
في إطار التحضير لانعقاد المؤتمر الوطني لحزب الإنصاف، المقرر يوم 25 دجمبر، يسعدني أن أنتهز هذه المناسبة للتعبير عن جملة من الملاحظات والمواقف، وذلك في سياق النقاش المتعلق بتجديد هيئات الحزب.
ولست مبالغا إن قلت إنني من أوائل شباب الحزب، وأكثرهم رسوخا في مسار النضال والحضور والتكليف الحزبي. ومع ذلك، لم يسبق لي أن التقيت أيا من رؤساء الحزب في لقاء خاص، ولم أسع إلى ذلك يوما، انطلاقا من اعتبارات مبدئية أؤمن بها.
في مقدمة هذه الاعتبارات، احترامي العميق للمؤسسية الحزبية، وقناعتي الراسخة بأن أي خطوة في هذا الاتجاه ينبغي أن تمر عبر اللجنة الوطنية لشباب الحزب، التي يرأسها الأخ المحترم، والسياسي البارز، خريج مدرسة مكطع لحجار العريقة، المصطفى ولد باب.
لقد كان الأخ المصطفى ولد باب بحق همزة وصل فاعلة، وصاحب رأي مستنير، وسياسيا محنكا؛ بذل من وقته وجهده وشبكة علاقاته الكثير في سبيل خدمة الشباب، فكان قريبا كلما احتاجوه، ومساندا كلما دعت الحاجة، ومتفهما لتطلعاتهم وتحدياتهم. وبهدوئه ورزانته وكياسته، استطاع أن يدير شؤون الشباب داخل الحزب إدارة متوازنة، فوفق بين طموحاتهم المشروعة وما اعترض طريقهم من معوّقات، وطرح قضاياهم بجرأة، واقترح الحلول، وواكب المسار بحكمة وحنكة.
وبهذه المناسبة، لا يفوتني أن أُعبر صراحةً عن دعوتي الصادقة للتجديد له على رأس هيئة الشباب؛ فوجوده مكسب حقيقي، ولا تزال الحاجة ماسة إلى حضوره، وأفكاره، ووضوح رؤيته، وسعة علاقاته، وخبرته المتراكمة في العمل الحزبي.
ومن جهة أخرى، لا يسعني إلا أن أُثمّن وأُشيد بالدور الريادي الذي اضطلعت به الأخت العزيزة، عضو المكتب التنفيذي، أم الخيري المصطفى اخليفة، التي كانت بحضورها وأخلاقها قريبة من الشباب والمناضلين، فاستحقت عن جدارة التقدير والاحترام، وهي بلا شك جديرة بالتجديد والثقة والتكليف.
الطيب محمداحمد الطيب
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال