هل تتحول القمامة في آسيا إلى ذهب؟

كشف تقرير للمصرف الدولي أن نحو 3 مليارات إنسان يسكنون المدن الآسيوية ينتجون 1.3 مليار طن من المخلفات سنوياً، لكن هذه الجبال من القمامة يمكن أن تتحول إلى منجم ذهب إذا رأى قادة السياسة والاقتصاد فيها تحدياً مشتركاً وفرصة مؤاتية، بحسب موقع مجلة “نيكي أشيان ريفيو”.
وبدأ بعض رجال الأعمال في آسيا الإلتفات إلى الفرص التي توفرها مكبات النفايات المكتظة، إذ اشترى أغنى رجل في آسيا، لي كا شينغ، في كانون الثاني 2013، شركة “إنفيروويست سيرفيسيس” النيوزيلاندية لإدارة النفايات، مقابل أكثر من 500 مليون دولار. وفي حزيران من العام عينه، استحوذت شركته “تشيونغ كونغ” القابضة على أكبر شركة هولندية لتحويل النفايات إلى طاقة بـ 1.3 مليار دولار.
في الواقع، قطاع تحويل النفايات إلى طاقة، لاسيما الميثان والغازات الأخرى المنبعثة عن القمامة المتحللة، مؤهل للنمو بقوة في أسيا، خصوصاً إذا اتبع قادة الحكومات والشركات النموذج الأوروبي، إذ أسفرت الأهداف التي حددها الإتحاد الأوروبي لاستخدام الطاقة المتجددة بحلول 2020 عن خفض كمية النفايات، بل إن بعض المدن الأوروبية بدأت استيراد القمامة لتلبية حاجاتها من الطاقة الحرارية.
رائدة آسيوية أخرى في هذا المجال هي زانغ ين، إحدى أغنى النساء في الصين، اذ بدأت برأسمال 3500 دولار والآن كونت ثروة شخصية تبلغ 1.5 مليار دولار.
زانغ بدأت تجارة مخلفات الورق في هونغ كونغ عام 1985 ثم نقلت عملها إلى لوس أنجلوس بعد 5 سنوات لتواصل شحن النفايات الورقية إلى البر الرئيسي الصيني لصناعة الورق المقوى لزوم التعبئة في القطاعات التصديرية المزدهرة في البلاد، والآن أصبحت شركتها “ناين دراجونز بايبر” القابضة، أكبر شركة مصنعة لعبوات التغليف في الصين.
لكن في ظل تقديرات المصرف الدولي بأن يصل عدد سكان آسيا في حلول 2050 إلى 4.3 مليارات نسمة ينتجون 2.2 مليار طن من القمامة سنويا، تحتاج الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمواطنين في آسيا إلى لعب دور فعال من أجل تحويل هذه النقمة إلى نعمة.