حصري( للمرابع ميديا )
موسم خريف موريتانيا 2024
★بين نعمة الأمطار ونقمة الخسائر المادية والبشرية
★خسائر مسجلة وتدخلات لإغاثة المتضررين وفك العزلة
★”المرابع” ترصد حصيلة الاحصائيات الرسمية للخسائر المرتبطة بهذا الموسم
مع دخول كل موسم خريف يستبشر الموريتانيون بحلول الموسم الذي تعلق عليه الآمال والانتظارات، ويبعث البهجة والسرور في النفوس لما له من فوائد مرتبطة بانتعاش الحياة في المناطق الريفية التي ترتبط بالزراعة وتنمية الماشية فضلا عن المناخ والمناظر الخلابة الآسرة التي تغري سكان المدن الكبيرة بالخلود إلى الراحة والاستجمام بين المروج الخضراء في رحلات سياحة داخلية سنوية تزيد مدتها أحيانا على الشهرين، مما ينتج عنه من انعكاسات تنموية واقتصادية كبيرة.
الفوائد والمزايا المتعددة لموسم الخريف كل عام بات يعكر صفوها فاتورة الخسائر التي تأتي نتيجة حوادث وكوراث طبيعية مرتبطة بالامطار الخريفية سواء كانت ناتجة عن سيول وفيضانات أو عواصف عاتية مرافقة عادة للأمطار أو ناتجة عن الصواعق الرعدية، وكل ذلك للاسف عوامل تسبب خسائر في الأرواح والممتلكات وتؤدي إلى هدم البنى التحتية من طرق وجسور وغيرها مما يتسبب أيضا في عزل المناطق والقرى عن محيطها.
حصيلة ثقيلة
ورغم أن لم يمض سوى شهر واحد على بدء موسم الخريف فإن الحصيلة الرسمية التي تم الاعلان عنها للخسائر تبدو ثقيلة جدا بالمقارنة مع السنوات السابقة، خصوصا حصيلة الخساىر في الأرواح التي بلغت إثنى عشر شخصا بينهم اربع اشخاص دفعة واحدة في مدينة النعمة وحدها.
وهكذا ارتفعت حصيلة ضحايا الحوادث المرتبطة بالأمطار والسيول خلال موسم الأمطار الحالي في موريتانيا، إلى 12 وفاة، وذلك في الفترة من الـ 18 يوليو الماضي وأمس السبت (24 أغسطس)، وفق معطيات وزارة الداخلية.
وتوزع الضحايا على أربع ولايات موريتانيا، وتوفي أغلبهم غرقا، والبقية جراء صواعق رعدية.
وسجلت خمس من حالات الوفيات المرتبطة بالأمطار في ولاية الحوض الشرقي، لتكون صاحبة الحصيلة الأعلى بين بقية الولايات.
كانت البداية في الثامن عشر من يوليو، حين توفي شخص وأصيب آخر جراء تعرضهما لصاعقة رعدية في قرية أدخينة بمقاطعة تمبدغه.
وفي الـ 19 أغسطس؛ توفي شخص غرقا في منطقة واد بعش، بمقاطعة أوجفت.
وتوفي ثلاثة أشخاص غرقا يوم الأحد (24 أغسطس) في مدينة النعمه، وأكدت اللجنة أن عمليات البحث تتواصل في المدينة للعثور على طفل فُقد جراء السيول.
ضحايا في ولايات أخرى..
وفي ولاية لعصابه سجلت لجنة الطوارئ وفاة فردين من عائلة واحدة جراء سقوط صاعقة على منزلهما الواقع في بلدية بلا جميل بمقاطعة كنكوصه، كما توفي شخص آخر غرقا أمس الأحد.
وفي غورغول؛ توفي شخصان في حادث غرق في بلدية أكيليم ببلدية مونكل.
