
اكتويت بنار الظلم مرات ضمن مسيرتي في مهنة المتاعب والمظالم هذه، فتم فصلي تعسفيا من منصبي على رأس مصلحة البرامج اكبر المصالح بالاذاعة حينئذ 2010 ،إثر قضية رأي مهنية بحتة معروفة ،حضر فيها تعاطف مستمعي الكرام والشارع ،وأقلام الزملاء من الصحافة المستقلة مشكورين ، ومساعي خجولة لكنها مقدرة من طرف نقابة الصحفيين الموريتانيين ،التي أشغل فيها آنئذ منصب عضو المكتب التأسيسي المكلف بالعلاقات الخارجية ،وغاب تضامن جميع زملائي أعزتي في المؤسسات الإعلامية الرسمية حتى ذوي القربى منهم -رغم ما أتمتع به من قبول وأحظى به من محبة بين زملائي جميعا وبدون استثناء -معذورين طبعا،فنحن موظفون عموميون ،الطبيعي أن نتقيد بواجب التحفظ الوظيفي ،فلا نتحمس كثيرا للمتاح من حرية التعبير ،فهناك حدود معينة ينبغي للصحفي الموظف أن يعرفها ويقف عندها،ورحم الله من عرف قدره وجلس دونه احتياطا، وهذا مالم أدركه إلا متأخرة،فقد غلب حب المهنة وروح الجدية واندفاع الشباب التعقلَ والحيطة ، ثم تم إبعادي قسرا مديرة للإذاعة الجهوية بلعيون(عقوبة مغلفة بالتعيين)لتتم تنحيتي قسرا ،بعد ثلاث سنوات من العمل المهني الذي ترك بصمة باقية ،على خلفية موقف سياسي معين ،ثم في فترة لاحقة وفي ظروف مشابهة معروفة تمت ترقيتي لمنصب مستشار المدير العام لأفصل في أقل من سنة ،فلم تنطح عنز نعجة ،وكأن شيئا لم يكن،والزملاء محقون ومعذورون أيضا ،فقد يكون الأمر بالنسبة لهم قرارا مؤسسيا وإجراء عاديا ،لضد صحفية نقابية مشاكسة للإدارة فيه السلطة التقديرية ،حتى أنهم يواصلون عادة الصمت مقابل العافية هذه إلى الآن ومعذورين ،إذ لا أزال مفصولة تعسفيا من منصبي منذ 2015 حتى اعتاد الأعزة على وضعيتي هذه ، وربما دخلت حيز نسيانهم،غير أنني أنصفهم فنحن مجرد موظفين لنا ما للموظف العمومي وعلينا ما عليه.
وهنا أود أن أسجل الملاحظات التالية:
1 أملي في الله كبير وثقتي فيه جل وعلا تامة،وأعول على ما أعرفه في المدير العام الحالي ومعالي الوزير من تقدير للعطاء والسير المهنية ،وانحياز لأصحاب الحقوق المعطلة،ويزيد ثقتي كون معالي الوزير مطلع على حيثيات مشكلتي وعايشها ويتفهمها جدا ،وهو للأمانة من المتضامنين الذين أحفظ لهم ذلك وأقدره ( تمت مؤخراً تسوية وضعيات مشابهة)وأتطلع إلى لفتة منصفة في هذا المجال.
2 من تجربتي المرة هذه أكبر ما يجعل الصحفي من الإعلام الرسمي يتضرر في مساره المهني أن تختلط عليه مهمة التنوير والتوجيه والتثقيف التي هي واجبه والمطالب النقابيّة ،فرفعه سقفها كثيرا ليس من تخصصه،والعافية أحبّ إلينا يا رسول الله.
3 نصيحة من مظلومة ذاقت الأمرين:
لا تراهن على التعاطف فسرعان ما ينقشع غباره وتبقى وحمل مشاكلك .
4 إن من التضامن لدين يطوق عنقك ما حييت،لكن لا تطلبه ممن يضر بموقعه “والل حد ما أتسالولو “
متأكدة من أن قضيتي قضية كل الإعلاميين الرسميين والمستقلين،وأن حلها يفرح قلوبهم جميعا ،فما فتئوا يتصلون سائلين في شغف ،داعين الله بالفرج ،وبتكليف المسؤول الذي يقيضه الله لأن يكون له شرف حلها.