إن المتتبع لمسار وسياقات حكومات الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني منذ وصوله للسلطة سيلاحظ بلاشك حضور ثلاثية بشكل تدريجي لم توجد في تاريخ تعاطي الرؤساء الذين تعاقبوا على قيادة البلد منذ نشأته دون ضجيج ولا عنجهية وهي ، الرزانة والحزم و الصرامة الممزوجة بالانصاف .
وهنا قد يقول قائل كيف ذلك ولماذا ؟
وجوابا لهذا السؤال المزدوج اقول بشيء من التفصيل :
كانت اول حكومة لغزواني برئاسة اسماعيل ولد بده ولد الشيخ سيديا الذي غادر العشرية – غاضبا او مغضوبا عليه لا أملك الكثير من التفاصيل – وكان في حكومته عدد من وزراء العشرية واختيار هؤلاء كانت قمة في الرزانة للانطلاق بفريق ليس غريبا على بيئة العمل وعارف بمعظم تفاصيلها الغائبة عن الرئيس ذو الخلفية العسكرية والأمنية القادم توا من إحدى وزارات السيادة من بوابة الدفاع فكانت رزانة الرجل الحذر من أرضية إدارية واقتصادية وسياسية مفخخة لإفشاله في المهد إحدى اسباب تصدر رجالات العشرية واجهة العمل الحكومي كيما يدرس الواقع ويشخص الاختلالات بمهنية عالية ورزانة ربما اربكت كل الفاعلين في المشهد وهو مانجح فيه بالفعل وبدا يرتب بيت حكمه الداخلي فأطلت كورونا برأسها مبهرة للعالم ومربكة لكل الاستراتيجيات فكانت تحدي جديد غير مسبوق في تاريخ البلد .
حكومة ولد بلال الأولى وضرورة التكنوقراط .
ما إن فرضت كورونا نفسها على النظام الذي يخطو نحو تنفيذ تعهداته حتى وجد نفسه محشورا في زاوية المواجهة لواحدة من أكبر ازمات العالم قوة ومفاجاة وخطورة فكانت التحديات في مجالات الصحة المنعدمة في الغالب الأعم اضافة إلى التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية على الواقع المحلي من خلال تغيير استراتيجيته من ” الرزانة ” إلى ” الحزم ” فشكل حكومة التكنوقراط التي تراسها محمد ولد بلال للعبور الآمن بالبلاد للأزمة التي احدثت تجلياتها تاثيرات كبيرة على المشهد المحلي من جهة وعلى مقاربات الحكومة المعدة سلفا .
وهنا كان لابد لغزواني ان يعمل على تجاوز الأزمة دون الانشغال في الجدالات السياسية العميقة والارتهان لقوى التأثير _ ( المال – السياسة – القوى التقليدية ) وذلك باختيار حكومة تكنوقراط لاعلاقة لغالبيتها بتلك القوى وهي خطوة كانت قد شكلت حزم الرئيس وقوته في مواجهة المستجدات للعبور الآمن بالبلاد باقل خسائر بل بصفر خسائر كما فعل .