Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

حصري” للمرابع ميديا” : موريتانيا تستعد لتسليم الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي .. حصيلة عام من قيادة موريتانيا للقارة نحو تحقيق المكتسبات ورفع التحديات

موريتانيا تستعد لتسليم الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي

• حصيلة عام من قيادة موريتانيا للقارة نحو تحقيق المكتسبات ورفع التحديات

• وضع خارطة طريق واضحة المعالم حدد فيها الرئيس الأولويات الأساسية للقارة

• إنجاز جديد للرئيس محمد ولد الغزواني وللدبلوماسية الرئاسية الموريتانية

بدأ وفد موريتاني التحضير لتسليم الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي المقرر 15 من فبراير الجاري، بعد عام من قيادة الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني للاتحاد الإفريقي، شهد جولات مكوكية نحو أكثر من بلد ضمن مسؤوليات الرئيس الدوري للاتحاد لخدمة المنظمة وخدمة لشعوبها.
وفي هذا الإطار غادر وزير الخارجية محمد سالم ولد مرزوك نواكشوط مساء الأحد متوجها إلى أديس أبابا، للتحضير لفعاليات تسليم الرئاسة الدورية للاتحاد الإفريقي.
ويضم الوفد الموريتاني سفير موريتانيا في أديس أبابا ومندوبتها لدى الاتحاد الإفريقي خديجة امبارك فال، والمكلف بمهمة بديوان وزير الخارجية محمد أحمد تتا.
كما يضم الوفد أيضا السفير مدير الاتحاد الإفريقي والمنظمات الإقليمية الإفريقية بالمديرية العامة للتعاون متعدد الأطراف جاكيتي مصطفى، ومدير الاتصال بوزارة الخارجية أحمد ولد الدوة، ومدير التشريفات محمد ولد باب اعلي محمود.
وفي إطار هذه حصيلة أوضح المستشار برئاسة الجمهورية، السيد محمدو ولد امحيميد، أن موريتانيا تمكنت خلال رئاستها للاتحاد الافريقي من وضع خارطة طريق واضحة المعالم حدد فيها رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الأولويات الأساسية للقارة، مشيرا إلى أن الأفارقة انتخبوا رئيس الجمهورية، رئيسا للاتحاد الأفريقي في ظرف متميز يتسم بكثير من التحديات الجيوسياسية والاقتصادية والبيئية.
وأشاد المستشار في مقابلة مع الوكالة الموريتانية للأنباء بجو الاجماع الكبير الذي حظي به رئيس الجمهورية في رئاسته للاتحاد الافريقي، مما يدل على المصداقية الكبيرة والثقة التي يتمتع بها لدى نظرائه الأفارقة الذين أوكلوا إليه هذه المهمة الجسيمة مطمئنين ومؤمنين بقدرته على رفع التحديات التي تواجه القارة.
وقال إن فخامة رئيس الجمهورية وبفعل ما يتمتع به من ميزات القيادة التي مكنته من إدارة الشأن الوطني بكل جدارة في جو من الانسجام والانفتاح، وقدرته على بناء علاقات ثقة وطيدة مع شركاء القارة، كلها عوامل ساعدت في إنجاز مهمته خلال رئاسته للاتحاد الافريقي.
وأضاف أن الرؤية المستنيرة لرئيس الجمهورية جعلت موريتانيا تتمتع بمكانة محورية في الساحة الدولية من خلال ديبلوماسيتها النشطة، ومن خلال المقاربة التي تم اعتمادها والتي زاوجت بين المحور الأمني والتنموي ما جعل بلادنا دولة مستقرة في محيط يتميز بعدم الاستقرار.
واستعرض الظروف والسياق العام الذي آلت فيه رئاسة الاتحاد الإفريقي لموريتانيا، والإنجازات المشهودة التي قام بها فخامة رئيس الجمهورية، في هذا الإطار، سواء تعلق ذلك بالإصلاح المؤسسي على مستوى الاتحاد الافريقي، أو تعلق بالمناصرة الكبيرة على المستوى الدولي في إطار طلب مشروع عند القارة بضرورة إصلاح الحكامة الدولية.
وأشار إلى الجهود الكبيرة التي قام بها رئيس الجمهورية في مختلف المحافل الدولية لرفع التحديات التي تواجهها القارة الإفريقية، مشيرا إلى أن من أبرز هذه التحديات غياب التمثيل الشرعي للقارة الأفريقية في دوائر صنع القرار الدولي، وضعف نفاذ دولها لمصادر التمويل، إضافة إلى مشكل المديونية التي تؤثر على جهود التنمية فيها.
واستعرض بالتفصيل المؤتمرات الدولية التي شارك فيها رئيس الجمهورية والتي اسمع فيها صوة إفريقيا ومطالبها المشروعة، مبرزا الإنجازات التي تحققت للقارة خلال رئاسة سيادته للاتحاد الافريقي والتي كانت إنجازات ملموسة ومحل إشادة وتقدير.

