ووصف مؤلفو دراسة “العبء المزدوج للولادة القيصرية” التي نشرها المعهد الوطني للدراسات الديمغرافية يوم الأربعاء التاسع من سبتمبر/أيلول، الولادة القيصرية بأنها “وباء”.

وقالت الكاتبة ماري فيردييه، في التقرير الذي نشرته صحيفة “لا كروا” La Croix الفرنسية، إن عدد الولادات القيصرية شهد ارتفاعا هائلا، فقد تم إجراء نحو 12 مليون عملية بشكل غير صحيح في عام واحد.

وفي حوالي 100 دولة، تتجاوز معدلات الولادة القيصرية تلك توصي بها منظمة الصحة العالمية والتي تتراوح بين 10% و15%.

وأوردت الكاتبة أنه بحسب ما أفاد به عالم الأوبئة ألكسندر دومون وعالم الديمغرافيا كريستوف جيلموتو في دراستهما، فإن “هذا الإقبال الجنوني على الولادة تحت تأثير التخدير في غرفة العمليات جعل هذا النوع من العمليات بمثابة وباء”.

من النقص إلى الإفراط

وفي البلدان الرائدة في أميركا اللاتينية، تخضع أكثر من واحدة من كل امرأتين لولادة قيصرية، وذلك بنسبة تصل إلى حوالي 58% في جمهورية الدومينيكان، و55% في البرازيل و50% في تشيلي، وتقريبا 49% في الإكوادور.

ينتشر نموذج الولادة هذا الذي يفترض أنه حديث وآمن في جميع أنحاء العالم، حيث يصل معدل هذه العمليات في مصر وتركيا ولبنان وإيران إلى حوالي 50%.

وفي أوروبا، تتصدر قبرص القائمة بنسبة 57%، فضلا عن اليونان، وذلك وفقا لبيانات غير رسمية، كما تجاوزت نسبة هذه العمليات في رومانيا وبلغاريا 40%، وفي إيطاليا 35%.

وفي المجموع، في 43 دولة تتجاوز نسبة عمليات الولادة القيصرية 30%، في الوقت الذي تعاني فيه 28 دولة، لا تصل فيها نسبة العمليات إلى 5%، من نقص ينعكس سلبا على النساء.

 

في هذا السياق، يقول كريستوف جيلموتو “نحن ننتقل بسهولة من النقص إلى الإفراط الذي يتعلق بالطبقات الاجتماعية الثرية في البلدان الناشئة أو النامية”، ولهذا السبب أشار المؤلفان إلى ما يسمى “بالعبء المزدوج”.

على سبيل المثال، في الهند بالكاد يمكن لحوالي 6% من النساء إجراء عملية ولادة قيصرية في ولاية بيهار في شمال البلاد، ولكن يمكن لحوالي 58% من النساء في ولاية تيلانغانا الأكثر ازدهارا في الجنوب إجراء هذا النوع من العمليات.

البحث عن الراحة

من الصعب التوصل إلى تفسيرات لهذه الأرقام، التي تتراوح من البحث عن الراحة إلى الخوف من الولادة الطبيعية وإرادة الأطباء في تحديد موعد الولادات وتخصيص أقل وقت ممكن لها، وفقدان الخبرة في الولادة، وبالطبع الاستفادة من المرافق الصحية.

وأضافت الكاتبة أن بعض البلدان التي لديها أنظمة صحية قوية نجت من هذه الموجة. وبالتالي فإن معدلات الولادات القيصرية في كل من فنلندا وهولندا والسويد واليابان تقل عن 20%.

وعلى ضوء ذلك، يوضح ألكسندر دومون قائلا “في فرنسا، كان هناك وعي منذ 15 أو 20 عاما. إن التساؤل حول الممارسات والمراجعة الإلزامية لمؤشرات العمليات القيصرية جعل من الممكن تثبيت المعدل في حدود 20%”. ووفقا له، فإن دور القابلات هو بلا شك دور حاسم في تشجيع الولادة الطبيعية.

المصدر : الجزيرة

 

شاهد أيضاً

تطورات جديدة في ملف ولد غدة

قرر قاضي التحقيق في محكمة ولاية نواكشوط الغربية، اليوم الثلاثاء، إحالة ملف عضو مجلس الشيوخ …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *