رواسي الجبال لا يضرها صفير الشفاه… وعين الشمس لا تحجبها غرابيل الأفاكين.. والشيوخ سيبقون رغم الهجمات المغرضة رأسا… والرأس لا يصح أن يكون ذنبا…
حقيقة لا مسوغ أبدا لكل ما واجهت الغرفة العليا في البرلمان مجلس الشيوخ في الآونة الأخيرة؛ من هجمة غير أخلاقية تحمل أعضاء الغرفة كل المشاكل التي مر بها البلد على امتداد تاريخه الحديث؛ بل وإخفاقات المحيط الإقليمي وحتى خطايا البشرية منذ الخطيئة الأولى.
الواقع أن ليس في تاريخ مجلس الشيوخ ما يخجل أو يبعث أعضاء هذه الغرفة إلى دفن تاريخ لا ينكر أحد إسهامه في تجذير الديمقراطية في البلد؛ بمجرد محاولة بعض من في قلوبهم مرض إظهاره كدار مسنين عجزة يعانون أمراضا نفسية؛ عكسا لواقعه سلطة تشريعية تعكس التنوع الموريتاني على كل الصعد. ضيق الأفق يحجب عن هؤلاء إدراك أن توجه القيادة الوطنية ـ تبعا لضرورات تنموية ـ لاستحداث مجالس جهوية؛ لا يمكن بحال أن يحور ليصبح مفتاحا لباب الإساءة إلى ممثلي الشعب المحترمين.
وعاجلا ستنجلي غيمة الإساءة لأعضاء هذه المؤسسة الدستورية؛ ويظهرون مرفوعي الرؤوس منتصبي القامات في مقدمة مسيرة البناء الوطني الشامل؛ كمساهمين حقيقيين في تطوير الديمقراطية الموريتانية؛ ليخسأ من يحاولون وضع العربة أمام الحصان؛ ووصم ممثلي الشعب في الغرفة العليا للبرلمان بما لا يليق.