
كان بعض المواطنين يشعرون بالأسى لحرمانهم من فرصة التحدث وجهًا لوجه مع رئيس الجمهورية خلال الزيارات الرئاسية التي تشمل مناطقهم بهدف التعرّف عن قرب على مشاكلهم. لكن اتضح — بعد إتاحة الفرصة لهم — أن كثيرًا منهم لم يكونوا على دراية وافية بما يجري حولهم، ولا يملكون القدرة على عرض تلك الإشكالات في وقت وجيز، وهو ما أفقد تلك اللقاءات شيئًا من فعاليتها، وربما انعكس سلبًا على المنطقة، على الأقل من الناحية الشكلية.
إن مقاطعة جكني، كما قال رئيس الجمهورية شأنها شأن معظم مقاطعات الوطن، مقاطعة امتازت بالعلم وبالقرآن، وتميّزت كذلك بأنها بنيت من طرف رجال — رحمهم الله — حملوا رأيًا وقضية في فجر استقلال وطننا العزيز. وقد كان للمقاطعة على امتداد تاريخ البلد الحديث حضور سياسي واجتماعي معتبر. وقد اختُتمت بها زيارة جهوية ووطنية بامتياز، ركّزت على جملة من القضايا التي تهم المواطن أينما كان: التأكيد على أهمية المواطنة، ونبذ القبلية السلبية، وترسيخ دور الأمن والاستقرار في التنمية، وتعزيز الانضباط السياسي والإداري، ومحاربة الفساد بجميع أشكاله المالي والإداري والأخلاقي والمدني والاجتماعي.
غير أن الأخطر من ذلك كله هو العمل — بقصد أو بغير قصد — على تشرذم المشهدين السياسي والاجتماعي، وهو شكل آخر من أشكال الفساد لا يقل خطورة في بلد ما تزال نسبة الأمية فيه مرتفعة، كما يشير الإعلام في مناسبات كثيرة. فكل من يمهّد لاضطرابات لا يُعرف مداها، خصوصًا في محيط جغرافي قابل لاحتضان الفوضى، إنما يساهم في إضعاف جهود من يسعون لانتشال المنطقة من رواسب التخلف.
ونسأل الله التوفيق، وأن يكون نجاح هذه الزيارات مرهونًا بالحرص على تجنّب كل ما قد يربك الوضع المحلي للسكان أو يضاعف تعقيده، وذلك في جو من الوحدة وتقوية الجبهة الداخلية. ومن المنتظر — في ظل الاستعداد للحوار الوطني المرتقب — أن تعمّق هذه الزيارة ما تَمّ التأكيد عليه من جدوى الإصلاح، وفق ما تحدث عنه رئيس الجمهورية.
وفي الاخير اتوجه بالتهنئة لسكان جكني عموما علي التعبئة و الانضباط طيلة فترة التحضير لهذه الزيارة المباركة
والله ولي التوفيق،
إدوم عبدي أجيد
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال