





كان لي الشرف أن حضرت كغيري من أطر و عمال شركة الكهرباء حفل التكريم الكبير الذي أقامته الإدارة العامة لمجموعة صوملك علي شرف العمال المتقاعدين هذا الموسم .
بمبادرة خاصة من المدير العام السيد اخرمبالي لحبيب،
وهي لحظة مهيبة و مؤثرة تجسد أرقي معاني الوفاء و التقدير ،
كما تعد أيضا لفتة كريمة تعكس حرص الإدارة العامة علي الوفاء و تقدير جهود العمال ،
مما يساهم في بناء بيئة عمل محفزة و مستدامة .
كانت الأجواء فيها مفعمة بالإحترام و المشاعر الأخوية الصادقة .
تم من خلالها إستحضار المسيرة المهنية المتميزة لهؤلاء العمال الذين كرسوا سنوات طويلة من عمرهم خدمة للشركة و من خلالها الوطن ،
و علي نحو عزز قيم التضامن بين الأجيال الوظيفية ،
ليبقي هذا التكريم ذكري جميلة لمرحلة جديدة.
فالإنسان بالتأكيد لا يملك خيارا في مواجهة عقارب الساعة التي تفرض التوقف عن العمل .
فالمتقاعد قد يرحل و هو في أوج عطائه .
لكنها نهاية حتمية .
بحيث تتسم هذه اللحظة بكونها لا خيار مع الزمن .
لكنها إختيار في كيفية إستقبالها بروح إيجابية .
نزولا عند البيت الشعري ،
ولو نعطي الخيار لما أفترقنا
ولكن لا خيار مع الزمان .
ما المنتظر لو لم يتم التحضير بشكل جيد لهذه اللحظة الحتمية
غير قارعة الطريق ؟!
خاصة بعد توقف الراتب و تراجع المداخل و في حال عدم كفاية معاش التقاعد لتغطية نفقات حياة لاحدود لها تفرضها و تمليها تقاليد و عادات مجتمعية لا ترحم ،
تتحكم في أساليب الحياة .
تأسيسا لما سبق يبقي نظام التقاعد رهينا لإرادة سياسية جادة و صادقة و مقدرة مختلف الأطراف علي تجاوز منطق الحسابات الظرفية إلي أفق إصلاحي يستحضر كرامة المتقاعد .
لا كرقم في موازنات الدولة ،
بل كمواطن ساهم بشكل أو بآخر لعقود طويلة و طويلة جدا في بناء الوطن .
بالتأكيد الحياة لا تنتهي عند التقاعد .
إذ لا يسعني في هذا المقام إلا أن أبارك و أثمن جهود كل الإخوة والزملاء المغادرين هذا العام
متمنيا لهم تقاعدا ميمونا يؤسس لمرحلة جديدة ملؤها الهناء و السعادة و الخير و الصحة و العافية .
خالص التقدير و الإحترام
اباي ولد اداعة .
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال