فتفتت المفهوم العرقي إلى جهاته ومهنه وطباعه ، فيتحول العرق إلى فسيفساء تختلق صراعات بينية غير الصراعات العرقية العامة ، فيتوزع بين العربي والزاري والراعي والامير وأهل الشمس وأهل الظل وأهل القبلة وأهل الساحل وأهل الشرق .
فتتحول التوظيفات السياسية في مجتمع الندرة الاقتصادية والفساد السياسي إلى وقائع فعلية تدار لتعزيز النفوذ والحشد السياسي ، فيختلط المطلب الوطني أو الحقوفي مع مطامع الطامحين ويعتلج الكل في وحل وحمأة النفوذ ويستعصي على الحكيم تمييز الحق من براثن الباطل .
حسنا ..
لمعلمين
ازواية
لعرب
لحراطين
لكور ( بكل تصنيفاتهم )
الحمة
آزناكة
أهل القبلة
أهل الشرق
أهل الساحل
أهل الضفة
……الخ
كل هذه التصنيفات والمصنفات لدى كل منها ما يذكيه من عيوب الآخر .
ولكل منها صوته الذي يعلو ويخبو بين حين وآخر .
و مجتمع السلطة يرقب في استمتاع خطوط الطول والعرض تلك ، ويضعها في مواسم السبق والرهانات على خطوط البداية مراهنا على من تلفظ أنفاسها عند خط النهاية قبل الأخرى.
كل ما تقدم ليس هو موضوع حديثي ولا موجبه .
وإنما نجاحنا الباهر في تحقيق كل هذا الفشل الذي أوصلنا إلى مرحلة نحقد فيها على أنفسنا وتتقاسم عرضنا أقلامنا وحناجرنا .
فقيه يستغبي القيم والأحكام والأعراف الدينية والمذهبية
ومثقف يسخر من الهوية والفلكلور وحتى الوجبات المحلية .
ومفكر يسطح الهوية ويسفه التراث و يبحث عن أفلاطونات لا يجدها فلا بعتبر الوجود إلا يونانيا أو هو عدم .
وسياسي عاقر البديهة يعرف الزمن على أنه مامر به وزيرا والتاريخ ما صنع من ثروة .
وفي خضم هذه الفوضى نتقاسم العقوق للوطن ونتبادل أمثلة تقزيمية من نوع ” هي ألا موريتان ” ( بمعنى لا أمل ) .