سَلّمت السلطات صباح اليوم جثمان السجين السلفي معروف ولد الهيبة الذي توفي في ظروف لم تكشف بعد في سجن “صلاح الدين” شمال البلاد.
وأفادت مصادر في تجمع أهالي السجناء أن الصلاة ستقام عليه في مسجد بداه بمقاطعة لكصر. من هو ولد الهيبة؟
ولد “معروف ولد الهيبه” عام 1981، وترعرع في حي الرابع والعشرين شرق العاصمة نواكشوط, وبحسب مصادر صحفية محلية، فقد سبق لولد الهيبة أن عمل مهندسا ميكانيكيا في مصانع الأرز بروصو، وأصبح متخصصا في تشغيلها وصيانتها، وأمضى 6 سنوات في التجارة الحرة، حيث امتلك مخزنين في مدينة العيون الموريتانية لبيع الملابس والأحذية، كما عمل كضابط صف في مشاة البحرية 9 أشهر، قبل أن يحال إلى مدينة اكجوجت للتدرب على الحرب البرية في الجيش الموريتاني، قبل أن يفر من الخدمة العسكرية، ويشتغل في مدينة لقوارب جنوب البلاد, ثم ينتقل لاحقا إلي ولاية الحوض الغربي, على الحدود الموريتانية المالية, حيث يرجح أنه تم تجنيده من هناك لما بات يعرف بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
والتحق ولد الهيبة بمعسكرات تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي في فبراير من عام 2006، ويعرف نفسه بأنه “العبد الفقير إلى ربه أبو قتادة الشنقيطي”، وسبق أن أعلن في أكثر من مرة “تجديد البيعة للشيخ أسامة بن لادن”، وقال في مقابلة صحفية قبل عدة سنوات أنه “خرج لإعلاء كلمة الله والجهاد في سبيله”، مشيراً إلى أن “الصورة التي يقدمها الأمن عنه وعن إخوانه في التيار السلفي هي صورة بشعة يراد منها تبرير محاربتهم، للناس”.
وشارك “ولد الهيبة” في عملية ألاك 2007 التي راح ضحيتها 7 من السياح الفرنسيين, لكنه تمكن بعدها من الفرار إلى السينغال ومنها التحق بمعاقل الجماعة السلفية شمال مالي.
وتقول المعلومات المتداولة، أنه تم تكليفه من طرف قائد تنظيم “أنصار الله المرابطين”، الجزائري خالد أبو العباس (مختار بالمختار)، بالتوجه إلى موريتانيا لتسلم نائب السفير الألماني الذي كانت القاعدة تخطط لاختطافه في ذلك الحين،بعد وصوله لنواكشوط.
تم اكتشاف خلية للتنظيم في حي “سانتر أمتير” بالعاصمة، وتم تطويقها من قبل الأجهزة الأمنية, و جرت اشتباكات عنيفة بين الشرطة وأعضاء الخلية، أسفرت عن قتل عدد من أعضاء التنظيم, في حين تمكن أربعة منهم من الفرار, كان من ضمنهم “ولد الهيبه”.
اعتقل “معروف” عام 2008 متخفيا في ثياب نسائي و تم تصويره وهو يرتدي عباءة سوداء، أمام مفوضية شرطة لكصر, وتمت محاكمته بعد ذلك بسنوات, و حكم عليه بالإعدام، دون أن يتم تنفيذه، ليتم نقله لاحقا رفقة عدد من زملائه في التنظيم إلي سجن قاعدة صلاح الدين العسكرية شمال البلاد, قبل أن تؤكد السلطات الموريتانية أمس الإثنين وفاته في سجنه دون إعطاء المزيد من التفاصيل.