أفرجت السلطات القضائية في موريتانيا عن رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية “إيرا” بيرام ولد اعبيد ونائبه ابراهيم ولد بلال، بعد حوالي عام ونصف من السجن على خلفية مشاركتهما في مسيرة غير مرخصة.
ولدى خروجه من السجن قال رئيس المبادرة إنه خرج بإرادة قوية من أجل مواصلة النضال السلمي لمواجهة ما سماه الظلم الذي قال إن بعض شرائح المجتمع الموريتاني تعاني منه منذ عقود.
وقال نائب رئيس المبادرة ابراهيم ولد بلال إن إطلاق سراحه ورئيسه يعتبر “انتصارا للحق” داعيا إلى التماسك ولم الشمل.
بين المحاكم:
إطلاق سراح معتقلي “إيرا” جاء بعد جلسة علنية عقدتها المحكمة العليا في نواكشوط، اعتبرت فيها قرار محكمة الاستئناف بتثبيت سجنهما لسنتين نافذتين كان خاطئا، وذلك بعد أن أجلت النطق في الملف في العشرين من شهر ابريل الماضي.
وكانت محكمة الجنح بمدينة روصو في ولاية اترارزه قد حكمت شهر يناير عام ألفين وخمسة عشر بالسجن سنتين نافذتين على رئيس إيرا ونائبه، ورئيس منظمة كاوتال جيبي صو.
وقد لقي قرار المحكمة العليا إشادة من طرف هيئة دفاع المعتقلين، حيث اعتبره المحامي والناشط الحقوقي ابراهيم ولد أبتي “نقطة إيجابية تحسب للقضاء الموريتاني” وقال إنه “دليل على استقلال القضاء” في البلد.
سياق إطلاق السراح:
يأتي إطلاق سراح معتقلي مبادرة “إيرا” بعد أسبوعين من إعلان الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز بمدينة النعمة عاصمة ولاية الحوض الشرقي عن إطلاق حوار سياسي في غضون ثلاثة أو أربعة أسابيع.
وكان من بين الضمانات التمهيدية التي يطالب بها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة للمشاركة في أي حوار سياسي إطلاق سراح معتقلي “إيرا”.
كما أن إطلاق السراح يأتي كذلك في سياق ما اعتبرته المعارضة الموريتانية “إساءة” وردت في خطاب الرئيس لشريحة لحراطين، وطالبته بالاعتذار عنها.
واعتبر بعض الحقوقيين أن الهدف من إطلاق سراح معتقلي “إيرا” في هذا الوقت بالتحديد محاولة لامتصاص “الغضب” الذي تحاول المعارضة الموريتانية زرعه في بعض المكونات الاجتماعية.