تشكل النتائج الأخيرة التي حققتها زراعة الأزر في موريتانيا، تجليا واضحا لثورة زراعية كان مظاهرها تحقيق حلم طالما راود أبناء البلد عموما وهو ان تصل موريتانيا ذات يوم على اكتفائها الذاتي من محصول الأزر، خاصة وأنها تمتلك الفرص الواعدة لهذا الهدف من أراضي خصبة صالحة للزراعة المروية بتوفرها على تلك المساحات الشاسعة على ضفة نهر السنغال. وعلى اعتبار أن هذه المادة (الأرز) هي المحصول الأكثر استهلاكا في البلد من بين كافة أصناف الحبوب الأخرى.
ومع حصاد الحملة الزراعية الصيفية الأخيرة تبين أن موريتانيا هي بالفعل وضعت يدها على هذا الهدف بمحصول وفير كما ونوعا وبالجود المطلوبة.
ومع هدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي في مجال الأرز تم رسمه منذ عقود سابقة وتعاقبت على طموح تنفيذه أنظمة وحكومات عديدة، ساهم كل منها بخطوة إلى الأمام نحو الهدف إلا شرف الوصول إلى تحقق -أو هكذا- يبدو على يد القائمين على القطاع بفضل جهود وتدخلات مكثفة ومتعددة المجالات.
تدخلات طالت مضاعفة المساحات المستصلحة المزروعة، وكذلك مضاعفة الآليات المخصصة للبذر والحصاد والاستصلاح، وإدخال المكننة بشكل واسع للقطاع، ضف إلى ذلك مد شبكات للكهرباء نحو مناطق الانتاج وتنظيف وتعميق مجاري الري.
مساهمة رائدة ل”صونادير”
نظرا لكون البيئة والمنطق الخصبة لانتاج مادة الارز على المستوى الوطني تتركز بشكل أساسي في منطقة الضفة، تبرز لهذا السبب المساهمة الكبيرة للشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير” في تحقيق هذه النتائج الجيدة جدا في مجال الأزر وذلك انطلاقا من كون “صونادير” هي المؤسسة الوطنية التي اسندت إليها مهمة تأطير وتنفيذ سياسة الدولة في هذا المجال على مستوى مزراع الضفة وهو ما انعكس في النتائج الجيدة التي حققها القطاع وأشاد بها وزير الزراعة السيد أمم ولد بيبات خلال تفقده للمنطقة في الأسبوع الماضي، وكانت المناسبة التي أعلن خلالها الوزير أن البلاد باتت قاب قوسين من الاكتفاء الذاتي في مجال الأرز.
المساهمة الفاعلة ل”صونادير” في اتجاه تحقيق أهداف القطاع الزراعي عموما، والاكتفاء الذاتي من الأرز خصوصا، جاءت بفضل توجيهات رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بضرورة تفعيل مساهمة صونادير في مجال الزراعة وإعطاءها أدوار جديدة للنهوض بالقطاع ومنحها الامكانات والموار اللازمة لذلك، بل وإعادة هيكلتها إداريا وتنظيميا من أجل هذه المهمات الجديدة، بعد أن كانت الشركة في السنوات الماضية غير قادرة على المواكبة الفاعلة لجهود الدولة في المجال رغم أن مؤسسة وطنية أنشأت منذ السبعينات من أجل هذا الغرض
وفي إطار الحديث عن مساهمة “صونادير” في النهضة الزراعية الوطنية تحدث المدير العام لصونادير خلال مقابلة مع الإذاعة الوطنية عن الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة في المجال الزراعي من خلال تكلفيها لصونادير بمنطقة الضفة، مضيفا أن هذه الجهود أسفرت عن تحقيق الاكتفاء الذاتي في مادة الأرز كما وطدت الثقة بين العاملين في القطاع مشيرا إلى أن ذلك سيكون سببا في زيادة الإنتاج في السنوات القادمة .
