لا يزال خارج الدورة الاقتصادية.. حزمة من القرارات لتطوير القطاع وإعداد خارطة طريق لتنظيم الرعي..
حصري/ معرض “تمبدغة” للثروة الحيوانية..هل هو بداية تنظيم القطاع المبعثر؟؟
يعاني من البدائية وعدم العصرنة الناجمين عن الإهمال وعدم العناية..
اختتم مساء الثاني من ابريل الجاري المعرض الوطني للثروة الحيوانية الذي احتضنت مدينة تمبدغه في ولاية الحوض الشرقي، نسخته الأولى والتي دامت ثلاثة أيام.
وجاء اختتام المعرض على وقع القرارات التي أعلن عنها رئيس الجمهورية والتي أشفعت بالنقاشات في الورشات المؤطرة من طرف خبراء في المجال .
فقد أعلن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني،عن حزمة من القرارات ، تضمنت تخصيص التمويلات اللازمة للرقي بالقطاع وإعادة هيكلته بما يسمح بتطويره وعصرنته وتنويع مداخيله واستعادة مكانته داخل الدورة الاقتصادية العامة للبلد.
كما توسع النقاش في الموضوع خلال الأيام التشاورية وأثيرت الكثير من الإشكاليات خلال مداخلات الأطر أمام رئيس الجمهورية وكذا ردوده على تلك المداخلات.
وانطلاقا من وضعية القطاع ، اعتبر المتابعون والمعنيون أن معرض تمبدغة للثروة الحيوانية ، يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح.
صحيفة المرابع خصصت في هذا العدد ملفا إخباريا عن معرض تمبدغة للثروة الحيوانية.
ويأتي هذا الملف ضمن الملفات التي تنجزها صحيفة المرابع في كل عدد عن موضوع وطني هام.
واقع
رغم أن قطاع الثروة الحيوانية وما يرتبط به من خدمات، يعد أحد أهم ركائز الاقتصاد الوطني، فقد ظل يعاني من البدائية وعدم العصرنة الناجمين عن الإهمال وعدم العناية.
فظلت محاولات التحديث حبيسة الرفوف في المكاتب واقتصرت في غالب الأحيان على بعض حملات التطعيم والإرشادات البسيطة وبعض المشاريع التي سرعان ما تختفي تحت وطأة عدم المتابعة والإهمال.
كما أصبحت الصعوبات التي يعانيها قطاع الثروة الحيوانية ، أكثر تعقيدا بفعل هجرة العمال وتراجع الاهتمام بمهنة الرعي عموما.
ولم يستفد القطاع على مدى عقود من الزمن من التمويل اللازم للنهوض به كما لم تقدم الجهات المعنية برامج وخططا مدروسة لعصرنة القطاع.
قرارت
أعلن رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني،عن ثلاث قرارات لترقية التنمية الحيوانية.
وكان اول القرارت إنشاء «صندوق لترقية التنمية الحيوانية»، سيبدأ بميزانية 8 مليارات أوقية قديمة.
ــ إنشاء مؤسسة عمومية، ذات طابع صناعي وتجاري، يعهد إليها من بين أمور أخرى، بإنشاء مزارع لتربية المواشي وتشييد مسالخ عصرية وبناء مصانع لاستغلال المشتقات الحيوانية.
ـ إنشاء مؤسسة عمومية ذات طابع إداري يعهد إليها بالعمل على تحسين السلالات وتسيير المسارات الرعوية والبنى التحتية المائية الرعوية وإعداد مختلف الدراسات وتأطير المنظمات المهنية الناشطة في القطاع.
عوامل
وخلال كلمته أكد رئس الجمهورية أن هناك ثلاثة عوامل يتعين إحراز تقدم فيها من أجل استفادة أكثر للملاك من منتجاتهم الحيوانية وإدخال قطاع الماشية في الدورة الاقتصادية بشكل أحسن بكثير.
أولها توفير الأعلاف في جميع مناطق تواجد الماشية وبشكل كبير وبثمن لا يثقل كاهل المنمي وثانيها توفير الصحة الحيوانية وثالثها استعداد المنمين لتقريب قطعانهم من الأماكن المناسبة لتسويق الألبان.
تشخيص
غني عن القول إن قطاع الثروة الحيوانية يعاني جملة من التحديات ، وهي التي شخصها رئيس الجمهورية في كلمته.
و عدد منها وفرة القطاع بمعنى كثرة الماشية وانتشارها في كل مكان من البلد، فهي تقدر بما يزيد على عشرين مليون رأس تشمل مختلف أجناس الماشية.
ونقص الخدمات الطبية لا تناسب حجم المواشي خاصة مع العجز الكبير في مجال الأطباء والفنيين البيطريين، فولاية الحوض الشرقي التي هي أكثر منطقة تتواجد فيها الماشية، لا يوجد بها إلا طبيب بيطري واحد وسبعة فنيين بيطريين .
نقاش
وكانت الأيام التشاورية استمرت ثلاثة أيام وانقسم المشاركون فيها إلى ثلاث ورشات مؤطرة من طرف خبراء في المجال لنقاش المواضيع الرئيسية.
وقد ناقش المؤتمرون ثلاثة مواضيع رئيسية هي :
– ترقية نظام الانتجاع وتكثيف أنظمة الإنتاج.
– تثمين وتصنيع وتسويق المنتجات الحيوانية.
– تمويل قطاع الثروة الحيوانية .
وتم على في ختام المؤتمر الخروج بتوصيات على ضوء القرارات التي اعلن عنها رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني وكذا النقاشات التي تمت داخل الورشات والتي دامت ثلاثة أيام، وذلك ضمن ما عرف ب” إعلان تبدغة” .