Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

الوحدة الوطنية وتحديات الخطاب الشرائحي : اباي ولد اداعة

اسهاما منا في اثراء الساحة الفكرية و الثقافية من خلال التعاطي مع القضايا الوطنية عبر نقاشات مجموعة ملتقي الرأي الجادة و المفيدة ذات البعد الوطني الواسع والكبير في صناعة الرأي والأفكار حول موضوع الساعة : الوحدة الوطنية وتحديات الخطاب الشرائحي .
شهدت الساحة الوطنية الاسبوع المنصرم موجة خطيرة من التعصب و العنف اللفظي القائم علي الكراهية و إثارة النعرات من خلال فوكالات إساءة شرائحية غير مسبوقة بالإضافة الي
تسريب واسع لوثيقة خريطة سياسية مليئة بالمغالطات الخطيرة والتي لا تقل خطورة عن سابقتها في مراعاة السلم الإجتماعي و استقرار البلد دون تقديم تبريرات مقنعة للرأي العام من السلطات الامنية لما وراء الخبر .
علي الرغم من اشراف الحكومة المباشر وسعييها الدؤوب للإنطلاق الفعلي للتشاور او الحوار الوطني الشامل بمشاركة واسعة من الجميع بغية الخروج برؤية توافقية حول القضايا الوطنية الراهنة .
ثمة أسباب و عوامل من بين اخري ساهمت في تأجيج و إثارة وانتشار الخطاب الشرائحي
داخل و خارج الأوساط الإجتماعية : –
1 ‐ سوء تسيير التناقضات والمفاهيم الخاطئة والحاصلة علي مستوي الموروث الثقافي العرقي .
2 – ضعف الحس والبعد الوطني لدي المواطن .
3 – غياب الدور المنوط بالدولة العميقة ( دولة المواطنة ) .
4 – فشل النظام التربوي للتعليم باعتبار ان التربية جزء من استقرار البلد .
5 – ضعف دور النخبة في تثقيف و ترسيخ خطاب مفاهيم قيم التسامح عبر المنابر و المناشر
داخل المجتمع الواحد .
6 – جو التسامح والهامش الكبير لحرية التعبير و فوضوية الدفاع عن حقوق الانسان و تسييسها من طرف البعض خدمة لاجندات خاصة .
7 – جعل منصات التواصل الإجتماعي وبعض المواقع الألكترونية بئة حاضنة لتمرير خطاب الكراهية والعنف و العنف المضاد ومنبر تضليل ومغالطة للرأي العام .
8 ‐ تهاون اجهزة الأمن الوطني مع دعاة الفتن والتحريض و نشر الكراهية و إثارة النعرات و
عدم تجريمهم و وايقافهم و احالتهم الي القضاء .
9 -الخروج علي الثوابت الدينية والوطنية و الاخلاقية و الإجتماعية .
إن حقائق علوم السياسة والاجتماع تؤكد دوما ان الوحدة الوطنية في كل تجارب شعوب ودول العالم ليست معطي جاهزا و حقيقة ناجزة بل هي مشروع يجب ايجاده وتأسيسه بمفاهيم و مضامين فكرية وسياسية و اجتماعية واقتصادية وثقافية يؤسس لشراكة حقيقية فعلية علي اسس المواطنة الكاملة وصيانة حقوق الإنسان وكرامته وترسيخ قيم التسامح والتعايش السلمي ونبذ العنف واعتماد اساليب الحوار لحل المشاكل الإجتماعية و السياسية العالقة و تكافؤ الفرص الوظيفية والإدارية و السياسية بين مختلف مكونات الشعب الواحد في ظل عدالة اجتماعية شاملة ومنظومة صحية متوفرة ونظام تعليمي طموح .
فالحوار الوطني القائم بين النظام والمعارضة ومختلف المشاركين ينبغي ان يشكل فرصة ومناسبة تاريخية لتصحيح كل الاختلالات البنيوية داخل المجتمع والتغلب عليها من خلال اثارة القضايا الوطنية و الخروج بحلول مناسبة عبر رؤية توافقية سريعة ستشكل قفزة نوعية
نحو إنسجام وطني وتعايش سلمي في ظل عدالة إجتماعية للجميع ونهضة تنموية مستديمة الكل يجد نفسه فيها .
بالاضافة الي ضرورة انزال وتجسيد علي ارض الواقع توجهات مضامين ومقاصد خطابي رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني التاريخين :
الخطاب الأول بمناسبة عيد الاستقلال والذي اعتمد من خلاله مقاربة وطنية في مجال الحوكمة ومحاربة الفساد.
في حين شكل الخطاب الثاني علي هامش مهرجان مدائن التراث نسخة وادان لحظة تاريخية
اسست للدعوة لمجتمع متماسك متصالح مع ذاته من خلال القطيعة التامة مع الممارسات الاجتماعية المشينة وكل مسوقات خطاب الشرائحية ضمانا واستمرارا للعيش المشترك.
إن الاختلاف و التنوع العرقي آية من آيات الله وسنة كونية قد تشكل مصدر قوة في بناء هوية مشتركة من خلال الإنتماء للثوابت العامة والتمسك بالمشتركات الجامعة ( الدين الواحد والوطن الواحد والمصير المشترك الواحد ) بغية تمكين وضع التنوع والتعدد في اطاره السليم .
فالتنوع ليس انقطاعا عن الوحدة كما ان الوحدة ليست توقفا عن التنوع فهما وجهان لعملة واحدة كما يقال.
بالمقابل ستظل الوحدة الوطنية نواة مركزية ومركز ثقل في مواجهة كل التحديات داخلية كانت او خارجية وستسمو دوما فوق اكراهات الماضي وتتجاوز استقطابات اللحظة والحدث العابر .وتطوي محطات التوتر و الهواجس والشكوك .الي الأبد.
حفظ الله موريتانيا من كل سوء .
اباي ولد اداعة .