وفي ذات السياق قال المدير العام لصونادير حماده ديدي أن مشروع اركيز الذي يقع على 3500 هكتار والذي أشرف على تدشينه صاحب الفخامة محمد ولد الشيخ الغزواني مكن من تشغيل 12000عامل كما استفادت منه 10000أسرة من سكان اركيز. مضيفا أن صونادير تواكب المزارعين من خلال استصلاح التربة وتوفير المياه والأسمدة والأدوات الزراعية والإرشاد والتوجيه.
حملة زراعية ناجحة :
وأدى معالي وزير الزراعة السيد أمم ولد بيباته الأسبوع قبل الماضي رفقة والي اترارزة السيد محمد ولد أحمد مولود ورئيس الاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين السيد محمد زين العابدين ولد الشيخ احمد، والمدير العام المساعد للشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير ” السيد يرب ولد المانه زيارة لمجموعة “إتقان” آفطوط الساحلي لزراعة الخضروات، التي تضم عشرات الشركات الخصوصية الزراعية، وتربطها شراكة مع “صونادير ” أثمرت زيادة كبيرة في عدد المساحات المزروعة من الخضروات .
وأدى معالي وزير الزراعة والوفد المرافق له زيارة لمزرعة “امبخ جك” قرب مدينة روصو، والتي تشرف “صونادير” على تأطير مزارعيها، وتضم هذه المزرعة 760 هكتارا ، وتراوح فيها معدل المردودية للهكتار الواحد من 6 طن إلى 7 طن.
وقال في تصريح للوكالة الموريتانية للأنباء، خلال زيارته لمشروع اركيز المروي، مساء اليوم الأربعاء، إن الإجراءات المبكرة التي قامت بها وزارة الزراعة مكنت من تحقيق مردودية إنتاجية معتبرة، حيث وصل معدل المردودية في الهكتار الواحد ما بين خمسة أطنان إلى سبعة خلال الحملة الصيفية التي أوشكت عمليات الحصاد فيها على النهاية في معظم المزارع.
وأشاد بالجهود الكبيرة التي بذلها المزارعون سواء في المزارع المروية الكبيرة أو القروية في إطار التعاونيات المؤطرة من طرف الشركة الوطنية للتنمية الريفية(صونادير) التي أسفرت عن زيادة ملموسة في المعدلات الإنتاجية سواء تعلق الأمر بالخضروات في الحملة الشتوية أو زراعة الأرز في الحملة الصيفية.
وأشار إلى أنه بفضل هذا المجهود لا تزال المنتوجات الزراعية من الخضروات تصل الأسواق الوطنية، وهو ما يؤكد إدراكهم أهمية الإقبال على الزراعة تجسيدا للرؤية المتبصرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، في مجال ضرورة النهوض بالزراعة وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء.
وبين أن مشروع أركيز المروي، الذي يضم 3500 هكتار، تم استغلال جزء هام منها في هذه الحملة الصيفية وأعطى نتائج مشجعة بفضل التدابير اللازمة التي قيم بها من طرف الدولة والاتحاد الوطني لأرباب العمل الموريتانيين والمستثمرين الخصوصيين، تمثلت من بين أمور أخرى، في توفير آليات الحصاد في الوقت المناسب حيث توجد في المشروع حاليا أكثر من مائة حاصدة، شاكرا بالمناسبة اتحاد ارباب العمل الموريتانيين لمواكبته العملية الزراعية من البداية وحتى النهاية، وحل مشاكل الحصاد إلى جانب جهود الدولة في مجال تنظيف المحاور المائية والاستجابة الفورية لطلبات المزارعين في الوقت المناسب.
وأوضح أن المكافحة المبكرة للطيور آكلات الحبوب، كان لها الفضل في تحقيق النتائج المتوخاة، حيث لا تزال هذه الحملة متواصلة لحد الساعة، مثمنا جهود قيادة الطيران العسكري، ودور الفرق البرية المتنقلة لمكافحة آفة الطيور لاقطات الحبوب التابعة لمديرية حماية النباتات.
وتحدث وزير الزراعة، عن الإجراء الهام الذي اتخذته الدولة لضمان ديمومة العملية الزراعية المتمثل في رفع التعرفة الجمركية عن المدخلات الزراعية بنسبة 3%، وزيادة الضرائب على المواد المستوردة تجسيدا للإرادة السياسية لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، للنهوض بالقطاع، مؤكدا وقوف الدولة الى جانب المزارعين.
