بين قبول البحث عن المضامين و ركوب الامواج.
شكل المقطع الصوتي المقتطف من حديث منتشر علي نطاق واسع لرئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني في خضم لقاء خاص تميز بشئ من المصارحة و المكاشفة دون تحفظ امام بعض افراد جاليتنا في مدريد سعيا لتبيان الحقيقة في التعاطي مع الشأن العام للبلد اثار زوبعة عارمة من الجدل في الاوساط الوطنية والرأي العام.
فالمقطع المتعلق بتصنيف موريتانيا ضمن الدول الفقيرة في العالم أخرج عن سياقه العام في اطار مضامين الحديث عن قصد او لحاجة في نفس يعقوب و كأننا امام جزء الاية الكريمة ( ويل للمصلين ……. ) ثم ماذا ؟ فالكلام عن اخره كما يقال .
ماذا سيفيد او يغير لو ان رئيس الجمهورية صنف موريتانيا بانها دولة غنية و شعبها يعيش رخاءا لا مثيل له وهو يخاطب ابناء وطنه
في المهجر فأهل مكة ادري بشعابها ؟
فهل سيكسر ذلك شوكة الارتفاع المذهل للاسعار وطنيا ؟
او يقلص من البطالة المنتشرة في الاوساط الاجتماعية الهشة و الواسعة ؟
ام سينعكس علي اسهم وسندات الدولة في الاسواق المالية المعدومة ؟
لكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فلربما تساهم هكذا خرجة في قطع الطريق امام النفاق السياسي الحكومي والحزبي والتطبيل و التضليل من القائمين علي الشأن العام من خلال تلميع الصورة النمطية للبلد وبأن البلاد و العباد بالف خير.
تمسكا بالمثل الشعبي القائل بأن : لعياط ل جا من شور الكدية لهروب امنين .
اننا بين ازمتين ازمة الخروج من اشكالية واكراهات جائحة كورونا التي شلت حركة العالم كما شلت اقتصادياته وازمة الدخول في تبعات وانعكاسات الحرب علي اوكرانيا وما ستسببه من اضطرابات في الاسواق العالمية و في اسعار المحروقات و المواد الغذائية
مما سيولد مجاعة مرتقبة وركود اقتصادي دولي كبير .
يبقي من الضرورة في ظل هذا الجدل القائم و التقارب الحاصل بين النظام و المعارضة وخلال النصف الثاني من مأمورية رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني تدارك الأمور والتفكير مليا بالخروج برؤية توافقية سريعة تؤسس لحوار شامل يخدم
التعايش السلمي ويرسم ويدعم لمخططات تنموية عريضة سبيلا في ارساء دولة قانون و عدالة اجتماعية واصلاح تعليمي واسع
يمهد لنشأة وبناء عنصر بشري له القابلية للنهوض بالبلاد الي بر الأمان من اجل موريتانيا حاضنة لجميع ابنائها الكل يجد نفسه فيها متصالحة مع ذاتها قوية بتنوعها العرقي وبتنوع ثرواتها.
ان كل ما يحتاجه الوطن اليوم اكثر من اي وقت مضي هو الارادة الصارمة و الجادة في احداث التغيير من خلال القطيعة مع ممارسات الماضي و ارهاصاته و الاقلاع التام عن الفساد و تدوير المفسدين و استرجاع اموال الشعب المنهوبة .
واتاحة و تكافؤ الفرص للشباب الصاعد ذات الكفاءات العالية للولوج الي الوظائف و مصادر القرار و ضرورة تجديد الطبقة السياسية
مما سيشكل حصن حصين في تسيير خيرات البلد واقلاع اقتصادي سليم نحو تغيير منشود وغد افضل يلامس تطلعات الشعب الموريتاني الصبور .
كما في الاية الكريمة من سورة الرعد : ( إن الله لا يغير ما بقوم حتي يغيروا ما بانفسهم و اذا اراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما له من دونه من وال .) صدق الله العظيم .
حفظ الله موريتانيا من كل سوء وفقر وانعم الله عليها بالصحة و العافية .
اباي ولد اداعة .