مما أثار انتباهي اليوم، وأنا أشاهد وأتصفح المواقع العالمية، هو الاهتمام الكبير الذي حظي به استقبال الرئيس الأميركي دونالد ترمب لخمسة رؤساء أفارقة في البيت الأبيض.
هذا الحدث، الذي لفت أنظار وسائل الإعلام العالمية، لم يكن مجرّد لقاء دبلوماسي عادي، بل تردد صداه واسعًا عبر القنوات والمنصات الدولية، ما يعكس أهميته الاستراتيجية وحجم التحديات التي تحيط بالعلاقات بين إفريقيا والولايات المتحدة في ظل الصراعات الجيوسياسية المتصاعدة.
تغطية وسائل الإعلام العالمية – من واشنطن إلى باريس، ومن بكين إلى نيروبي – لم تركز فقط على وجوه القادة الحاضرين، بل ركزت على الرسائل الضمنية لهذا اللقاء، وعلى الرسائل التي يرسلها ترمب للعالم من خلال اختيار هذه الدول الخمس بالتحديد.
إن هذا الاهتمام الإعلامي يكشف حجم التحول في النهج الأميركي تجاه القارة، وتزايد الحاجة إلى فهم هذه الديناميكية الجديدة التي قد تعيد رسم خريطة النفوذ في إفريقيا.
هذه الدعوة، التي جاءت في توقيت دقيق، ليست مجرد لفتة دبلوماسية، بل تعبّر عن مسعى أميركي واضح لإعادة تشكيل العلاقة مع إفريقيا من خلال مقاربة جديدة تعتمد الانتقائية البراغماتية بدل الشمول المؤسسي.
فالدول الخمس المختارة – موريتانيا، السنغال، الغابون، غينيا بيساو، وليبيريا – ليست دولًا ذات وزن سكاني كبير، ولا تشكل تكتلًا سياسيًا أو أمنيًا، لكن يجمعها عنصران أساسيان: الاستقرار النسبي ووفرة الموارد الاستراتيجية.
إنها دول قابلة للتفاهم، غير منخرطة في محاور معادية، وتملك ما يكفي من الثروات والموقع الجغرافي لتكون ذات أهمية في صراع النفوذ الدولي.
المرابع ميديا – al-maraabimedias موقع "المرابع ميديا" التابع لوكالة المرابع ميديا للإعلام والإتصال