وأضاف أنه سيتم التركيز على إقامة بنى تحتية لحفظ وتخزين وتعليب المنتوجات الزراعية من الخضروات خلال المأمورية الثانية لفخامة رئيس الجمهورية، لتعزيز المكاسب والمحافظة عليها خدمة لرفاه وسعادة المواطن الموريتاني، مردفا أن الدعم العمومي لقطاع الزراعة مهم ومشجع وسيتواصل ويتعزز خلال المأمورية المقبلة لفخامة رئيس الجمهورية.
كما شملت الزيارة مقاطعة اركيز ، حيث اطلع معالي الوزير والوفد المرافق له على سير الحملة الزراعية في مشروع 3500 هكتار الذي أشرف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني على تدشينه قبل أشهر .
وحققت الحملة الصيفية لزراعة الأرز على مستوى ولاية اترارزة نتائج فاقت التوقعات، حيث تراوح معدل المردودية في الهكتار الواحد من خمسة أطنان إلى سبعة .
وأوضح المدير الجهوي للشركة الوطنية للتنمية الريفية “صونادير” أن هذه النتائج غير المسبوقة جاءت نتيجة لجملة من التدخلات قامت بها “صونادير” مثل تنظيف المحاور المائية في الوقت المناسب، مأدى إلى انسياب مياه الري في جميع الروافد بطريقة مكنت المزارعين من ري مزارعهم بالشكل المطلوب، إضافة إلى فك العزلة عن مناطق الإنتاج، وتكثيف عمليات الإرشاد الزراعي، والتحسيس من أجل استخدام البذور المحسنة.
تنضاف إلى ذلك جملة من الجهود قامت بها وزارة الزراعة مثل المكافحة المبكرة ضد الآفات الزراعية، وكهربة مناطق الإنتاج، وإعفاء المعدات الزراعية من الرسوم الجمركية، وتوفير الأسمدة المدعومة للأرز ومجانيتها للخضروات .
ونبه السيد المدير الجهوي للشركة إلى أن زيادة الكبيرة الملاحظة في عدد المساحات المزروعة والذي بلغ 41 ألف تشرف الشركة على تأطير 20 ألف منها يعود بالأساس إلى استصلاح أزيد من 4000 هكتار جديدة من طرف صونادير في “اركيز” 3500 هكتار ، وامبخ جك” 760 هكتارا .
الزراعة المطرية
وفي مجال الزراعة المطرية والمحاصيل التقليدية كد معالي وزير الزراعة السيد أمم ولد بيباته أن الدعم المقدم من طرف قطاعه لفائدة المزارعين يراعي الأولويات المحددة من طرف اللجان الجهوية على مستوى الولايات، وأن قطاع الزراعة حظي بعديد التدخلات الهادفة إلى النهوض به وفقا للرؤية المتبصرة لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني.
وقال معالي الوزير في اجتماع عقده يوم السبت الماضي في مدينة كيفه مع المزارعين التقليديين، ضمن جولته التحسيسية حول أهمية الاقبال على الزراعة المطرية، إن فخامة رئيس الجمهورية يولي عناية كبيرة بالقطاع المطري تجلى في ندائه التاريخي بسد لكراير 2022 من أجل رفع التحديات التي تواجه بلادنا في مجال الأمن الغذائي والتي لا يمكن رفعها إلا بالإقبال على استغلال مؤهلاتنا الكبيرة في مجال الموارد الطبيعية.
وأضاف أن أبواب الوزارة مفتوحة أمام الشركاء الميدانيين (المزارعون) من أجل التشاور الدائم والمثمر بما يخدم العملية الإنتاجية ويضمن للفئات الهشة حياة كريمة، وهي الطبقات التي يوليها فخامة رئيس الجمهورية اهتماما كبيرا، حيث يصدر كل يوم تعليماته إلى الحكومة من أجل إسعادها.
ونبه إلى أن الخصوصية الزراعية لولاية لعصابة ومهنية مزارعيها تجعلها أهلا لتنفيذ وترجمة النداءات المتكررة لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني بالإقبال على الزراعة.
