Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

الدكتور.. محمد اسحاق الكنتي يكتب : القبيلة والدولة ..


مثل خطاب فخامة الرئيس في انبيكت لحواش، إعادة توجيه للبوصلة الإجتماعية في اتجاه تعزيز الانتماء إلى الوطن، وإدارة الظهر للإنتماءات الضيقة من قبيلة، وإثنية، وشريحة. يأتي هذا الخطاب قبل استحقاق وطني لا يستثني أحدا، ويتناول كاقة الموضوعات ذات البعد الوطني؛ الحوار السياسي المرتقب. إن الخروج من الانتماءات الضيقة، التي يولد الانسان في حضنها، يتطلب تدابير تبدأ من الروضة التي تربي النشء على الانتماء إلى فضاء أوسع من ذلك الذي ولد فيه. تقوم تلك التربية على غرس قيم الوطنية في نفوس الأطفال؛ الأناشيد الوطنية، احترام العلم الوطني، رسم خريطة الوطن، معرفة التقسيم الإداري للوطن… حتى إذا انتقل الصبي إلى المدرسة الجمهورية تعززت لديه هذه القيم عبر التعرف على “التاريخ الوطني الرسمي”. لقد أطلق الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني “مشروع مواطنة”، إلى جانب المشاريع التي أطلقها، بل لعله أهم منها جميعا. ومثلما تحتاج المشاريع التنموية إلى وضع خطط، وتحديد آجال، وتخصيص تمويلات… يحتاج “مشروع المواطنة” إلى تدابير حازمة في مواجهة الانتماءات الضيقة، إلى خطاب أيديولوجي وطني مقنع، إلى مدرسة جمهورية تشكل سلما آمنا للرقي الإجتماعي، إلى فرض خدمة العلم على جميع الشباب الموريتاني في سن الثامنة عشرة، إلى إقامة حد فاصل بين الدولة والنظام السياسي؛ فالدولة باقية، والنظم تتغير… لقد وضع حجر الأساس ل”مشروع المواطنة” في انبيكت لحواش في أقصى الشرق الموريتاني، إذانا بالقطيعة مع الاجتماعات القبلية، والتحريض العنصري، البذاءات الشرائحية…