Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

البيان الصادر عقب قمة اسابنيا والمغرب

5555

انتهت أشغال الاجتماع رفيع المستوى الحادي عشر بين المغرب وإسبانيا احتضنتها العاصمة الإسبانية مدريد، اتسم بسعي واضح من البلدين في ركن القضايا الخلافية، رغم كثرتها جانبا، والانشغال بما وصفاه بقضايا ذات الاهتمام المشترك.
وتصدر ملف الإرهاب والهجرة السرية أجندة المباحثات بين رئيس الحكومة المغربية الإسلامية عبد الإله بن كيران ونظيره الإسباني ماريانو راخوي، فرضتها بالضرورة التهديدات المتربصة بالبلدين، ويبقى هذا الملف هو الذي يشهد المستوى الأكبر من التعاون بين الرباط و مدريد، يعرف تنسيقا كبيرا على مستوى تبادل المعلومات وبلغ ايضا مستوى تنفيذ عمليات أمنية مشتركة والقيام باعتقالات متزامنة.
ووقع البلدان كما أبرز بيان صادر عن المونكلوا عدة اتفاقيات أمنية وقضائية وتجارية تم بلورتها في اجتماعات الوزراء الثمانية المغاربة الذي رافقوا بن كيران مع نظرائهم الإسبان.
كما انعقدت بتواز مع الاجتماع قمة بين رجال الأعمال المغاربة والإسبان اثمرت توصيات لتعزيز التعاون الاقتصادي والاستشاري ين الفاعلين الاقتصاديين للبلدين والعمل معا وبتشارك على فتح أسواق ثالثة.
رئيس الحكومة المغربية الذي استقبله العاهل الإسباني في قصر ثارثويلا قبل بدأ اشغال الاجتماع رفيع المستوى ونظيره الإسباني ماريانو راخوي، أجمعا معا على أن علاقات بلادهما في هذه المرحلة تتسم بكثر من التفاهم والتقارب، ولم تعرف فترة ترأسهما للحكومة أي تصادم مثلما كان يحصل في ولايات أخرى لرؤساء حكومات إسبانيا السابقة وكانت أسواها فترة خوسي ماريا اثنار حينما كانت مدريد والرباط على وشك الدخول في حرب بسبب جزيرة “ثورة”.
الاجتماع رفيع المستوى المغربي الإسباني مر كما بدا من سياق تصريحات الطرفين التي سبقت القمة في أجواء تميل إلى بث اجواء الثقة، على الرغم من قضايا خلافية كانت تظلل العلاقات الثنائية، مؤخرا مثل حادث وفاة مسكشفين إسبان في مغارات وسط المغرب، وأيضا استدعاء القضاء الإسباني لمسؤولين أمنيين مغاربة سابقين وقضايا اخرى..
ويبدو أن مدريد والرباط تعاملتا بقفازتين بيضاويتين مع خلافاتهما، وإذا كان راخوي أوضح أن ” تاريخ البلدين معقد كما بين كل جارين”، إلا أنه أوضح أن المستقبل يجب أن يكون أفضل، فإن بن كيران قال إنه” حينما تكون هناك ثقة أكبر للخوض في القضايا الخلافية في طليعاتها ملف سبتة وامليلية… كما يشكل ملف الصحراء قضية تصادمت على أرضيتها مصالح البلدين في مناسبات عديدة.
لكن التغاضي عن الملفات الخلافية محكوم بمنطق مصالح أخرى غير معلنة أبرزها ان الرباط ومدريد يحتجان إلى بعضيهما .
فالرباط تدرك أنه يتعين عدم الاعتماد على الشريك البارز فرنسا وحدها بل يتعين الانفتاح على شريك ثان يحقق التوازن، خصوصا بعدما ظهرت خلافات حادة بين باريس والرباط على خلفية استدعاء قضائي فرنسي لمسؤول امني مغربي.
الرباط أيضا ترى في إسبانيا فاعلا مهما في ملف الصحراء يمكن أن الاستفادة منه في معارك المغرب الدبلوماسية والأممية.
من جهتها اسبانيا تحتاج إلى المغرب كثيرا في ملفي الهجرة والإرهاب وتعتبره شريكا فاعلا وحقيقيا في السطيرة على تهديدات هذا الملف ومحاصرة ابعاده.
انشغال مدريد بالتحول السياسي التي تعرفها الخريطة السساسية والحزبية في البلاد إضافة إلى ملف الفساد والازمة الاقتصادية اللتين استنزفتا جهود حكومة ارخوي على تدبير خلافات إضافية
ولعل مساعي التوصل إلى الاتفاقات بين الاحزاب من اجل الحكم وكذلك اللقاء بين زعيم الاشتراكيين بيدرو كانت تشوش بشكل كبير على ذهن رئيس الحكومة الإسبانية وهو يرى نفسه منبوذا في خريطة التحالفات الجديدة التي افرزت واقائعها نتائج الانتخابات المحلية و الإقليمية.
وتوارت اخبار القمة المغربية الإسبانية خلف العناونين الكبرى في الصحافة الإسبانية لمعركة التحالفات التي تشد انفاس المشهد السياسي الإسباني.
ولعل المغرب بدوره يراقب عن كثب الخريطة السياسية الجديدة المتشكلة لدى جاره الشمالي ويرصد طبيعة الفاعلين الجدد التي قد يحملهم التحول السياسي، بينما مصالح وقضايا خلافية عديدة على الطاولة، ويخشى المغرب أن يَقدِم إلى مركز القرار السياسي بإسبانيا قوى سياسية برياح أيدولوجية لا تشتهيها سفن الرباط

اترك تعليقاً