وأشار إلى أن ولاية لعصابة استفادت وحدها من 1600 ساعة من عمل الجرارات لترميم وإقامة الحواجز المائية الصغيرة، و160كلم من السياج لحماية المزارع من الحيوانات السائبة، كل ذلك بغية تحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الحبوب والمواد الزراعية الأساسية، مضيفا أنها تتوفر حاليا على عشر جرارات لدى جهة الولاية لدعم المزارعين في عمليات الحرث للتخفيف من الجهد العضلي ولزيادة المساحات الزراعية ومن ثم زيادة الإنتاج كما ونوعا.
وكان والي لعصابة السيد عبد الرحمن ولد الحسن ألقى كلمة شرح فيها السياق العام لزيارة وزير الزراعة للولاية، والتي قال إنها تأتي في الوقت المناسب بعد هطول أمطار هامة شملت جلّ مناطق الولاية.
واستعرض الوالي جهود الحكومة خلال السنوات الخمس الماضية في مجال التنمية الزراعية والتي لامست تطلعات المزارعين وهمومهم، داعيا إلى التوجه نحو الزراعة المطرية لتحقيق الأهداف المنشودة.
أما رئيس جهة لعصابة السيد محمد محمود ولد حبيب فقد ثمن تدخلات وزارة الزراعة في مجال المكننة الزراعية في الولاية التي تتوفر حاليا على عشر جرارات بملحقاتها موجهة لدعم المزارعين التقليديين بأسعار رمزية.
ودعا إلى نبذ الكسل والإتكالية والإقبال على الزراعة واستغلال المساحات المستصلحة المسيجة.
وكان العمدة المساعد لبلدية كيفه السيد يسلم ولد ببان ألقى كلمة ترحيب ثمن فيها دور وزارة الزراعة في المكننة الزراعية خاصة بالنسبة لولاية لعصابة التي تتوفر على مقدرات زراعية، داعيا إلى الاستفادة من جهود الدولة في مجال التأطير الزراعي لزيادة الإنتاج.
أما السيد محمد يحي ولد زيدان رئيس رابطة عمد لعصابة فقد ركز في مداخلته على ضرورة رفع التحديات المطروحة على قطاع الزراعة في الولاية والمتمثلة، من بين أمور أخرى، فيما اعتبره فوضوية توزيع الدعم المقدم من طرف وزارة الزراعة إلى مستحقيه، وقلة متابعة تنفيذ المشاريع وعدم تقييم موضوعي لكل حصاد لتشجيع كل مُنتِج وعدم ارسال المدخلات الزراعية وخاصة البذور التقليدية في وقتها المناسب.
وقد أشفع الاجتماع بتدخلات المزارعين واستشكالاتهم حول واقع الزراعة في الولاية
وقد ثمن بعض المتدخلين عملية المكننة الزراعية داعين إلى تعميمها في كل مقاطعات الولاية والقيام ببرنامج تسييج شامل وتوفير مبردات لحفظ الخضروات خلال ذروة الحصاد وتوفير وسائل نقل للمرشدين الزراعيين ليتسنى لهم الوصول إلى كل القرى والتجمعات الزراعية.
وانتقد بعض المتدخلين طريقة تسيير الجرارات الزراعية من طرف المجلس الجهوي لولاية لعصابة، مطالبين بعدم اعتماد وسيط بين المزارعين ووزارتهم.
وطالبت بعض مزارعي الخضروات باستصلاح منطقة “لمسيله” المتاخمة لمدينة كيفه لزراعة الخضروات.
وفي رده على مختلف المداخلات، شكر معالي وزير الزراعة السيد أمم ولد بيباته المتدخلين على هذه التدخلات المهنية التي تعكس اهتمامهم بشأن الزراعة واعترافهم بالجميل لفخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الذي بفضل سياسته الحكيمة تحولت البلاد إلى ورشات في كنف الأمن والسلام والاستقرار.
وجدد الدعوة إلى الإقبال على الزراعة واستغلال المساحات المستصلحة تجسيدا لتطلعات السلطات العليا في بلادنا في مجال تحقيق الاكتفاء الذاتي.
حصري( للمرابع ميديا)