وعلى مستوى ولاية تكانت؛ توفي شخص غرقا في بلدية النيملان التابعة لعاصمة الولاية، وتوفي آخر في منطقة “لمسيله” بمقاطعة المجرية.
نزيف متواصل
وفضلا عن هذه الحصيلة الاجمالية المسجلة طيلة شهر استمر نزيف الخسائر شبه اليومية طبقا للنشرة الرسمية الطواري.
وفي هذا الإطار تواصل السلطات على مستوى ولاية الحوض الشرقي عمليات البحث عن طفل فُقد جراء السيول التي شهدتها مدينة النعمه، والتي بلغت 89 ملمترا، وكانت مصحوبة بعواصف رعدية “قوية”.
وشاركت فرق من المنطقة العسكرية الخامسة ومندوبية الأمن المدني وتسيير الأزمات في عمليات البحث عن الطفل، وفق ما أكده الوالي المساعد لولاية الحوض الشرقي عبد الرحمن أحمد داده.
وتسببت السيول في وفاة ثلاثة أشخاص في ولاية الحوض الشرقي، وتؤكد مصادر رسمية أن اثنين من الضحايا توفيا عندما جرفت السيول سيارة كانا على متنها، في بطحاء النعمه، فيما توفيت سيدة في حادث منفصل.
كما سجلت اللجنة التابعة لوزارة الداخلية في نشرتها ليوم السبت (24 أغسطس) خسائر مادية متفاوتة في مناطق متفرقة من موريتانيا.
وأضافت اللجنة أن شخصا أخر توفي غرقا في مدينة كنكوصه التابعة لولاية لعصابه.
خسائر مادية متفاوتة..
وقطعت السيول طريق “الأمل” عند الكيلومتر 12 بتجاه تمبدغه، وعند الكيلومتر 5 جنوب النعمه، باتجاه باسكنو.
كما تضررت عدة منازل في اعوينات الرجاط التابعة لبلدية المبروك التابعة لولاية الحوض الشرقي.
وعلى مستوى الحوض الغربي؛ سجلت اللجنة تضرر بعض الأعرشة وفقدان قطيع من الأغنام، في بلدية أم لحياظ التابعة لمقاطعة لعيون، وانقطاع خدمة المياه عن قرية أكوديت بمقاطعة أطويل جراء تضرر الشبكة.
وفي لعصابه؛ تعطل المولد الكهرباء في مدينة كنكوصه بسبب سقوط عدد من الأعمدة الكهربائية.
وفي كيديماغا؛ تسببت السيول في سقوط أجزاء أخرى من الجسر الذي يربط مقاطعتي ومبو وسيلبابي، عند قرية جيكي، إضافة لتضرر عدة مساكن جراء العواصف في قرية ولد الرامي.
و توفي طفل غرقا بمقاطعة امبود بولاية كوركل، فما سجلت خسائر مادية في مناطق متفرقة من البلاد، وذلك في ثلاث ولايات.
ووفق نشرة الطوارئ الصادرة عن وزارة الداخلية واللامركزية، فقد سجلت خسائر مادية متفاوتة في مناطق مختلفة من البلاد، وذلك في ولايات الحوض الحوض الشرقي، وكوركل، وكيدي ماغا.
وأكدت الوزارة أن السلطات الإدارية والجهات العسكرية والأمنية والحماية المدنية تواصل جهودها في مدينة النعمة للبحث عن الطفل الذي فقد جراء السيول.
وذكرت الوزارة تضرر بعض الفصول المدرسية في قرية اكوينيت، وعدد من المنازل بقرية ام العكريش، بالإضافة إلى مدرسة القرية وسدها بولاية الحوض الشرقي.
وفي مقاطعة مقامة أكدت الوزارة تضرر بعض المنازل، كما تضررت قرية جيبابه وعدد من القرى في البلدية في ولاية كوركل.
