Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

الإعلامي المختار الطالب النافع يكتب : ورحــــــل العظيـــــم..

.

(كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون)
صدق الله العظيم

ترجلت أمس أيقونة الأخلاق ومعدن الصفاء والنبل، الأخ والزميل والصديق سيد المختار ولد الشيكر، تقبله الله في عليين وأسكنه فسيح جنانه مع النبيئين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن اؤليك رفيقا.
برحيله نودع الأخ والصديق، نودع الخلق والاتزان، نودع عبقرية عز نظيرها في فن التعامل الإيجابي مع أي كان، نودع عبقرية مزجتها بساطة العظماء وصقلتها تجارب التعاطي مع البشر من مختلف الأجناس والمشارب.
عرفته طيبا في هدوء، خلوقا في غير ضعف، ترتسم على محياه بسمة استعداد لا متناهي لخدمة الآخر من أي موقع متاح، أناديه دون بروتوكول وأتناقش وإياه دون محظورات فأستفيد من معين تجربة ثرة وشخصية تقدر الأمور حق التقدير.
ربطتني خلال الأيام الماضية اتصالات مكثفة مع الفقيد في محاولة منا لترتيب ملف متعلق بالصحافة البيئة التي شكلت فرس رهان معركته الإعلامية الطويلة والمتشعبة في كنف النقاء والمسؤولية.
تعددت الاتصالات بعد ذلك والمراسلات مع الفقيد، وتحدثنا طويلا، وكنت أشعر مرة بعد مرة أنني أمام عظيم خانه دهره ورجل يعيش مُثُلَ قرون خلت، وصوفي خالط الإيمان شغاف قلبه في رحلة دائبة إلى مقام الإحسان.
يحدثك بثقة متناهية عن عظيم قدرة فالق الحب والنوى ومخرج الحي من الميت، ويحيلك تعاطيه مع الأشياء إلى تسليم قوي بأن الأرض لله يورثها من يشاء وأن العاقبة للمتقين.
قبل أيام قليلة اتصل بي من انيامى ـ حيث يعمل استشاريا بالبنك الافريقي للتنمية ـ معبرا عن استحسانه لبيتين من الشعر كنت قد شاركتهما معه عبر الواتساب وهما:
رأيت القبور فسألتها
عن حال من سكن الثرى
قالت سنؤويك يومــا
فاعمل لتعلم ما جرى
اليوم وقد رحل، فهمت تعليقه على البيتين وهو التعليق الذي أعتبره عربون صدق على ايمان الرجل وشعوره بقرب الأوبة إلى رب خافه في السر والعلن.

كان موعدنا أن نلتقي في الأسبوع الثاني من رمضان في نواكشوط، انا وأنت وحمادة ولد محمد صالح لمناقشة بعض الأمور، وتشاء الأقدار أن يكون اللقاء من نوع آخر وأن يكون مسك ختام اللقاء بيننا أن قلت لي «آن زاير» وقلت لك «يعط للزاير الداير» فكم انت وفي يا سيد المختار.
اللهم إن سيد المختار حل بك ضيفا وأنت أكرم المنزلين اجعل قراه جنة نعيم وملكا كبيرا، لقه نضرة وسرورا واجزه بما صبر جنة وحريرا، اجعله ممن سبقت لهم منك الحسنى وممن يأخذون كتابهم باليمين ويحاسب حسبا يسيرا وينقلب اليك يارب مسرورا.
انا لله وإنا إليه راجعون.
المختار الطالب النافع