كشف نيكولا ساركوزي رئيس فرنسا السابق (2007-2012) النقاب عن العلاقات التي كانت تربطه برؤساء أفارقة وآخرين من المنطقة المغاربية وذلك في مذكراته التي أصدرها مؤخرا.
الكتاب..
في الجزء الأول من مذكراته التي تحمل عنوان “في زمن العواصف” والذي صدر نهاية الشهر الماضي، يروي محطات السنتين الأوليين من حكمه و العلاقات التي كانت تربطه ببعض رؤساء دول أفريقيا والمنطقة المغاربية.
صاحب الجلالة الملك محمد السادس
وصف ساركوزي صاحب الجلالة الملك محمد السادس بـ”بالرجل الذكي”.
وكتب ساركوزي الملك محمد السادس “رجل يتمتع بذكاء كبير وهو شخص لطيف ويميل إلى الفكر الفرنكفوني”.
وأشار إلى أنه يمزج بين صفات ثلاث “السلطة والقوة” التي ورثها من والده حسن الثاني و”الذكاء” و “الإنسانية” التي يتمتع بهما جيله.
واعتبر الرئيس الفرنسي السابق أن “المغرب محظوظ جدا” بامتلاكه “ملكا بهذه الأهمية”.
خطاب داكار..
كما أعطى معلومات أوفر عن الخطاب الذي ألقاه في داكار في 2007 والذي أثار جدلا واسعا في الأوساط السياسية الأفريقية.
ويذكر أن هذا الخطاب أثار جدلا واسعا في فرنسا وفي العديد من الدول الأفريقية، بسبب ما تضمنه من إهانات وانتقادات “للرجل الأفريقي”، الذي قال عنه نيكولا ساركوزي وقتها، إنه “لم يدخل التاريخ بعد”.
وبعد مرور 13 عاما على هذا الخطاب، اعترف الرئيس الفرنسي السابق أن “المشكلة لم تكمن في مضمون الخطاب بحد ذاته بقدر ما كان الأمر يتعلق بقول الحقيقة لجمهور غير جاهز للاستماع إليها”.
وتساءل ساركوزي “هل أردت أن أقول أشياء أكثر من اللازم؟ وهل دافعت عن أفكاري بشكل عنيف أو جارح؟ وهل بالغت في تقدير مستوى النضج السياسي لدى الأفارقة؟”. أسئلة لم يجب عنها الرئيس الفرنسي السابق في كتابه.
عبد الله واد “شخصية غريبة وممتعة في آن واحد”
وصف ساركوزي في كتابه رئيس السينغال السابق عبد الله واد بـ”الشخصية الغريبة والممتعة في آن واحد”.
وقال ساركوزي” واد رجل مثقف. تحصل على شهادة عليا في مجال الاقتصاد بفرنسا، لكن في نفس الوقت أفكاره مبعثرة وطريقة تفكيره غير منظمة. التحاور معه يستدعي جهدا كبيرا من التركيز…”.
وأضاف “هو رجل ديمقراطي في 90 بالمئة من عمله السياسي، لكنه قادر في نفس الوقت أن يزج بمنافسيه السياسيين في السجن بين عشية وضحاها وبكل سهولة”.
“بوتفليقة ..بعد مقابلته اشعر بالآلام
وبخصوص الرئيس الجزائري السابق عبد العزيز بوتفليقة، حكى نيكولا ساركوزي أن “اللقاءات التي كانت تجمعه به كانت طويلة وتدوم ثلاث ساعات على الأقل”، مشيرا إلى أن “بوتفليقة كان يرفض أن نتناقش وجها لوجه، بل جنبا إلى جنب”.
“كان يتوجب علي دائما أن أحرك وجهي باتجاهه لكي أراه، ما جعلني أشعر بآلام في العنق عند مغادرتي مقر الإقامة الذي كان يستقبلني فيه”.
وتابع “الساعة الأولى من اللقاءات مع بوتفليقة كانت دائما مخصصة للحديث عن الثورة التحريرية وعن الآلام والأوجاع التي خلفها الاستعمار”، مضيفا أن الرئيس الجزائري السابق كان “يعاتبني بسبب الميول المحتملة للسياسة الخارجية الفرنسية نحو المغرب.
لكن كنت أدافع عن نفسي بقوة قائلا في أعماق قلبي على الأقل عندما أتواجد في الرباط، الملك لا يعاتبني ولا يسألني لماذا وقع المغرب تحت الحماية الفرنسية”.
القذافي .. نصب خيمة بدوية بقلب باريس
وتحدث نيكولا ساركوزي عن الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي والخيمة البدوية التي نصبها في 2007 في حديقة فندق مريني الفاخر بقلب باريس قائلا ” ذلك هو الثمن الذي كان ينبغي أن ندفعه للتعبير عن شكرنا بعد تحرير الممرضات البلغاريات”.
وانتقد ساركوزي تصرفات الزعيم الليبي السابق قائلا بأنه “لا يتحدث لا بالفرنسية ولا بالإنجليزية، وكان يتوجب على كل واحد منا اللجوء إلى مترجم وكان ينطق بأصوات وكلمات لم أكن أفهمها جيدا”.
“زين العابدين كان رجلا غريبا وتنقصه العفوية”