وبينت الوزارة تضرر المحور الطرقي الرابط بين كوب أهل اليماني وفم لكليته بمقاطعة امبود بولاية كوركل، كما غمرت مياه الأمطار أغلب مساكن حي البيطرة، وحاصرت المدرسة رقم 1، والحالة المدنية والمحكمة ومسجد امبود القديم ومسجد حي البيطرة.
وأكدت الوزارة وقوع انجرافات كبيرة في التربة ببلدية لعوينات وقرية النبيه بمقاطعة ولد ينجه بولاية كيدي ماغا مما أدى إلى تضرر بعض المنازل.
تضرر البنى التحتية
أدى تحطم الجسر الرئيس على الطريق الرئيس المؤدي إلى مركز لحرج الإداري التابع لمقاطعة ولد ينج في ولاية كيدي ماغا إلى عزلة المركز الإداري بشكل شبه كامل، ووقف الحركة بينه ومدينة كيفة عاصمة ولاية العصابة.
وأكدت مصادر محلية لوكالة تضرر السكان جراء تحطم الجسر بسبب السيول، مذكرين بأنه يشكل المعبر الوحيد الذي يستورد منه تجار بلدية لحرج بضائعهم ويتسوق منه السكان من أسواق مدينة كيفه والتي يبعد عنها نحو 80 كلم.
وأضاف السكان في اتصالاتهم بالأخبار أن السيول تحاصر السيارات القادمة من مدينة كيفه باتجاه لحرج، مردفين أن الوضع – على الطريق – أرغم المسافرين على المبيت البارحة على الضفة الأخرى من الجسر، في انتظار تراجع منسوب المياه، أو تدخل السلطات لإيجاد حل.
ولفتت المصادر المحلية إلى أن المخاوف من تحطم الجسر قائمة من بداية موسم الأمطار لهذا العام، وتم إبلاغ الجهات الرسمية بذلك لتفادي ما وصل إليه دون أي تدخل.
عمدة بوكادوم يجدد مطالبه للسلطات بمساعدة المتضررين من الأمطار
كما جدد عمدة بلدية بوكادوم بمقاطعة آمرج أبي ولد فضيلي، مطالبه للسلطات العليا بتقديم مساعدات للمتضررين من الأمطار بالبلدية.
ودعا العمدة في إيجاز صحفي، السلطات إلى فك العزلة عن قرية المبدوعة، التي تحاصرها السيول، رغم جهود الأهالي المتواصلة منذ الأحد الماضي، على حد تعبيره.
وقال العمدة، إن السيول خلفت أضرارا مادية متعبرة في القرية، مطالبا بمساعدة كل المتضررين من الأمطار في المبدوعة وجميع مناطق البلدية، على حد وصفه.
وكانت المنطقة عرفت أمطارا معتبرة نهاية الأسبوع الماضي، تسببت في سقوط بعض المساكن وتضرر عدد من السدود ببلدية بوكادوم.
مساعدات وتدخلات
في إطار مساعي التخفيف على المتضررين وزعت مفوضية الأمن الغذائي مساعدات غذائية على 458 أسرة متضررة من العواصف والأمطار بولايتي الحوض الغربي والعصابة.
وقالت المفوضية – في إيجاز صادر عنها – إن التوزيعات ناهزت 34 طنا من المواد الغذائية الأساسية شملت الأرز والسكر وزيت الطهي والمعجونات الغذائية.
وبينت المفوضية أن 321 أسرة من الأسر المستفيدة في بلديتي ادويرارة وتنحماد في مقاطعة العيون، و124 أسرة في مقاطعة اطويل بالحوض الغربي، إضافة لثلاثة عشر أسرة بقرية لكديم التابعة لبلدية لفطح بمقاطعة بومديد.
وأشرف على توزيع المساعدات أعضاء المصالح الجهوية لمفوضية الأمن الغذائي، بحضور المنتخبين المحليين والسلطات الإدارية وقادة الأجهزة الأمنية.
حصري للمرابع ميديا