قوة في الدور وعودة المكانة

ومن جانبه يعتبر الدكتور اباب ولد بينوك، البرلماني السابق أنه رئاسة موريتانيا للقارة جاءت في سياق إجماع قاري كإنجاز جديد للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني وللدبلوماسية الرئاسية الموريتانية وتتويجا لجهوده الكبيرة في إطار إعادة صياغة العلاقات الموريتانية – الإفريقية، واستعادة الدور والمكانة الموريتانية بإفريقيا، رغم صعوبة الرهان واتساع مساحات القلاقل والاضطرابات الأمنية والسياسية على عموم مساحة القارة.
وأضاف في مقال له أن هذا الاختيار عززه الموقف الحيادي لموريتانيا والنظرة العامة لدى القادة الأفارقة للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني كقائد عملي ومتوازن، معروف بحسه القيادي، واعتداله ودبلوماسيته، واهتمامه بالقضايا الكبرى.
وجاء في المقال:
“إذا كانت رئاسة موريتانيا للاتحاد الإفريقي مثلت بحق فرصة فريدة لإظهار قدرتها على التأثير في القرارات الحاسمة لمستقبل القارة، فإنها في المقابل لم تسلم من انتقادات حتى قبل نهايتها فبدا أن هناك دولا لا يراد لها أن تكون مؤثرة مهما كانت جهودها فكانت حملة التشويه ابتداء بموضوع محاربة الرق ومخلفاته ثم امتدت إلى دور البلاد في مكافحة الإرهاب في منطقة الساحل بأساليب مكشوفة الأغراض والأهداف لإفشال مهمة الرئاسة الموريتانية بعدما حققته من مكاسب غير مسبوقة للقارة.
لم تكن الطريق وردية أمام الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني لرئاسة للاتحاد الإفريقي بل كانت وضعية القارة صعبة، فقد انقسمت المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس) بعد إعلان انسحاب ثلاثة أنظمة عسكرية – النيجر ومالي وبوركينا فاسو – من هيئاتها. وفي منطقة البحيرات العظمى، تهدد الحرب في الكونغو بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية استقرار المنطقة، بينما تستمر الحرب الأهلية في السودان في تقويض البلاد التي ضعفت بالفعل بسبب عشرين عامًا من الصراعات الداخلية. وتزيد قضايا أخرى، مثل التوترات حول الوصول إلى البحر الأحمر بين إثيوبيا والصومال ويزيد الوضع الهش في ليبيا من تعقيد المشهد الجيوسياسي.
في هذا السياق، لعبت موريتانيا دورا براغماتياً فعالا مكنها من جمع الأطراف المتعارضة حول طاولة المفاوضات.
بدأ الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني العمل على قضايا حساسة بشكل خاص، تميزت بخلافات عميقة بين بعض الدول الأعضاء والتي فضل العديد من نظرائه تجنبها. من بين هذه القضايا، المسألة الشائكة المتعلقة بانتخاب القيادة العليا للمفوضية، التي كانت معلقة منذ عام 2018 ومصدرًا للعرقلة داخل المؤسسة، قد تم حلها أخيرًا. كما أنه قام بحل قضية معقدة وحاسمة أخرى: تتمثل في تدقيق الكفاءات وتقييم المؤهلات (SACA)، التي ظلت محل خلاف منذ سنوات.
لقد أظهر الرئيس شجاعة ملموسة من خلال التصدي لأكثر النزاعات حساسية في القارة، مثل الأزمة بين رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية، والحرب الأهلية في ليبيا، والنزاع حول موارد النيل.
فمنذ بداية ولايته، استقبل ممثلين من كيغالي وكينشاسا وبدأ بحوار في ليبيا، وقد تمكن، خلال زيارة حديثة إلى طرابلس، من دفع المفاوضات نحو ميثاق للمصالحة الوطنية، مما عزز من آفاق الاستقرار. وقد تمت جميع هذه الجهود في احترام صارم لقواعد العمل الدبلوماسي في الاتحاد الأفريقي، لا سيما في إطار عملية لواندا، وIGAD، واللجنة العليا المخصصة لليبيا.”
على الساحة الدولية، دعا الرئيس محمد ولد الغزواني بقوة لصالح مصالح القارة الأفريقية، دوليا نجح الرئيس في حمل صوت إفريقيا خلال المنتديات الدولية. متناولاً قضايا حاسمة مثل مسألة الدين، وإصلاح المؤسسات المالية الدولية، وتغير المناخ، وحق إفريقيا في مقعد دائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة.

وخلال قمة البريكس في أكتوبر 2024 في قازان، دعت نواكشوط إلى آليات لتمويل البنية التحتية الأفريقية، وهي خطوة نالت إشادة من عدة دول.
في نوفمبر خلال القمة العربية الإسلامية في الرياض، دعا الرئيس إلى استجابة جماعية لمواجهة الأزمات الإقليمية، مما يدل على طموح إفريقيا للعب دور أكثر تأثيراً في المفاوضات الدولية الكبرى. وشهدت ولايته انضمام الاتحاد الإفريقي إلى مجموعة العشرين.
خلال سنة رئاسته لم يفوت الرئيس أي موعد كبير حيث يمكنه أن يسمع صوت القارة: قمة مجموعة السبع، قمة كوريا – إفريقيا، منتدى التعاون الصيني الإفريقي (فوكاك)، الجمعية العامة للأمم المتحدة، قمة المستقبل، بريكس +، مؤتمر المناخ، وغيره.
وكخلاصة، لقد سمحت الرئاسة الموريتانية للاتحاد الإفريقي بتجاوز العديد من العقبات التي كانت تعيق سير عمل المؤسسة بشكل جيد.
وقد واجهت صراعات داخلية بعزيمة ورفعت صوت إفريقيا عالياً على الساحة الدولية، من خلال التأكيد على القضايا الرئيسية مثل إصلاح الحوكمة العالمية.

عموما، وبكل المقاييس فإن الحصيلة السنوية لرئاسة الاتحاد الإفريقي للرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني ستدرج بالفعل في تاريخ المنظمة، رغم كل ما قيل ويقال”.

حصري للمرابع ميديا_