على أبواب كل انتخابات، يبرز الحديث عن ضرورة تقبّل الأطراف السياسية في الموالاة والمعارضة لاستئناف الحوار الوطني رغم الممانعة والمقاطعة، ويطل شبح الإنقسام حتى في أركان القطب الواحد.
هذه هي المعضلة الكبرى في طريق جسر الهوة بين القوى السياسية، وهذه هي واحدة من نتائج الشد التي يحبذها البعض مكتفيا بالمراهنة على عامل الوقت لتحدث “المعجزة”!
وفي معمعان الشد والجذب يخسر الوطن وسط التجاهل والتعطيل ملايير الأوقية لفائدة مافيا الفساد المستفيد الأول من هذا الصراع العبثي.
ما يحاول بعض السياسيين إقناعنا به اليوم مجاف للواقع تماما، لأن مشكلة الشعب والبلد لا تتعلق فقط بمحاصصات وظيفية أو منفعية، وإنما في من هو مستعد حقا لتحمل مسؤولية الكل.
إن القضايا الكبرى اليوم التي يجب على الساسة وضعها نصب أعينهم كثيرة و لعل أهمها ما يتصل بحياة المواطن اليومية في معيشته وأمنه، وكيف يتحول تفكيرنا جميعا من المواطن السلبي في كل شيء تجاه بلده ومجتمعه إلى مواطن مفيد ومبادر على مختلف الصعد.
فهل سيعي سياسيونا أن العمل السياسي محكوم بما يقدم السياسي للشعب والبلد، وليس بما يجني صاحبه من مناصب وامتيازات وظيفية في الدولة؟