كثيرا ما سمعنا عن أشخاص ادّعوا ولا يزالون يدّعون النّبوة بطقوس وتصرفات أقرب منها للخيال والوهم إلى الواقع، وكثيرا ما بلغت مسامعنا أخبار عن آخرين يمتهنون السحر والشعوذة تحت غطاء الرقية وليسوا كلهم كذلك بطبيعة الحال، لكن حكاية شاب من مدينة الڤنطرة شمال بسكرة تعد واحدة من نوادر الروايات، لأن محدثنا يروج بأنه المهدي المنتظر .درس الاقتصاد.. يفكر في عملة عالمية موحدة وتعامل بالذهب في تجارتهسمير ترغيني درس العلوم الاقتصادية في جامعة بسكرة لكن مساره الجامعي توقف بعد ثلاث سنوات لظروف قال إنها صحية ومادية، استقبلنا بعد تقديم أنفسنا على أننا من المعجبين بما يقوله ويروج له، لم نشأ في البداية كشف هويتنا قصد جس نبضه حول إمكانية التطرق لحكايته في وسائل الإعلام من عدمه، لكن تحمسه للفكرة سهل الأمور ودفعنا لكشف هويتنا الحقيقية ليبدأ في سرد معتقداته. انطلق سمير في الحديث بنوع من الارتباك، لكن توالي الأسئلة عليه جعله يخوض في كل تفاصيل ما يعتقده ويدعو الناس اليه، وأكد أن ولعه بالاقتصاد أنساه دراسته بسبب الإبحار في شبكة الأنترنيت، وذهب إلى حد القول بأنه أوجد نظرية في الاقتصاد الإسلامي وعرضها على أستاذ في التعليم العالي الذي شدد عليه بتكثيف أبحاثه، الأمر الذي دفعه -يضيف- إلى اعتماد الذهب في تعاملاته التجارية خلال نشاطه في تجارة الفواكه بدل الدينار، مضيفا أنه يدرس فكرة توحيد عملة نقدية للتداول في جميع دول العالم، وأضاف صاحب 34 سنة أن طبيبة نفسانية أوصته قبل نحو 10 سنوات بضرورة التوقف عن الدراسة حفاظا على سلامته العقلية وهو ما امتثل له، ومن حينها تحولت حياته بين المساجد ومواقع الأنترنيت لاكتشاف حقيقة المهدي المنتظر، بعد إحساسه أنه يملك مواصفات إنسان غير عادي، بالموازاة مع تأثره بالغزو الأمريكي للعراق سنة 2003 وما تولّد لديه بسبب الخذلان والضعف العربي على حد وصفه .نداءاين من الله عبر الملائكة.. أنت رئيس العالم والملك فلا تترك المسؤوليةمن هنا بدأت الحكاية، فاقتنع بأنه المهدي المنتظر وبدأ في إقناع الناس خلال لقاءاته بهم فمنهم من سار على دربه على قوله ومنهم من عارضه، ليتم تبليغه قبل قرابة سنة بأول نداء من أربعة ملائكة -حسبه-، قال إنهم ينصحونه دوما بدعوة الأشخاص لروايته المزعومة من عدمه، مؤكدا أن النداء تلقاه خلال تواجده بمسكنه مستلقيا. حيث قال له محدثه من الملائكة إن الله سبحانه وتعالى يخبره أنه رئيس العالم وأنه لا ينبغي عليه التخلي عن المسؤولية، لكنه لم يهتم للنداء لدرجة تناسيه إلى غاية استقباله نداء ثانيا منتصف شهر أوت الأخير، خلالها جاءه بعض الملائكة لم يتذكر عددهم، وأبلغوه بأنه ملك العالم، وقتها لم يتمالك نفسه من الفرحة ولم يستطع النوم طيلة تلك الليلة، بعدها واصل دعوته للناس بأنه المهدي المنتظر، متحديا من يعارضه بامتلاكه علامات تؤكد كلامه، على أساس أن ميلاده تزامن مع سنة 1400 هجري، مضيفا أن الأسابيع الأولى لحياته عرفت ظاهرتي الخسوف والكسوف، مما اعتبره دليلا على صدق ادعاءاته، وذهب إلى أبعد من ذلك بالقول إنه جاء لتجديد دين الأمة بتبرير أن الله يبعث من يقوم بذلك كل 100 سنة، متحديا من يعارضه بالابتهال إن كان على صواب أن تصيب اللعنة كل من يكذبه وعلى محدثنا اللعنة إن كان كاذبا في ما يروج له، مؤكدا أن دعوته استقطبت العديد من الأنصار الذي آمنوا به وأصبحوا ينادونه بالمهدي.«تحدثت مع الله.. رأيت مكاني في الجنة والملك ميكائيل»واصل سمير حديثه بالقول إن الله عز وجل يحبه بعد حديثه معه، وتلقى بشرى بأنه من أهل الجنة، مضيفا أنه رأى اسمه في العرش ومكانه في الجنة، حيث حاول الاقتراب «لكن الملائكة طلبوا مني عدم الاقتراب أكثر». كما زعم سمير رؤيته للملك ميكائيل، الذي قال إنه ما يزال يتذكر ملامحه لكن ذلك لم يحدث مع الملك جبريل، بدعوى أن مهامه كثيرة في السماء. نقلا عن النهار الجديد – الجزائر