ملتقى «المناصحة»: ربط الشباب بالعلماء لتحصينهم من الفكر المنحرف

أوصى ملتقى”تقويم جهود المناصحة وتطوير أعمالها” الذي نظمته جامعة الامام بالتعاون مع مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، والإدارة العامة للأمن الفكري بوزارة الداخلية، باستقراء شبهات دعاة الفكر الضال، واستعراض دعاواهم وفتاواهم، وتتبع مقالاتهم ومؤلفاتهم، وسائر خطاباتهم، والرد عليهم بالحجة والدليل والبرهان الشرعي والعقلي المقنع، وصياغتها في قالب سهل ميسر بحيث لا تبقى في مستوى النخب والخاصة.

وأوصى الملتقى في خاتمة اعماله امس بالعناية بالشباب، وربطهم بالعلماء الربانيين؛ تحقيقًا لحصانتهم من كل فكر منحرف، ومبدأ دخيل، وتفعيل المناصحة الوقائية على مدار العام وفق خطط مدروسة بالشراكة مع الجهات الرسمية المهتمة بهذا الشأن، وذلك لبث الفكر الصحيح، والمنهج السليم بين أوساط الشباب في التعليم العام والعالي، وبين كافة مكونات المجتمع ومؤسساته.

واوصى بنشر الجهود الفكرية على نطاق واسع، حتى يستفيد منها الجميع، ويدركون بوضوح أبعاد ثقافة الفكر الضال ومخاطرة، على أن يتولى ذلك ذو الكفاءاتِ العلمية والتخصصات الدقيقة والمهارات الحوارية. بالإضافة إلى تثمين ما تقوم به هذه البلاد المباركة من إجراءات وأساليب فكرية وأمنية وقضائية في مواجهة الفكر الضال.

ونظرا للخطورة البالغة للفكر الضال الطارئ على البلاد، وما ينتج عنه من ظواهر العنف والإرهاب، وما يؤدي إليه من تشويه صورة الإسلام، والتأثير في أحوال المسلمين في العالم، شدد الملتقى على ضرورة مقاومة هذا الفكر، بكل الوسائل الممكنة، واستحضار الجذور التاريخية له وظروف نشأته، وأبرز المسببات التي اقتضت ذلك؛ للإفادة منها في برامج المناصحة والوقاية والعلاج.  

وشدد على الحاجة لإقامة دورات تدريبية، وتأهيل علمي للمشاركين في لجان المناصحة، في جميع مناطق المملكة، ولا سيما في المهارات الحوارية، والقراءات الاستشرافية، والحس الأمني.

ودعا الملتقى إلى استثمار وسائل الإعلام التقليدية والحديثة في بيان جهود المناصحة، وتذليل سبل تقبُّلها لدى مختلف شرائح المجتمع، وبيان أهميتها وفضلها، وعرض المبادرات الناجحة في تطبيقات المناصحة، وطرق تقديمها إلى الآخرين، كنماذج تحتذى، والعناية بالأبعاد الوقائية، وبث الوعي والفكر الصحيح والمنهج السليم، وتفعيل شراكات المركز مع المؤسسات التعليمية في مراحل التعليم المختلفة، وصولاً إلى شرائح الشباب والفتيات، وتحصيناً لها من المؤثرات التي تستهدف ولاءها للدين والوطن.

وأوصى الملتقى بإقامة لقاءات دورية بين أعضاء لجان المناصحة، ولقاءات أخرى مع كبار العلماء والمسؤولين عن أعمال المناصحة، وتوفير المعلومات التي تعينهم على التكيف مع المستجدات والوقائع.

من جهته أكد لـ(اليوم) الدكتور سليمان أبا الخيل مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية أن ما خرج به الملتقى من توصيات جلها مرضية ومقنعة، ذو فائدة كبرى للجهات المعنية بالمناصحة، لافتا إلى أن النتائج جداً ممتازة من خلال تلاقح الأفكار، والأطروحات التي حدثت من المشاركين في الملتقى.

اليوم/ السعودية