24 أبريل 2024 , 17:27

” حصري”: السيول والفيضانات في موريتانيا.. الأسباب الحقيقية/ قسم التحقيقات

موريتانيا.. رغم ما رصد لشبكات الصرف الصحي والسدود من أموال..ومحدودية التساقطات المطرية..

   صحيفة ” المرابع” ( العدد 19 )تنجز ملفا إخباريا  حصريا يثير الأسباب الحقيقية للكوارث الطبيعية في موريتانيا

 

عاش العديد من المناطق في العاصمة ومختلف الولايات، أوضاعا كارثية بسبب السيول والفيضانات راح ضحيتها بعض الأنفس ونفق الكثير من المواشي فضلا عن خسائر مادية كبيرة في مختلف المناطق التي شهدت سيولا وبـِركا ومستنقعات جراء تهاطل الأمطار.

ورغم أن الكثيرين يرجعون ما تعرضت له بعض المناطق ، إلى التساقطات المطرية الهامة نسبيا ، التي شهدتها البلاد هذا الموسم، فإن عوامل أخرى ساهمت في حدوث محنة يرى الكثير من المتابعين أنه كان يمكن تجنبها أو على الأقل التقليل من آثارها.

فالعاصمة انواكشوط،  كما هو حال كل المدن الموريتانية،  لا تمتلك شبكة صرف صحي يعول عليها ولا شبكات لتصريف مياه الأمطار هذا  فضلا عن البنية التحتية الهشة والمتهالكة عموما.

صحيفة ” المرابع ” تنجز في هذا العدد ملفا إخباريا متكاملا  يثير الأسباب الحقيقية المتعددة، الطبيعي منها والبشري و التي تضافرت وأدت في المحصلة الأخيرة إلى العديد من الخسائر البشرية والمادية.

الأمطار المزعجة

تعتبر الأمطار أكثر عناصر الطبيعة إزعاجا لسكان المدن الموريتانية خاصة العاصمة انواكشوط.

فرغم أن موسم الأمطار ينتظره الجميع بفارغ الصبر ورغم قصره ، فقد صار مرتبطا لدى سكان المدن بالمستنقعات وانتشار البعوض والأمراض الطفيلية ، بسبب عدم وجود آليات لتصريف هذه المياه.

 فمع بداية التساقطات المطرية تعيش العاصمة انواكشوط، أوضاعا كارثية بسبب المياه الراكدة في الشوارع والمستنقعات التي تعزل بعض الأحياء. وتتحول الشوارع إلى مسبح للسيارات وتحاصر المياه معظم الأسواق والمدارس ، وتعيش المدينة أزمة حركة مرور حيث تتكدس كل السيارات في الطرق والشوارع القليلة التي لا تغمرها المياه.

هذا فضلا عن الآثار الصحية الخطيرة للمستنقعات التي تتكون من الأمطار، حيث تخلق المياه الراكدة ظروفا مثالية لتفشي الأمراض.

 أسباب السيول والفيضانات 

رغم التصريحات الرسمية، التي تعتبر الفيضانات والسيول نتيجة متوقعة لهطول كميات كبيرة من الأمطار يطرح الكثيرون أسباب أخرى لا تقل أهمية من بينها:

بنية تحتية هشة

لم تكن البنية التحتية على مستوى الخطر أو التخفيف منه على الأقل رغم ما تم إنفاقه عليها من الأموال.

ورغم أن السيول أحيانا تفوق قدرة الدولة فيبدو أن البنية التحتية أيضا لم تكن على مستوى مواجهة الأمطار.

فمدينة روصو التي غرقت في المياه بداية الأسبوع تعاني من رداءة شبكة الصرف الصحي رغم إعادة تأهيلها قبل عام ونصف بغلاف مالي قدره 200 مليون أوقية قديمة.

يرى البعض أن وجود بنية تحتية قائمة على أسس علمية سليمة ولو بسيطة ، كان يمكن أن تكون معه  الأضرار أقل مما حصل .فالعديد من السدود التي تم إنشاؤها ،انهار تحت أولى الضربات القوية لمياه السيول المتدفقة.

كما لا توجد غالبا السدود التي من شأنها حماية القرى والمدن من شرر المياه المتدفقة، خاصة على المجاري الكبيرة والأودية المتدفقة.

أسباب أخرى ..

هناك أسباب أخرى هامة ، فمعظم الأحياء السكنية في المدن الكبيرة خاصة في معظم مقاطعات العاصمة انواكشوط وبقية عواصم الولايات والمقاطعات الوطنية ، تمت إقامتها بصورة ارتجالية ودون مراعاة الوضع الهندسي والجغرافي لحركة المياه، ودون اتباع توقعات علمية رصينة للتساقطات المطرية.

كما أن معظم المدن تفتقر إلى الدراسات  التبوغرافية لمعرفة الطريقة الأنسب لتوجيه المياه وصرفها عن الأحياء السكنية والمزارع والبساتين.

وتلعب العزلة دورها في تفاقم معاناة السكان. رئيس الجمهورية  محمد ولد الشيخ الغزواني،قال اثناء زيارته الاخيرة لمدينة عدل بكرو إن“معظم المشاكل التي تعاني منها هذه المدينة ، سببها العزلة.

وتعهد الرئيس  بالبدء قريبا في تشييد طريق يربط عدل بكرو بمدينة آمورج.

أزمة الصرف الصحي

 

تعاني انواكشوط ،كما هو حال كل المدن الموريتانية ، من أزمة عدم وجود الصرف الصحي .

فالعاصمة التي تأسست مع ميلاد الدولة الحديثة مطلع ستينات القرن الماضي ، لا تمتلك نظام الصرف الصحي الذي يعول عليه،  كما لا توجد بالعاصمة شبكات تصريف مياه الأمطار.

وقد أدت هذه الوضعية إلى أن كمية الأمطار الساقطة تتجمع في الشوارع وفوق الطرقات. وفاقم الوضعية أرصفة الكثير من الطرق الرئيسية مما جعل المياه تتجمع على الطرقات الرئيسية.

ولم تنجح الأنظمة والحكومات المتعاقبة في حلحلة المشكل، وظل تصريف المياه المتجمعة من الأمطار يعتمد على حلول جزئية ارتجالية رغم الأرقام الكبيرة التي تقول الجهات الرسمية أنها أنفقت على مشاريع الصرف الصحي خاصة في العاصمة انواكشوط.

جهاز جديد..

وحسب بيان لوزارة الداخلية فإن ولايات الحوضين ن ولعصابة، وكيدي ماغه عرفت ، خلال الأيام الأخيرة تساقط كميات كبيرة من الأمطار، نجمت عنها فيضانات في بعض المناطق خاصة، النعمة، باسكنو، عدل بكرو، لعيون.

وكانت  مقاطعة باسكنو -الأكثر تضررا من بين مقاطعات الوطن حتى الآن.

الحكومة ممثلة في وزارة الداخلية ، أعلنت عن إنشاء لجان جهوية ومقاطعية لتسيير الأزمات؛ وذلك بعد الأضرار الكبيرة التي خلفتها الأمطار والعواصف في مناطق متفرقة من البلد.

كما تم إنشاء ثلاثة أقطاب متعددة القطاعات للتدخل السريع في مجال الأشغال وشفط المياه، يوجد أحدها في لعيون لتغطية ولايات الحوضين ولعصابة، وآخر في بوكي لتغطية لبراكنه، اترارزة، كوركول، كيدي ماغه، والثالث في أطار لتغطية المناطق الشمالية.

 

 

شاهد أيضاً

الشرطة تلقي القبض علي مشتبه به في مقتل طفل بأطار

أعلنت أجهزة الأمن بمدينة أطار بولاية آدرار مساء الخميس، تمكنها من إلقاء القبض على المتهم …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *