





أفتتح المدير العام للشركة الوطنية للتنمية الريفية (صونادير)، السيد حماده ديدي ولد ، صباح اليوم بمدينة روصو، لقاء تشاوريا مع المنتجين الزراعيين، تمحور حول سبل إنشاء روابط متخصصة في تسيير مياه الري، وتفعيل دور المزارعين في صيانة المحاور المائية الحيوية.
وأكد المدير العام لصونادير خلال اللقاء أن هذه المبادرة تندرج في إطار تنفيذ التوجيهات السامية لفخامة رئيس الجمهورية، الرامية إلى ترسيخ الحكامة الرشيدة في تسيير الموارد الطبيعية، وخصوصًا المياه، التي وصفها بأنها “ثروة وطنية يتعين الحفاظ عليها وتسييرها بعقلانية وشراكة فاعلة بين الدولة والمنتجين، في إطار من الحكامة المستدامة وعقلنة تسيير الموارد الطبيعية”.
وأبرز أهمية المقاربة الجديدة المعتمدة من طرف الشركة في مجال تسيير مياه الري والقائمة على إشراك المزارعين كمستخدمين مباشرين للمورد، بما يعزز من نجاعة التسيير، ويضمن استمرارية أعمال الصيانة، التي ظلت لعقود مرهونة بالوسائل الحكومية فقط، وأكد أن ولاية الترارزة تحتضن 14 محورًا مائيًا رئيسيًا، تمثل ركيزة أساسية للنشاط الزراعي، ما يستدعي مضاعفة الجهود لصيانتها وتسييرها بفعالية.
وأوضح المدير العام أن استراتيجية صونادير ترتكز على خطة مزدوجة الأبعاد: قصيرة ومتوسطة المدى، تهدف إلى تحويل المحاور المائية إلى نظم مستدامة وقابلة للصيانة الذاتية.
فعلى المدى المتوسط، يضيف المدير العام تشمل الخطة:
- إنشاء 117 كيلومترًا من المحاور المائية، من خلال عمليات تعميق وتعزيز البنية التحتية، حال الانتهاء من الدراسات الفنية الضرورية.
- تطوير آليات مبتكرة لمكافحة الأعشاب الضارة، التي تشكل خطرًا متناميًا على سلاسة تدفق المياه، من خلال تعميق التعاون مع مراكز البحوث الإقليمية والدولية.
- إنشاء أنظمة مراقبة واستشعار ذكية على مستوى المحاور، تتيح جمع وتحليل البيانات في الزمن الحقيقي، مما يعزز من اتخاذ القرارات الميدانية ويقلص من الهدر والاختلالات.
أما على المدى القريب، فتشمل التدخلات بحسب المدير العام: - إنشاء روابط لمستخدمي مياه الري على مستوى كل محور، لتكون حلقة وصل بين الإدارة والمزارعين، ومؤسسة لمقاربات التسيير اللامركزي.
- تعزيز وسائل الصيانة الدورية من خلال اقتناء آليات ومعدات خفيفة وثقيلة، تضمن التدخل السريع في حالات الأعطال أو تراكم الطمي.
- اعتماد تقنيات حديثة تساعد على عقلنة استخدام المياه، مثل الري الذكي، والتحكم الآلي في التدفق، مما ينعكس إيجابًا على مردودية المحاصيل وكفاءة استخدام الموارد.
وشدد المدير العام على أن التسيير المعقلن والصيانة الدورية ليسا ترفًا إداريًا، بل ضرورة ميدانية لضمان ديمومة المشاريع الزراعية، وتحقيق الأمن الغذائي الوطني، معتبرًا أن أي إخلال في صيانة المحاور المائية قد يؤدي إلى خسائر كبيرة، سواء على مستوى المحاصيل أو على مستوى البنية التحتية نفسها.
ومن جهتهم عبّر عدد من المنتجين الزراعيين عن ارتياحهم لهذه الخطوة، التي وصفوها بالمهمة، مؤكدين استعدادهم للانخراط الكامل في هذا النهج الجديد، والمساهمة في صيانة المحاور المائية، وتأسيس روابط قوية تسهم في ترشيد المياه وتحقيق التنمية الزراعية المستدامة في منطقة الضفة.
جرى حفل إطلاق الورشة أيضا تحت إشراف والي ولاية الترارزة، السيد أحمدنا ولد سيدي أب، الذي شاد والي الترارزة بأهمية اللقاء، مؤكدًا أن الولاية باعتبارها سلة غذاء وطنية، تحتاج إلى جهود مضاعفة في مجال تسيير المياه.