بلاد الأباة الهداة الكرام و حصن الكتاب الذي لا يضام
موريتانيا ربوع صحراوية متسعة تستعر برمضاء حارقة و وهج علمي لافح إتقدت شرارته من غرب إفريقيا ليصل شعاعه المشرق الإسلامي ، حينئذ لم يكن للترسانة الفرنسية المتوسعة بفعل الثورة الصناعية و إزدحام السوق الأوروبية – أطماع إستراتيجية بالغة الأهمية في إلتهام الأراضي الموريتانية الممتدة والواصلة بين غرب إفريقيا و شمالها.
إلا أن حرص الفرنسيين على الربط بين مستعمراتهم كان دافعا لهم للدخول إلى البلد الصحراوي الوديع المستلقي على ضفاف المحيط و الغارق في تاريخه العربي و إرثه الإسلامي في غفوة من صراعات العالم و سباقه الحثيث نحو الهيمنة و التمدد لتبدأ مرحلة جديدة عرفت بالإستعمار الفرنسي لموريتانيا ، كان المجتمع الموريتاني مختلفا عن غيره حيث يتناثر ساكنو ربوعه في مناطق شاسعة متباينة التباعد لم يدرك مفهوم الدولة و لا تستهويه تلك الحالة المدنية التي تجعل المستعمر أكثر تغلغلا و تمكنا ، و على غرار الشعوب صاحبة الأرض و المتجذرة في مناطقها قاوم الموريتانيون الإستعمار بكل المتاح لديهم من جهد و أسلحة على بساطتها سطرت صفحات خالدة في تاريخ المقاومة و الجهاد ، بدأت القبضة الأوروبية ترتخي شيئا فشيئا بفعل الصراعات الأوروبية التي أسدلت الحرب العالمية الثانية عليها الستار ليفرض ذلك على الدول الإستعمارية القيام بإصلاحات و تغييرات جعلت المستعمرات تتسرب واحدة تلو الأخرى مستنشقة هواء الحرية و الإنعتاق، و من بين تلك المستعمرات موريتانيا التي أصبحت في الثامن و العشرين من نوفمبر عام 1960 الجمهورية الإسلامية الموريتانية كدولة مستقلة بعد نصف قرن من التواجد الفرنسي لتنطلق مرحلة جديدة يكون فيها أصحاب الأرض أسياد أنفسهم و أصحاب المصير الذي يكتب لبلادهم و هم كذلك أهل الجني و المكسب
ذكرى طيبة و كل عام و بلادنا بخير و في أمن و أمان