في نهاية عشريةٍ زمنيةٍ كالحة، من تاريخ بلدنا، مرَّتْ متثاقلةً مرَّ القرون؛ وفي ذروة الموسم الدائم لمسرحياتها الفجة، واستعراضاتها البهلوانية الكريهة؛ أسدل الستار-نظريا-على المشهد الأخير من مسرحية “المقال المسيء” البائسة- حبكة وسيناريوها وإخراجا- والتي حُمِلت البلاد وأهلها-كرها-على متابعة فصولها المقرفة، ومشاهدها الكرنفالية العبثية؛
لا جرم أن من حق البعض مواصلةَ التعبيرعن قلقهم المشروع، بطرح الأسئلة الحائرة، عما يخبئه غيب المنعرج الراهن؛ ومن تلك الأسئلة، على سبيل المثال:
– هل انتهت-فعلا-مسرحية “المقال المسيء” بفصولها القضائية القانونية، وأبعادها الدينية الأخلاقية، وعُقَدها الفئوية الاجتماعية؟
– هل تعيش بلادُنا النهايةَ الحقيقيةَ-بلا رجعة-لعشرية السيرك السياسي، والمسرح البهلواني الهزلي، بلا آثار ارتجاعية لما اجترحته من آثام؟
– ما ذا عن مئات الفقراء من ضحايا عصابة “شبيكو” المحمية، وقد استغفلتهم باسم حضرة دينية، لتسلبهم سبعين مليارا هي حصيلة شقائهم وكدحهم؟
من حق فلان وعلان، أن يختلفا في الإجابة عن هذه الأسئلة أو بعضها؛ لكن صحة الترتب المنطقي للنتائج الحاصلة، في نهاية العشرية، على مقدماتها المختلفة، يأبى الاختلاف؛ ثم يبقى السؤال: هل كانت تلك النتائج مجرد سوء تقدير وتدبير؛ أم كانت أهدافا مقصودة لمجمل العروض البهلوانية والكرنفالات المسرحية للعشرية؟
ربما نعم.. وربما لا..! والمؤكد أن تلك النتائج كانت كارثية، ومنها مثالا لا حصرا:
* استسهال انتهاك الحرمات والشعائر والشرائع، والإلحاد في ذات الله وأسمائه وآياته، بلا نكير من أحد!
* تشجيع التطاول على علماء الدين ودعاته، والحديث عنهم كعصابة من سماسرة الفتوى وباعة صكوك الغفران!
* الاستهتار بالمقدسات والثوابت والقيم والمثل الوطنية المرعية، وإعادة استنبات أسوأ قيم التنافس على الفتات!