
إنّ الاحتفاء برئيس الجمهورية خلال زياراته الميدانية، سواءا كانت زيارات عمل أو تفقد، هو تعبير عن تلاحم وطني يزداد أثره الإجابي على تقوية الجبهة الداخلية، رغم ما قد يرافق هذه الزيارات من “تكاليف”، سيما كلما بعدت من العاصمة نواكشوط ، لكنها تظل ذات بعد رمزي كبير، إذ تجسد القرب بين القيادة والمواطنين. غير أن غياب هذا البعد أو تفسيره على غير وجهه، خاصة إذا لم تكن النفوس على طبيعتها، قد يُفهم بشكل سلبي لا يخدم الساكنة ولا يخدم النظام نفسه.
لذلك، من الأجدر بالجميع الانصهار تحت راية واحدة، والابتعاد عن الاصطفاف في خنادق الانقسام التي هي أشد ضررًا على الجميع.
أمّا لمن يرون أن الرئيس ليس في حملة انتخابية، فينبغي أن يُتذكَّروا بأن أي منتخب، طالما أنه جاء بناءًا على برنامج انتخابي، فهذا يعني أنه في تواصل دائم مع ناخبيه، و يسعى إلى تجسيد وعوده على أرض الواقع، خصوصًا إذا كان البرنامج طموحًا في بيئة ما تزال تعاني من ضعف الانضباط، حتى في جانبها الإعلامي.
وخلاصة القول: إن التظاهر بالاحتفاء والفرح بمقدم الرئيس يمنح المواطنين طمأنينة وثقة أكبر مما يمنحهم التجاهل أو الفتور، لا سيما في هذا الوقت الذي تتلاحق فيه الأزمات على معظم دول العالم.
لقد حضرت قبل عام زيارة لوزيرين إلى الحدود الشرقية مع دولة مالي، وكان لتلك الزيارة أثر بالغ في طمأنة المواطنين وشعورهم باهتمام الدولة، فكيف إذا كانت الزيارة من رئيس الجمهورية نفسه، وفي ظرفية دقيقة كهذه، لمناطق تضم نصف مليون نسمة وربع مليون لاجئ؟
ستكون لفتة وطنية كبيرة، خاصة إذا علمنا أن هذه المناطق تمثل ثلث الثروة الحيوانية للبلد، و ركيزة أساسية لاقتصاده الوطني.
وهذا، في الحقيقة، هو الدور المنوط بمن منح مسؤولية تدبير شؤون بلد يعاني من الفقر و الهشاشة، و يحتاج إلى حضور دائم وفعلي من قيادته.

و الله ولي التوفيق
إدوم عبدي اجيد
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال