هل هي حرب الأخلاء؟ أم هو الغباء؟

معروف أن الأخلاء يتخاصمون عند عاتيات المشاكل و يبدأ بعض في تسريب ما يدين البعض الآخر، يبدو أن بعض الأخلاء استعجل و هاله أول سؤال، فكيف سيكون جوابه على الأسئلة الكبرى و في مقدمتها عدم نهي النفس عن هوى التصرف في الشأن العام.
الخليل أدان خليله دبلوماسيا و إجرائيا ما سيفتح الباب أمام إدانة قضائية، تقتضي الأعراف أن تبلغ جهة الطلب ماتريد بصفة رسمية قناتها الأولى وزارة الخارجية و السفارة و يعود الجواب رسميا عبر نفس القناة، و إن كان في الأمر هبة أو قرض فيجب أن يتم التسليم (التوقيع) في حفل يتم بثه إعلاميا و تبلغ جهة القبول جهة الطلب باسم من سيوقع من طرفها و صفته و تحدد جهة الطلب بناء على ذلك من سيوقع باسمها و غالبا ما يكون النظير أو رئيس القطاع المعني.
يعد تجاوز هذا الإجراء مثار شك فالعلاقات بين الدول رسمية و ليست شخصية و معلوم أن الهدايا الشخصية النقدية رشوة احتقارية لا تنم كبير ود من اليد العليا و لا كبير احترام للنفس من اليد السفلى.
و كشاهد على أن هدايا الدول ليست صدقة سر يمكن التذكير بما نشاهد في نشرات الأخبار في التلفزيون الرسمي من حفلات توقيع موضوعها مبالغ لا تصل أحيانا عشرة ملايين دولار.
من جهة أخرى يصعب أن نتجاوز ذكاء أحد الأخلاء مما يمنعنا من تقبل كونها “سالت عليه “، فالذكاء و التجربة و العصامية و التخصص كلها تقتضي دقة الحساب و الاستسراف، أما الغباء و الإدلاء بما يدين الأخلاء فليس من شيم الأوفياء المتمسكين بأولياء نعمهم، و مع ذلك تبقى “صحوة’ الضمير الوطني واردة في كل لحظة لكل من حباه الله بحسن النية و السلوك.
و في الأخير يجب التنبيه على ضرورة التمسك بواجب التحفظ الذي يقتضي و بشكل مسؤول و محترم عدم الافصاح على وسائل الاعلام عن تفاصيل عمل المؤسسات الكبرى، فإن كان الهدف النصيحة ينبغي أن تلتزم الاجراءات الإدارية و إن كان الهدف القفز من سفينة تغرق فعلي القرصان أن يخبرهم زبناءه أنه وصل بهم أعالي البحر.
إن المسار الذي تنتهجه السلطات العليا الحالية لا تنطلي عليها الحيل و ليست عملة رائجة في عهدها. لذا على البعض مراعاة فارق التوقيت و التوقف عن إسهال النشر.
حفظ الله بلادنا من كيد من يسخر ذكاءه لغير المصالح الوطنية.

شاهد أيضاً

حصول الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز علي شهادة التبريز

مصادر إعلامية تتحدث عن منح وكيل الجمهورية في ولاية نواكشوط الغربية الرئيس السابق محمد ولد …