نظم بيت الشعر – نواكشوط مساء أمس (الخميس) أمسية شعرية أحياها الشاعر شيخنا عمر، وذلك في أول إطلالة له منذ وصوله نواكشوط وحصوله على المرتبة الرابعة في مسابقة “أمير الشعراء” بدولة الإمارات العربية المتحدة.
حضر الأمسية جمهور غفير تقدمته الشخصيات الثقافية والأدبية في البلاد.
وقدم للأمسية الشاعر محمد ولد أحمد ولد الميداح، والذي ألقى الضوء على الإنتاج الشعري للشاعر شيخنا عمر ومساره الأدبي.
ومن جانبه، أكد الأستاذ الدكتور عبد الله السيد مدير بيت الشعر ترحيبه بالشاعر شيخنا عمر، وتهنئته على ما حقق من نجومية وإنجاز، ورحب بمرتادي البيت والحضور، مشيرا إلى أن بيت الشعر – نواكشوط؛ واحة لكل الشعراء وتجاربهم، وأنه تفاعلا مع المكانة التي حققها الشاعر شيخنا عمر تقرر أن تخصص له هذه الأمسية، وجدد ولد السيد التأكيد أن البيت يتشرف باحتضان النخبة الشعرية برموزها وشبابها المبدع.
بعد ذلك؛ صعد المنصة الشاعر شيخنا عمر، الذي أعرب عن عميق تقديره وامتنانه لبيت الشعر – نواكشوط، وللدعم غير المحدود الذي لقيه من مدير البيت، كما وجه التحية لكل الشخصيات الثقافية والاجتماعية وللجمهور الموريتاني الذي بفضله احتل المرتبة الرابعة في “مسابقة أمير الشعراء”.
وقال شيخنا عمر: لا يمكن أن يفوتني فيما يعني مشاركتي في “برنامج أمير الشعراء” أن أتوجه بشكري العميق وتقديري للدعم الذي حصلت عليه من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز وأصحاب المعالي أعضاء الحكومة، وأضاف: “لقد كان لدعم رئيس الجمهورية لي أثر عميق في نفسي، وأنا من هنا من بيت الشعر – نواكشوط أحيي رئيس الجمهورية وأشكره جزيل الشكر”
وخاطب ولد عمر الجمهور قائلا: “إنني أوجه تحية تبجيل إلى دولة الإمارات العربية الشقيقة التي أهنئها على المؤسسات الثقافية التي أنشأتها لخدمة الشعر وإعلاء الثقافة العربية والنهوض بالإبداع، وأخص بالشكر سمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، الذي أطلق تجربة بيوت الشعر في الوطن العربي دعما للشعر والشعراء وتشجيعا للمنشغلين باللغة العربية.
وقال شيخنا عمر: إن بيت الشعر – نواكشوط كان أكبر داعم للتجارب الشعرية وللجيل الشعري الجديد في موريتانيا، حيث حظي الشعراء عامة والشعراء الشباب خاصة بدعم وتشجيع البيت لأنشطتهم ولتجاربهم الشعرية.
بعد ذلك؛ قدم شيخنا عمر قراءات شعرية، حيث قرأ سبع قصائد ومقطوعات، حظيت بتفاعل الجمهور.
وبدأ شيخنا عمر بقراءة قصيدته “المَعاد”، التي يقول فيها:
كسنبلة أعود من الحصاد
وعصفورٌ يغرّد في فؤادي
مَعادي يا قصيدةُ قد تجلى
فجودي بالهطول على مَعادي
ليفترش المحيطُ رمالَ قلبي
ويضطجع النخيل على وسادي
سبرت العمرَ نبضا بعد نبض
وما وجد اليقينُ سوى اعتقادي
بلادي.. يا بلاد الشعر.. مرحى..
لقد بُعِث الحنينُ من الرماد
وعاد الشعر يحملني صبيا
بمهد الحب أُعرِب عن بلادي.
ثم قرأ قصيدة “مفاتيح الحب”، التي يقول فيها:
أمدّ يدي للحب فيكمْ لعلّه
يراني لكلتا الحالتين أخله
وإن عرضتْ في القلب منكم مضاضة
تذكرت أن الخلّ من صانَ خله
وإن عزفَ الشيطان لحْنَ كراهة
عزفتُ له لحنا من الحب مله
أنا الظل والقامات أنتمْ أحبتي
فلا غلّ في قلبي لمن كُنتُ ظله
تعلمتُ نبْذَ الكرهِ قبْلَ قصائدي
فعشتُ بقلب يعشقُ الكون كلَّه
ترعْرَعتُ في أحضان شنقيط عاشقا
ولوْ عاشَ فيها الغلُّ أنسْته غله
سلامٌ على أهل الإمارات إنهمْ
مفاتيح لغز الحبِّ إن رُمْتُ حله.
بعد ذلك قرأ قصيدة “بريد إليَّ”، التي يقول فيها:
تحت سقف تهزه الأحلام
كان قلبي على التراب ينام
حاصرته العيون بعد التفاف
بالمعاني.. وطوقته السهام
لم أكاشف مطالع البوح سرا
ضاق عني..عن محتواه الكلام
بل رفعت الحجاب عني وعنه
شاعرا لا تخونه الأقلام..
كيف أنسى أني أحب امتدادي
فوق أرض غصونها الأجرام
ما عجنت الحروف بالضاد سهوا
فبلادي الذبولُ فيها حرام
كنت أرنو إلى انكشافات زهوي..
حين كانت تهزني الأعلام
فاعترتني شنقيط شعرا وعزا
فتغنى على لساني الحمام
وتمالت على خفوتي المرايا..
فعلى الضوء في بلادي السلام.
واختتم ولد عمر أمسيته الشعرية بقراءة قصيدته “عودي…” التي يقول في مطلعها: