مسلسل افتتاح القنصليات العامة في الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية والمواقف الدولية الداعمة لوحدة التراب المغربية، أمور تدل على حدوث تحولات كبرى في ما يتعلق بالتعاطي القانوني الدولي مع قضية الصحراء المغربية.
فالقنصليات العامة التي تم افتتاحها في الأقاليم الجنوبية ، تعززت بافتتاح الإمارات العربية المتحدة قنصلية عامة لها في مدينة العيون عاصمة الأقاليم الجنوبية ، ينضاف إلى هذا موقف الولايات المتحدة الأمريكية الذي أعربت عنه مؤخرا.
اعتراف
وتُعتبر الإمارات أول دولة خارج التكتل الإفريقي تقوم بفتح قنصلية عامة لها في مدينة العيون بالصحراء المغربية.
و يعتبر موقف الإمارات هذا اعترافا تاما بسيادة المملكة المغربية على هذا على هذا الجزء من ترابها، الأمر الذي يشكل معطى دبلوماسياً جديدا سيُرخي بظلاله على تدبير الملف في الأمم المتحدة.
و يرى المراقبون أن موقف الإمارات هو امتداد لموقف دول مجلس التعاون الخليجي المعلن بالرياض خلال القمة المغربية ــ الخليجية 2016، وهو ينطوي على دلالات مهمة خصوصا في هذا الوقت من تاريخ النزاع الذي يجزم كل المراقبين للشأن بأنه يلفظ أنفاسه الأخيرة.
وتشهد الأقاليم الجنوبية من المملكة المغربية نهضة اقتصادية واجتماعية كبرى شملت جميع الميادين، وأشاد بها المجتمع الدولي.
واشنطن.. موقف صريح
أما الولايات المتحدة الأمريكية فقد أشادت بمبادرة الحكم الذاتي في الصحراء المغربية
و أكدت أنها تنظر إلى خطة الحكم الذاتي المغربية بكونها “جادة وذات مصداقية وواقعية، وتمثل مقاربة محتملة واحدة لتلبية تطلعات الشعب في الصحراء لإدارة شؤونه الخاصة بسلام وكرامة”.
وأشادت واشنطن بتجديد مجلس الأمن الدولي لولاية بعثة “المينورسو” سنة إضافية.
وأكدت بعثة الولايات المتحدة بمجلس الأمن الدولي، في بيان لها، على أهمية العمل اليومي لحفظة السلام، وذلك في ردها على تهديد البوليساريو بتعليق تعاملها مع بعثة “المينورسو” بالصحراء.
وأضافت واشنطن أن مجلس الأمن الدولي يقر بنجاح هذه المهمة في تهدئة التوترات والحفاظ على الهدوء العام، وإجراء عمليات إزالة الألغام الخطيرة، ودعم العمليات الإنسانية، ومنع انتشار “كوفيد- 19”.
وعبرت واشنطن عن قلقها إزاء الغياب المطول للمبعوث الأممي منذ استقالة هورست كولر لما يقرب من عام ونصف، وأكدت أن هذا الفراغ ساهم في عدم إحراز تقدم نحو حل سياسي.
ودعت الولايات المتحدة الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة إلى العمل على ملء هذا المنصب قريباً.
كما دعت أطراف النزاع إلى “إظهار التزامها بحل سياسي واقعي وعملي ودائم، على أساس حل وسط، من خلال استئناف المفاوضات دون شروط مسبقة وبحسن نية”.
وطالبت واشنطن جميع الأطراف بممارسة “ضبط النفس، لاسيما في ضوء الأحداث الأخيرة في معبر الكركرات، التي تشكل تهديدا للسلام والاستقرار في المنطقة، والزيادة العامة في الانتهاكات التي أبرزها تقرير الأمين العام الأخير”.
ونبهت الولايات المتحدة إلى أن ” التغييرات أحادية الجانب للوضع الراهن على الأرض لن تساعدنا في الوصول إلى حل دائم وسلمي”.
الإعلامي/ المصطفى محمد محمود المدير الناشر لوكالة المرابع ميديا وصحيفة المرابع