Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

تكفيك الأخلاق يا محمد…بقلم / يحي ولد عبد الله

انتقل إلى رحمة الله الوالد الفاضل و الشخصية الوطنية و صاحب الأخلاق العالية المفوض محمد ولد النهاه.
عرفت المرحوم و أنا طفل صغير … عرفته بشوشا دائم الابتسامة في وجه الجميع.
عرفت فيه كافة الخصال الحميدة من صدق و أمانة … عرفت فيه التواضع و حب الخير للناس عرفت فيه الأخلاق بأسمى معانيها و تجلياتها … فكان رحمه الله كتلة من الأخلاق تسير على وجه الأرض ….
عرفته في بيته العامر بمختلف الناس يلاطف الجميع و يداعب و يضحك مع الكل و لا تسمع منه الا كلمة (وني مرحب …وني مرحب)
عند عيادة المريض تجد محمد رحمه الله و عند التعازي و المواساة تجد محمد قد سبق الجميع و ليس هناك معروف له علاقة بحسن الخلق و حب الناس الا و وجدت محمد ولد النهاه
تقلد المرحوم العديد من المناصب كان واليا و حاكما و مفوضا للشرطة لكن معدنه الطيب لم يتأثر بتلك المناصب بل أثر هو في تلك المناصب و الوظائف بأخلاقه و كرمه و حسن معاملته للناس، كان رحيما بمعاونيه كان رحيما حتى بمجرميه في مخافر الشرطة …
اليوم في جنازته التي حضرها الكثير من الناس ، الكل له حكاية مع محمد ولد النهاه، فهناك من ساعده في محنة …و هناك من أنقذه من الوقوع في مشكلة…. و هناك من ضاقت به السبل و وجد محمد أمامه و هناك فرج كربه ….و هناك من طرق باب غرفة نومه في وقت متأخر و قام من نومه و ذهب معه لحل مشكلته .
و بعد إحالته للمعاش كرس حياته لخدمة الناس من معارفه و علاقاته و مجتمعه فتراه يمشي و يتكلف في خدمة من قصده .
أجمع الجميع اليوم في جنازته و على رأسهم فضيلة الإمام شغالي أن محمد تكفيه أخلاقه الحميدة و حسن معاملته …
بفقدك يا محمد فقدنا الأب الحنون … فقدنا الموجه المرشد … فقدنا ( اتحجليب فقدنا تونوين) بفقدك فقدنا التاريخ و المجالس التي لا تمل …. بفقدك يا محمد فقدت عدة مجتمعات آخر الرجال الفضلاء الطيبين و فقدت الأخلاق أهم المتمسكين بها و فقد الضعفاء خير سند لهم ….
تكقيك أخلاقك يا محمد
اللهم ارحم محمد و اغفر له و اعف عنه و تجاوز وأدخله جنة الفردوس اللهم نقه من الخطايا كما ينق الثوب الأبيض من الدنس
تعازينا القلبية للأهل في كيفة و نواكشوط و الوطن.