لنحو ساعتين امتد لقاء الرئيس الموريتاني بأطر كيدماغه مساء اليوم في عاصمة الولاية سيلبابي وبعد خطاب الرئيس وترجمته بكل اللغات الوطنية منح الأطر فرصة التحدث عن مشاكل الولاية ومطالبها لكن غالبية من يطلق عليهم الأطر قد شط بهم المسار فتاهوا في أودية التطبيل وتعداد انجازات القائد دون التطرق لمشاكل ولايتهم و واقعها السيئ حسب الرئيس نفسه . من المتدخلين من نظم نثرا وبالغ في الإطراء الذي ليس في محله ويبدوا انه لايفقه كثيرا لغة التطبيل بل اقتبس مفردات لم يوفق في استغلالها في مكانها المناسب وظل يدور في حلقة مفرغة من الكلام الفارغ “شكرا سيدي الرئيس علي دعم الشباب…شكرا علي الزيارة…شكرا علي تعبيد الطريق…شكرا علي توظيف بعض ابناء الولاية ….الخير كله فيكم ومعكم …” الخ ذالك من السيمفونية أما البعض الأخر –وقليل ماهم – فقد أسعفته الخبرة في اقناع الرئيس بالضحك لمداخلته حين دعا رئيس قسم الحزب الحاكم في سيلبابي إلي تغير الدستور مادام من صنع البشر وليس كلاما مقدسا … السياسي طلب لقاء الرئيس بعد ذالك في مكتبه بحكم معرفته الشخصية به حسب ما قال عدة مرات وانتقد أداء بعض القطاعات الحكومية ..ذاكرا وكالة التضامن بالاسم ومشيدا بوزارة الزراعة … أما ياي بنت صمبا فبعد كيل المديح للرئيس طالبته بتوظيف أبناء شريحة البيظان واصفة معظمهم بالفقير وقالت إن الرئيس لم يوظف إلا أبناء الشريحة الزنجية . اما خلف البرلماني كما وصف نفسه فقد وجه خطابه لحركة ايرا مؤكدا أن كل شرائح المجتمع لها مصالح مشتركة ولا يمكن التفريق بينها معلنا افتخاره بأنه “حرطاني ” وفق تعبيره وبالغ المتدخل في ذكر انجازات الرئيس وكررها أكثر من مرة
ولم تخرج باقي المداخلات عن هذا السياق إطلاقا وظلت تدور بين تعداد الانجازات والثناء علي شخص الرئيس و وصفه بالقائد الفذ والحكيم
أي اطر هؤلاء ؟ ولماذا لا ينهي الرئيس مهزلة اللقاء بالأطر ومنح المواطنين العادين حق الكلام والتعبير عن مشاكلهم وتطلعاتهم؟ الغريب أن هذا الكم الكبير من الأطر سيختفي مع ختام الزيارة وتبقي مشاكل السكان عالقة تنتظر فرصة أخري لتعود نفس المجموعة وتلبس عباءة الإطار وتكون لسان المواطن البسيط دون استشارته