Zwei Fotos im Frame
Foto 1 Foto 2

موقف الإخوان المسلمين من إعلان “داعش” دولة “الخلافة”

raissouni
أحمد الريسوني

أثار إعلان دولة الخلافة في العراق والشام من قبل تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” جدلا واسعا بين من يراه منعطفا حاسما في تاريخ الجماعات الجهادية المسلحة بوصفه إيذانا ببداية تمدد جديد وارتداد إلى الدول التي ظلت تصدر هذا النمط من الفكر التكفيري وبين من ينظر إليه باعتباره أمرا واقعا وخطوة استباقية تتحسب لانحسار دور “داعش” في المنطقة، بعد ظهور صراع مستحكم بينها وبين حلفاء الأمس المدعومين من دول وجهات إقليمية ودولية “السعودية، قطر، تركيا والولايات المتحدة” حيث تباينت المواقف منها حتى داخل الأطراف التي ظلت تمثل مظلة لهذا الفكر وهذه التيارات المتطرفة.
وشكل موقف “الإخوان المسلمون” من إعلان دولة الخلافة، موقفا لافتا لكونه يستند في تعليله إلى الشريعة الإسلامية، وينسف جملة وتفصيلا التفسير الديني الذي تتبناه “داعش”، وهو بغض النظر عن الإتفاق المصلحي “السياسي” الذي يجمع عادة الجماعات الإسلامية كتيار عام، إلا أنه كشف إلى العلن لأول مرة بشكل لا لبس فيه الخلاف العميق في فهم الدين لدى هذه الجماعات.
وقد توالت ردود الفعل إزاء إعلان “الخلافة”، ومبايعة زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي ، ودعوة “المجاهدين” إلى الهجرة لدار الخلافة في المناطق التي يسيطر عليها بسورية والعراق.
فأكّدت هيئة علماء المسلمين في العراق القريبة من الإخوان المسلمين، أنّ “إعلان أيّ جهة قيام دولة أو إمارة إسلامية أو غير إسلامية في ظل هذه الظروف لا يصبّ في صالح العراق ووحدته”، ونصحت بالتراجع عن ذلك، موضحة أن الأمر “سيُتخذ ذريعة لتقسيم البلد وإلحاق الأذى بالناس”.
وأضافت الهيئة في بيان أن “هذه الخلافة قد أُعلنت في مناطق ما زال القتال مستمراً فيها”، مبينة أنّ “القائمين عليها في المناطق الآمنة منها عاجزون عن توفير الحدود الدنيا من وسائل العيش لأهلها”.
وأكّدت الهيئة أن “هذه الحالة غير ملزِمة شرعاً لأحد”، كما نصحت بالتراجع عن هذا الإعلان “خدمة للثورة والثوار ـ على حد وصفها ـ ومراعاة لمصالح العباد والبلاد”.
وفي رده على إعلان تنظيم “داعش” على تأسيس “دولة الخلافة الإسلامية”، اعتبر الفقيه المقاصدي الشيخ أحمد الريسوني ونائب الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، الذي يرأسه الداعية المصري يوسف القرضاوي المدعوم من دولة قطر، أن الأمر “ليس أكثر من وهم وسراب وأضغاث أحلام، سواء من حيث الواقع الفعلي، أو من الناحية الشرعية”.
وقال الريسوني، في حديث لجريدة “التجديد”، في عددها الصادريوم الثلاثاء، “في الوقت الذي تكافح فيه الشعوب الإسلامية لتتحرر من الإستبداد المسلط عليها بالسيف والمدفع والدبابة، تأتينا مجموعة جديدة لتعلن خلافتها بالسيف، ولتنصب خليفتها بالسيف، ولتعلن زورا وكذبا من قهر الناس بسيفه وجبت مبايعته وطاعته”.
وشدد نائب رئيس اتحاد علماء المسلمين أن إعلان هذه الخلافة “ليس سوى خرافة، والبيعة المزعومة تمت من أشخاص مجاهيل لشخص مجهول، في صحراء أو في كهف من الكهوف”، مضيفا “فهي لا تلزم ولا تعني إلا أصحابها”، مستشهدا بقول الصحبي الجليل عمر بن الخطاب رضي الله عنه: “فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه ثغرة أو يقتلا”.
“دولة الخلافة”
وكان تنظيم الدولة أعلن قيام ما وصفها بـ”الخلافة الإسلامية”، ونصب أبو بكر البغدادي “إماماً وخليفة للمسلمين في كل مكان”، ودعا ما سمّاها “الفصائل الجهادية” في مختلف أنحاء العالم لمبايعته.
ودعا البغدادي من جهته -في تسجيل صوتي بثّ الثلاثاء على الإنترنت- من سمّاهم “المجاهدين” للهجرة إلى “دولة الخلافة” المعلنة في مناطق بالعراق وسورية، وحثّ أتباعه على الرفق بالعشائر السُّنية العراقية.
وقال البغدادي “من استطاع من المسلمين أن يهاجر إلى الدولة الإسلامية فليفعل”، مضيفاً أنّه “بات اليوم للمسلمين دولة وخلافة”.
وتابع أن الهجرة إلى “دولة الخلافة” باتت “واجباً عينياً” على من يستطيع من المسلمين، وخص بدعوته الفقهاء والعلماء وأصحاب الكفاءات العسكرية والأطباء والمهندسين في كافة المجالات.
يذكر أنّ تنظيم الدولة يسيطر الآن على مدينة الرقة شمال شرقي سورية وعلى مناطق بحلب، وتمكن مؤخراً من السيطرة على مدينة البوكمال التي تقع قرب الحدود مع العراق، وتبعد 120 كيلومتراً عن مدينة دير الزور شرقي سورية.
المرابع ميديا + الجزيرة نت

اترك تعليقاً